التعليق السياسي: عباس شرف أمه وأمته

2015-03-04 - 8:05 م

مرآة البحرين (خاص): كتب عباس السميع قصيدته الخالدة في خطابه الأول والثاني، لا يمكن إعدامه. الرسالة أبقى من الشخص، وعباس عرف تماماً كيف يكتب رسالته، وكيف يحفظ في قلوب الناس براءته، الناس الذين هم الشعب، الذين تحدث عنهم والده من خلال رقبه ابنه عباس "إذا نفذوا حكم الإعدام على عباس، الله لا يقوله، يعني إن الشعب كامل صار عليه حكم تنفيذ الإعدام"

بليغة رسالة الأم والأب التي نشرت اليوم، الأب يعرف بغريزته الأبوية، أن في كل شاب من شباب 14 فبراير صورة ابنه وتربية ابنه ومطالب ابنه في الحياة الكريمة، إعدام عباس هو إعدام لحياة شباب هذا الشعب، من يريد أن يقتص من عباس فهو يريد أن يُمعن في تقطيع رقاب الناس.

وإذا كان "الإعدام استئصال الجاني من المجتمع على نحو قطعيّ ونهائيّ" فإن عباس سيعدم جلاديه ولن يُعدم، لأن عباس قد ثبّت روحه في قلوب الناس ورقابهم على نحو قطعي ونهائي، عباس صار هو المجتمع، هو الناس المهددين بالاستئصال.

إذا لم يقدّر لعباس أن يمارس دوره التربوي في المدراس التي خرج منها مبكراً، فإنه قد قُدر له أن يشكل مدرسة شعبية كاملة، سيحفظ طلابها درسه البليغ في النضال السلمي والثبات المبدئي والشجاعة المسؤولة والنجاح الاستثنائي في الحياة العملية، لقد صاغت أمه مخرجات مدرسته في كلماتها الموجزة "أولادي فوق، أولادي تاج، عباس معروف، عباس ناجح، عباس  عباس شرف على راسي، عباس لا يقبل لنا المذلة"

عباس شرف أمه وأمته، والذين لا شرف لهم، لا يمكنهم أن يعدموا شرف عباس. لقد فهم عباس الغرض من استهدافه، أرادوه أن يكون (كبش فداء) فصار ما يريد هو لا ما يريدون هم، صار فداء لأمته، كان في رسالته الأولى والثانية، يتلوا علينا درس الفداء دون خوف ودون تردد ودون تلعثم، ما كان أفصحك يا عباس!

أرادوا التخلص منه وإخماد صوته لكنه فاجأهم بعناده وإرادته في أن ينقي سيرته من شوائبهم، ويقدمها درسا صافيا إلا من الكرامة والفداء، خرج من غرف تعذيبهم المتوحشة، ليفضح خستهم ونذالتهم وانعدام شرفهم.

لقد رفض عباس أن يخلصه من محنة الحكم عليه بالإعدام مكرمة ملكية، رفض انتظارها، رفض التعويل عليها، رفض أن يُعدم بها، فهو يجد فيها الإعدام عينه، لأنها تفتقد الشرف، وهو ذاهب بأقصى ما يملك من روحه نحو الشرف، الشرف حكمته التي لن يفرط فيها، ولن يمنحه لمن لا شرف لهم.

 

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus