براين دولي: رهان واشنطن الضعيف على البحرين

2015-02-14 - 2:40 ص

براين دولي، ذا هيل
ترجمة: مرآة البحرين

أصبحت ردة فعل واشنطن حيال القمع الذي تمارسه حليفتها العسكرية البحرين قابلة للتنبؤ، فالمملكة هي جزء من التحالف الذي يحارب داعش. غير أن ردة الفعل هذه تداعت من خلال دعم الحكومة للطائفية والانقسام في بلدها. وردًا على انتهاكات الحكومة البحرينية، قدمت إدارة أوباما مزيجًا من الإدانة الخاصة ولكنها أعلنت عن رضاها عن خطوات الإصلاح البطيئة.

غالبًا ما يقول المسؤولون الحكوميون إنه على الرغم من وجود أسطول الولايات المتحدة الخامس في البحرين، إلا أنه ليس لواشنطن تأثير كبير على حكومة البحرين.

ومن جهتهم، ضغط بعض أعضاء الكونغرس باستمرار على وزارة الخارجية ودعوا النظام البحريني إلى إجراء إصلاحات. ما زالت هذه الأصوات تدعم ما تبقى من سمعة أمريكا بين الناشطين الديمقراطيين في الخليج.

في الشهر الماضي، كتب السيناتور ماركو روبيو إلى وزير الخارجية جون كيري طالبًا منه الدعوة علنًا لإطلاق سراح زعيم المعارضة، الشيخ علي سلمان، بينما حثّ النائب جيم ماكغفرن وغيره من النواب الحكومة الأمريكية باستمرار على اتخاذ موقف أكثر حدة. وكنت والسيناتور ماكغفرن قد خططنا في شهر أغسطس/ آب الماضي للقيام بزيارة إلى البحرين للتقصي عن حقائق وضع حقوق الإنسان هناك، إلا أن الحكومة البحرينية أوقفت زيارتنا.

وفي مؤتمر صحافي خاص بالكونغرس وشارك فيه السيناتور ماكغفرن، نشرت منظمة هيومن رايتس فيرست قائمة تتضمن الأفكار التي يمكن للحكومة الأمريكية استخدامها فورًا للضغط على الحكومة البحرينية لإجراء إصلاح في البحرين والمساعدة في إرساء بعض الاستقرار لدى هذا الحليف العسكري الرئيسي.

لا يمكن لواشنطن أن تتحمل تقلبات البحرين، إذ إنّها وظّفت الكثير من الأصول في المملكة لتتحمل التقلب الحالي لمزاجها، غير أن محللين اقتصاديين عالميين يحذرون من كساد اقتصادي بسبب تدني أسعار النفط وفشل البحرين في إيجاد حل سياسي للاضطراب المستمر. يمثل يوم السبت الذكرى السنوية الرابعة للانتفاضة الشّعبية الأكبر في المنطقة (بالنسبة لعدد السكان) والتي انطلقت في العام 2011 للمطالبة بالديمقراطية، وما تزال الاحتجاجات مستمرة.

وبعد حملة قمع عنيفة من قبل الحكومة وانتخابات نيابية وبعض الإصلاحات السطحية، لم يتم إجراء التغييرات الأساسية. تسيطر الأسرة الحاكمة المدعومة من الأقلية السنية على الحكومة في حين ما يزال عم الملك رئيسًا غير منتخب للوزراء وما تزال قوات الأمن لا تتضمن فعليًا أي شخص من الأكثرية الشيعية الموجودة في البلاد وما تزال الشكاوى حول الفساد وغيرها من انتهاكات الحكومة التي أثارت احتجاجات العام 2011 مستمرة في زعزعة استقرار البلاد.

قالت وزارة الداخلية إن ثلاثة رجال شرطة آخرين أصيبوا في هجوم على العاصمة المنامة في نهاية الأسبوع الماضي. ما زالت السجون تعج بالمعتقلين السياسيين. فضلًا عن ذلك، يجب أن يصدر اليوم حكم بالاستئناف بحق الناشط البارز في مجال حقوق الإنسان. وكان رجب قد حُكم عليه بالسجن لستة أشهر بسبب انتقاده لقوات الأمن في تغريدة.

تسوء الأمور بوتيرة سريعة في البحرين ولا يمكن لأي مساعدة من وزارة الخارجية الأمريكية، مهما بلغ حجمها، أن تحسن الأمور، ما نحتاج إليه هو إجراءات لنظهر للشعب البحريني أن حكومة الولايات المتحدة تتفهم جهوده من أجل الإصلاح وتدعمها وأنها مهتمة بأكثر من علاقة عسكرية مع النّظام الدكتاتوري الذي يقمعه.

هناك عدة أمور يمكن لإدارة أوباما القيام بها فورًا للتشجيع على الاستقرار ولكي لا تبقى البحرين مجرد رهان بالنسبة لواشنطن . للبدء، يمكن لها التصريح علنًا عما إذا كانت إجراءات المحاكمات، التي يحضرها موظفو السفارة الأمريكية، تتم وفقًا للمعايير الدولية، . سأكشف لكم سرًا: ليست كذلك. من شأن هذه الخطوة أن تظهر لحكومة البحرين وشعبها أن حكومة الولايات المتحدة غير راضية عن عدم استقلالية القضاء البحريني وأهليته وأنه من الآن وصاعدًا لن يحضر مسؤولون أمريكيون محاكمات غير عادلة من دون التعليق على الظلم الواضح فيها. تحتاج البحرين إلى حل سياسي يتم إشراك زعماء المعارضة فيه بدلًا من إسكاتهم عبر سجنهم.

يمكن لواشنطن أيضًا استخدام سلطتها بموجب الأمر الرئاسي 7750 لمنع إعطاء تأشيرات دخول للمسؤولين الحكوميين الذين يعتقد أنهم متورطون بالفساد، وتظهر للبحرينيين أنها تتخذ خطوات ضد المسؤولين الكلِبتوقراطيين الذين يسرقون الأموال العامة، ويمكنها أيضًا الضغط لتمثيل أوسع نطاقًا داخل قوات الأمن التابعة لها عبر رفض تدريب مجموعات الضباط المؤلفة حصرًا من السنّة و إيقاف إمدادهم بالمعدات والأسلحة حتى بروز دليل حقيقي على تغيير في ممارسات التوظيف والترقية.

هناك أشياء أخرى كثيرة يجب على الولايات المتحدة فعلها في حال أرادت المساعدة على إرساء الاستقرار في البحرين بما فيها الضغط بقوة للإفراج عن المعتقلين السياسيين؛ وهو الأمر الذي لم يدع إليه الرئيس أوباما منذ العام 2011.

قد تمنع الإجراءات الأمنية المشدّدة يوم السبت تكرار ذات الانتفاضة الجماهيرية التي بدأت منذ أربع سنوات، ولكن لا يخدعنكم الهدوء الواهي، فالبحرين ما تزال رهانًا ضعيفًا بالنسبة للولايات المتحدة، وهناك الكثير من الأمور التي يمكن لواشنطن فعلها .

 

11 فبراير/ شباط 2015
النص الأصلي


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus