جمعية العمل الإسلامي (أمل): لسنا معارضة ولسنا مع مبدأ التكتيك السياسي، نحن طلاب حق.

2011-11-15 - 10:07 ص


مرآة البحرين (خاص):
"لسنا جماعة سياسية تشتغل بالتجارة في سوق السياسة"، "نحن نحكم الخيار الشعبي أولاً"، "نحن في تحالف إستراتيجي مع الجمعيات السياسية"، "إن سقفنا هو السماء"، "ننطلق من قاعدة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، "من الخطأ أن نقول إن خطاب السيد هادي المدرسي، كان يتعارض مع خطاب الجمعيات السياسية"، "لدينا تحفظات على وثيقة المنامة"،"لجنة السيد بسيوني... لجنة تهدف إلى إعطاء النظام شهادة حسن سير وسلوك على جرائمه"
من الصعب، أن تجمع كل هذه القناعات في خطاب منسجم، لكن جمعية العمل الإسلامي، يمكنها ذلك، في هذا الحوار، تقدم الجمعية خطابها وفق رؤيتها، وهي تحاجج باستماتة دفاعاً عن انسجام خطابها وانسجام تاريخها وانسجام حركتها.
مرآة البحرين أجرت حواراً مع القيادي في جمعية (أمل) هشام الصباغ، وهذا جزء من الحوار:


مرآة البحرين: جمعية (أمل) الحالية تمثل "التيار الرسالي" الذي تأسس في أواخر السبعينات تحت تسمية شعبية "تيار الشيرازيين" نسبة الى المرجع الديني المرحوم السيد محمد الشيرازي. وأنتم كذلك امتداد للجبهة الإسلامية لتحرير البحرين‬. ‫ما الذي بقي فيكم من هذا التاريخ؟ وما الذي تجاوزتموه من هذا التاريخ؟‬

‫في الحقيقة الفكر الرسالي لا يتمحور حول الذات في حراكه، لهذا فإن التيار أو المؤسسة أو أية جهة مرتبطة به هي وسيلة  لأداء الدور الرسالي، وليست هدفا للتقديس أو المزايدة بها على الآخرين، كانت مرجعية الامام الشيرازي والفكر والتجربة الرسالية عنوانا كبيرا لثقافة تحمل المسؤولية في الأمة في قبال ثقافة الكسل والخنوع.
ما بقى لدينا من هذا التاريخ هو أنه تقدم بنا وبالأمة في ثقافة التصدي وأصبحت الأمة اليوم  بشكل عام على خط الحضور والمواجهة مع المستكبرين في مجتمعاتها وفي ثقافتها.أما ما تجاوزناه فهو الهموم والجراحات الخاصة.

مرآة البحرين: في المؤتمر الصحفي لجمعية العمل الإسلامي الذي عقدتموه في جمعية الوفاق بتاريخ 4 أكتوبر 2011م. قلتم بعد  محاكمات مجموعة جمعية العمل الإسلامي: لن نتأسف أو نندم على ما قلناه وما فعلناه لأننا بشكل واضح طلاب حق وحرية وكرامة وديمقراطية وشعاراتنا وأهدافنا واضحة المعالم. هل خطابكم في دوار اللؤلؤة والذي ضمنه خطاب السيد هادي المدرسي، ضمن هذا الذي لن تتأسفوا عليه أو تندموا عليه؟‬


سواء نحن أو سماحة السيد المدرسي حفظه الله، ننطلق من قاعدة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتحمل مسؤولياتنا الدينية والأخلاقية تجاه مجتمعنا وأمتنا وهي مسؤوليات لا يحددها لنا الآخرون ولا يملكون استنكارها علينا، بل هي واجبات دينية عليا ثابتة فردية وجماعية، وننطلق نحو تفعيل ذلك أولا بالتعبير عن رفضنا للواقع السيء وإدانته وتعريفه والدعوة إلى إيقافه وتغييره ثانيا والعمل على ذلك ثالثا، وليس هناك ما يدعو للتأسف أو الندم في ذلك، بل إن هذا الحضور المسؤول يستحق الثناء والإكبار دينيا وأخلاقيا ووطنيا وإنسانيا‬

مرآة البحرين: يبدو خطابكم أحياناً أو لأقل بصراحة أكثر، مفرطاً في تطرفه ودينيته وتحديه.وكأنكم تغردون خارج السرب، في حين  يتطلب العمل السياسي، الاشتغال في الوسط دوماً من الأفكار والمواقف واللغة.ولعل عدم توقيعكم على وثيقة المنامة يظهر ذلك بشكل ما. سؤالي: لماذا لا تتفقون معي في ذلك؟‬


 لأننا ببساطة لسنا جماعة سياسية تشتغل بالتجارة في سوق السياسة وتتعامل وفق مبدأ الربح والخسارة، ولأن السياسي غالبا ما يفقد هويته ومنطلقاته في خضم التجاذبات والتوازنات، فإننا نفضل أن نبقى رساليين أصحاب مبادئ وأن تبقى هويتنا وثقافتنا وأخلاقنا حاضرة معنا طوال مسيرتنا، هكذا تعلمنا من قائدنا الامام علي الذي رفض ممارسة السياسة حين تتجاوز القيم والمبادئ والاخلاق، الأمر في النهاية مرتبط بتصور الانسان لطبيعة الربح والخسارة. والاشتغال في (الوسط) الذي يطلق عليه هذه الأيام بفن الممكن، فنحن لا نؤمن بفن الممكن وأنصاف الحلول على حساب الحق الأصيل، من يراهن على نصف حقه فهو لا يستحق النصفين‬.

مرآة البحرين: أين أنتم كجمعية العمل الإسلامي من خارطة القوى السياسية في البحرين؟‬

 نحن قريبون من كل الاطراف السياسية والاجتماعية والدينية وجمعية العمل الإسلامي هي تيار ديني بالدرجة الأولى وطيف سياسي بالدرجة الثانية، ونحن ننطلق من القيم الدينية قبل القيم السياسية وما يحكمنا هو الدين. نحن موجودون في الميادين والساحات والشوارع وموجودون في تحالف الجمعيات السياسية والحركات السياسية وفي المآتم والحسينيات والمساجد. ومتواجدون في كل مكان مع الحق ونصرة للحق ومع التصحيح ومع حركات التغيير، وندعم جميع القوى السياسية من دون النظر إلى لونها أو إيديولوجيتها الدينية أو السياسية أوالمرجعية ومع الجميع في داخل البحرين والخارج‬.

مرآة البحرين: من الناحية التنظيمية، في ظل اعتقال الأمين العام الشيخ المحفوظ وأغلب الكوادر، كيف وضع الجمعية الآن؟‬
 وضع الجمعية منظم بدرجة كبيرة قبل الاعتقالات وقبل الهجمة الأمنية وهذا ما يميزنا قوة التنظيم والخلايا التنظيمية وراجع ذلك لخبرتنا في هذا المجال التنظيمي‬.


‫لا أخفيكم إن حالة من الإرباك سادت الجمعية أثناء الهجمة الأمنية على القيادات في الأسابيع الأولى من الهجوم على التيار، ولكن لم تطل تلك الهجمة الحالة التنظيمية الموجودة التي أرساها المجاهد الشيخ المحفوظ الذي تم انتخابه انتخاباً حراً عبر صناديق الاقتراع، وهو قائد للتيار الرسالي في البحرين‬.‫الشيخ المحفوظ سيبقى وحتى هو داخل السجن ورهن الاعتقال هو رئيس التيار‬.
‫التنظيم موجود داخل الجمعية من ناحية الهيئات المتشكلة كالدائرة السياسية والحقوقية والإعلامية والاجتماعية والشبابيه (الشبيبة) وغيرها. نحن نجري انتخابات حرة في اختيار أعضاء مجلس الإدارة بما فيهم الشيخ المحفوظ وبقية الأعضاء‬.

مرآة البحرين: الآن، هل يعتبر عمل الجمعية قانونيا في نظر وزارة العدل؟‬


  لم ننظر لهذه الزاوية أبداً فنحن نمارس عملنا كتكليف شرعي وأخلاقي نصرة للمظلومين ولسنا معارضين بل طلاب حق‬، فإن أرادوا إغلاقها فذلك مسعى سعوا له خلال قانون السلامة الوطنية، واقتحموها أكثر من مرة وأغلقوها رسمياً، كأول جمعية 45 يوماً عندما أقمنا حفلاً للمجاهدين الـ73 في جمعية المهندسين وتم اقتحامها عام 2007م بتهمة تخزين أسلحة وتم التهديد بإغلاقها عام 2010م بعد مشكلتنا مع وزارة العدل‬.
‫نحن نمارس عملنا وغير مكترثين، وإن كانوا يتكلمون عن القانون، فإن اعتقال الشيخ المحفوظ غير قانوني واقتحام الجمعية غير قانوني واتهام التيار الرسالي غير قانوني وانتهاك حرمات الناس غير قانوني‬، ‫فعن أي قانون يتحثون؟‬


مرآة البحرين: هل هناك مراجعة نقدية لخطاباتكم في الدوار؟‬

‫خطابنا في الدوار خطاب واضح وحتى قبل ثورة 14 فبراير ، فلقد كانت مهرجاناتنا الرسمية ومؤتمراتنا التداولية واضحة: مهرجان باسم (حان وقت التغيير) والمهرجان الثاني (شركاء في الوطن .. شركاء في القرار) ومهرجان ثالث تحت عنوان (دولة المؤسسات والقانون‬).‫كان خطنا منذ عودتنا إلى البحرين عام 2001م والدخول مباشرة في الحياة السياسية والاجتماعية والدينية، هو من أجل صياغة وبناء واقع معارض جديد (صياغة معارضة حقيقية نحو التغيير‬).
‫خطاباتنا في الدوار كانت مرسومة على نفس هذا الخط، ونحن نحكم الخيار الشعبي أولاً، ولا نقفز عليه‬، وثانياً ركزنا في مسيرتنا على صياغة معارضة حقيقية‬. ‫وخطابنا في الدوار انطلق من مبدأ صادق وعادل وسليم، وهو أن تعكس الجمعية رأي الناس وإرادتهم، وليس أن تصبح قيمة أو وصية عليهم، فخطابنا كان الدعوة لاحترام إرادة الشعب لا أكثر ولا أقل‬.


مرآة البحرين: هل كان خطابكم في الدوار مع ملكية دستورية أو مع إسقاط النظام؟‬


‫قلناها بشكل واضح للشباب، إن سقفنا هو السماء، وخيارات الناس بالنهاية هي ما نحتكم له، لإننا نؤمن بأن الشعب هو مصدر السلطات، وجمعية أمل هي إحدى الفصائل التي يجب أن تحتضن خيارات الناس وتستمر شرعيتها من الناس‬.
‫النظام لم يستمع لا إلى طلاب الملكية الدستورية، ولا إلى طلاب الجمهورية، ولا إلى طلاب إسقاط النظام، إنما واجه جميع الحركات السلمية بآله قمعية وبهمجية الخيار الأمني. والنظام هو المسئول عن تصاعد المطالب وعن رفع سقف المطالب. و في الدوار كنا مع إرادة الناس السلمية في التغيير. في الدول الديمقراطية يستطيع أن يقول الانسان أنا أطالب بتغيير النظام، ويستطيع أن يذهب بشكل سلمي لصناديق الاقتراع ليسقط رأس الدولة وعلى رأس الدولة أن يحترم خيار شعبه، وأما عكس ذلك فلا يستطيع الحاكم فرض نفسه على شعبه ولو أتى بكل الجيوش والأسلحة‬.

مرآة البحرين: لكن الجمعيات السياسية خطابها واضح فهي مع الملكية الدستورية. كيف كان وضعكم معها؟‬

نحن واضحون مع الجمعيات السياسية جداً، ومع جميع القوى الوطنية والسياسية، ونحن في تحالف إستراتيجي مع الجمعيات السياسية فيما نتفق عليه، وفيما نختلف عليه نقول كلمتنا بصراحة‬ .
‫على سبيل المثال في 13 مارس عندما اتخذت الجمعيات السياسية رأياً بخصوص مبادرة ولي العهد، كان لجمعية العمل الإسلامي رأيها الرافض حينها، وعقدنا مؤتمرا صحفيا وأصدرنا بيانا رسميا وضحنا فيه موقفنا.
 
مرآة البحرين: ماذا كان موقفكم بالتحديد؟‬


الموقف هو أننا لا نريد أن نعيد أخطاء إعطاء موافقات تحت الضغط، أن تكون المعارضة تحت الضغط وتدخل في حوار مع تواجد قوات درع الجزيرة. لا نريد حواراً والبندقية على الرأس ولا نريد حواراً وانتشار قوات الجيش في شوارع البحرين.
‫واحتكمنا لرأي الشيخ عيسى قاسم، عندما قال لن ألتقى بمسئول والسلاح على رؤوس الشباب، فذلك الموقف من الشيخ عيسى قاسم تبنيناه بشكل قاطع وانطلقنا منه.
‫لقد رسمنا خطوط حمراء، لكي لا نعيد الرجوع لمشكلة ومأزق الميثاق والحوار داخل السجون أو تحت الضغط. وحذرنا من دخول طرف ثالث في المعادلة، وهو ما فعلته السلطة بالفعل في إقحام بعض الموالين في المعادلة‬.

مرآة البحرين: هل كان خطاب السيد هادي المدرسي يمثل التيار الرسالي أو يمثل خطاب جمعية العمل الإسلامي؟‬

السيد المدرسي مثله مثل الكثير من المرجعيات الدينية والسياسية الشيعية والسنية التي قالت كلمتها عن ثورة البحرين كالمرجع المدرسي والمرجع الخامنئي والمرجع الكلبيكاني والروحاني والمرجع السيستاني والمرجع الآراكي والسيد حسن نصر الله والسيد علي فضل الله والشيخ عيسى قاسم وغيرهم من مراجع الأمة ومفكريها وأيضاً كالقرضاوي وكمفتي مصر وكعلماء الأزهر وعلماء السعوديه وغيرهم آراء متباينه عن ثورة البحرين‬. ‫والسيد هادي المدرسي ليس بدعاً من هؤلاء الكوكبة من العلماء وكان خطابه للكثير من المريدين ليس فقط من أنصار التيار الرسالي إنما كانت الكثير من رؤاه يتبناها الكثير من الناس وكان خطاب السيد المدرسي أحد خيارات الناس وكان خطابه يلتقي مع أفكار الكثيرين من شعب البحرين‬.‫السيد المدرسي يمثل جزءاً رئيسا ومهما من تاريخ التيار الرسالي وحاضره ومستقبله أيضا‬.

مرآة البحرين: لكن السيد المدرسي لم يقل رأيه وفقط، بل كان يخطب بشكل يومي في الدوار؟‬

 السيد هادي المدرسي طبيعي أن يتفاعل مع قضية البحرين، كما تفاعل مع القضية اللبنانية في حرب الـ 33 يوما والعدوان على الجنوب اللبناني . فقد كان له برنامج يومي عبر قناة أهل البيت، داعماً وملهماً للثوار في لبنان، فهل كان يمثل السيد هادي المدرسي مرجعية دينية وسياسية لحزب الله؟‬! لقد كان يمارس دوره الرسالي ويتحمل مسؤوليته كواحد من هذه الامة‬.
 
مرآة البحرين: ولكن في تقديركم أنتم كتيار سياسي أو كجمعية سياسية، هل كنتم موفقين في تبني شاشه أو شاشات كثيرة يخطب فيها مرجع ديني موجود خارج البحرين ويوجه شعب البحرين سياسياً وخطابه متعارض مع الجمعيات السياسية التي أنتم في تحالف معهم؟‬

الخيم الموجودة في الدوار هي خيم الناس، وليس خيم الجمعيات السياسية والشاشات التي في الدوار هي شاشات الناس وليس شاشات جمعية العمل الإسلامي، ولا الجمعيات السياسية وجمعية العمل الإسلامي اتخذت قرارا بعدم نصب أي خيمة في الدوار لأننا نعتبر الثورة هي ثورة الناس والثورة شعبية ودوار اللؤلؤة وميدان الشهداء هو من حق الناس. وفي ذلك الدوار قلنا لهم هذه الثورة هي ثورة الشباب وثورة الناس وسقفكم السماء‬.
‫حتى المنصة الرئيسية هي منصة الناس والجمعيات السياسية كانوا ضيوفاً مكرمين عند الناس. فالمأكولات هي من الناس والتنظيم قام عليه الناس وهكذا‬. ‫خطاب السيد هادي المدرسي الموجود في الدوار بشكل يومي دليل على تلاقح أفكار السيد مع الكثير من الناس والعديد من تلك الخيم المنصوبة في دوار اللؤلؤة‬.
من الخطأ أن نقول إن خطاب السيد هادي المدرسي، كان يتعارض مع خطاب الجمعيات السياسية، فالمرجعية في الدوار كانت للناس ومن يدعي إنه كان يمتلك المنصة فهذا الإدعاء نتركه له ومن يدعي إن الثورة ثورته نرد عليه الثورة شعبيه التحقت بها القوى السياسية فيما بعد، وإن كان الناس ينتمون للجمعيات السياسية بشتى مشاربهم وأصنافهم فالجمعيات السياسية هيأت الأرضية للناس وزادت في وعيهم السياسي والمعرفي والرشد السياسي والثقافي. ومن يقول أنه يمتلك خيارات الناس فهو مدعي عليهم‬!
‫كنا في جمعية أمل في مسافة واحدة من الجميع ونتقاطع مع الجميع في الأفكار والرؤى. وحتى بعد اعتقال قادة العمل السياسي والرموز المعروفين استمرت الثورة، تلك دلالة كبيرة إن الثورة وقودها الناس وستستمر إن أراد الناس ذلك. وسوف تفشل عندما ترمي الناس الراية‬ .
 ‫لهذا ملأ سماحته بخطابه الرسالي المميز فراغا كبيرا يقع بين المبادئ والواقع، في خطابه دعا للحفاظ على نقاء حركة المستضعفين وربط بينها وبين حركة التاريخ، وأعطى الأمل وبيّن الأهداف‬.

مرآة البحرين: ماذا عن وثيقة المنامة. لِمَ لَم توقعوا عليها؟‬


‫ لدينا تحفظات على وثيقة المنامة هذا كل ما أستطيع أن أقوله لك في الوقت الحالي، ولذلك لم نوقع عليها ولم نشترك في أي مؤتمر صحفي أو مهرجان يدعو لها. ولدينا رأي واضح ننتظر الزمن المناسب لنظهره. ولا نعير للتأويل أي أهمية طالما عدم التوقيع هو موقف بحد ذاته. والرفض لا يحتاج لتفسير كبير ولا لتوضيحات إنما قد نحتاج لعشرات المهرجانات والمؤتمرات لنقنع الناس في حال الموافقة على الوثيقة‬.
‫ورفض التوقيع على الوثيقة هو إحدى خيارات الناس. وقد يتفق معنا الكثيرون أو يختلفون. وقد نكون على خطأ من يدرى فنحن لا ندعي العصمة‬. ‫في النهاية نحن نؤمن في جمعية العمل الإسلامي إن في البحرين ثورة منتصرة وفي الثورات لا تكتيك سياسي إنما حق يؤخذ ونقولها: لنا حق وسنأخذه وإن طال بنا الزمن فطلائع الثوار بدأت المسيرة ولن تنتهي‬.
‫كل الثورات العربية المنتصره لم تستسلم لمبدأ التكتيك السياسي وتقدمت مساحات أكبر في قبال الأنظمة التي استنفدت كل وقود القوة الأمنية والطائفية، ونحن نرى إن في عامل الزمن والصبر والثبات علائم النصر‬.

مرآة البحرين: كيف تعاطيتم مع لجنة بسيوني؟ وما موقفكم منها؟

لقد كان لنا رأينا في لجنة السيد بسيوني منذ البداية وأبدينا عليها عدة ملاحظات، وعبرنا عن خشيتنا من كونها لجنة تهدف إلى إعطاء النظام شهادة حسن سير وسلوك على جرائمه، ويتم اعتمادها بعد ذلك للتغطية على المزيد من الانتهاكات، كما عبرنا عن شكنا في استقلاليتها وذلك بسبب شكنا في مصادر تمويلها من جهة، وثانيا لأننا لم نتعود الصدق من النظام الذي اختارها ودعاها، فضلا عن عدد من تصريحات السيد بسيوني المتلاحقة بعد ذلك والتي لاتبشر بخير ولا إنصاف للضحايا ولهذا الشعب المقموع‬.
‫في الحقيقة إن عدم ابتعاث لجان دولية لتقصي الحقائق رغم كل تلك الانتهاكات والتعديات والتدخل الأجنبي ضد شعب أعزل يطالب بحقوقه، مضيعه للوقت.
 

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus