إميل نخلة: مثير للسخرية أن يتحدث أوباما عن الإصلاح بحضور ممثلي البحرين والسعودية
2015-03-20 - 9:58 م
كما ألقى نخلة الضوء على خطاب الرئيس أوباما الذي ألقاه في البيت الأبيض مؤخرًا، فقال إنّه: "حثّ الدول المسلمة على معالجة التظلّمات المنتشرة التي يعانيها مواطنوها، وتحقيق إصلاحات اقتصادية وسياسية حقيقية التي يمكن أن تنعم على الشباب الحس بالكرامة، واحترام الذات... ولكن رؤية ممثّلي أكثر الأنظمة العربية والإسلامية المستبدة، بما فيها السعودية والبحرين، يجلسون في القاعة نفسها ويهلّلون للرئيس، موقفٌ يثير السخرية. ولا يخفَ هذا النفاق على آلاف الشباب العرب والمسلمين الذين ما يزالون يتعرّضون للتعذيب من قبل هذه الأنظمة نفسها".
إميل نخلة، موقع لوبلوغ
مرآة البحرين: نشر موقع "لوبلوغ" الإخباري مقالًا للخبير السياسي الأمريكي إميل نخلة، يتحدّث فيه عن المؤتمر العالمي الذي عقده البيت الأبيض مؤخرًا حول مكافحة التطرّف العنيف، المعروف أيضًا بـ CVE. وشرح مفصًلا عن طبيعة مؤتمرات من هذا النوع وفشلها في التأثير على الإرهاب والتطرّف.
إذ قال نخلة أنّ المؤتمر هذا "ليس إلا سعي آخر من قبل القادة الغربيين والمسلمين منذ هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2011 الشنيعة، لحشد "قلوب وعقول" المسلمين، ذات التوجّه السائد، ضد الإرهاب".
وأردف قائلًا: "كجميع المؤتمرات السابقة التي حضرتها عندما كنت أعمل لدى الحكومة، لن يثمر المؤتمر، على الأرجح، نتائج فعّالة. وعلى الأرجح لن يمنع الجماعات الإرهابية الجديدة من الظهور، والجماعات الحالية من التوسّع، والشباب المهمّشين من الانضمام إلى صفوف المقاتلين".
وشدّد نخلة على واقع أنّ هذا المؤتمر: "لن يعالج أيضًا جذور الإرهاب-الاستبدادية، والقمع، والفساد، وسوء الحكم، والحرمان من حقوق الإنسان، والتمييز، والطائفية، والعقيدة الدينية غير المتسامحة. وبالإضافة إلى ذلك، إنّ العبارات المبتذلة حول الإسلام التي تروّج لها مؤتمرات مماثلة فاتتها إحدى أبرز سمات الميول الأكثر تطرفًا. إذ إنّ تجاهل فحوى المعتقدات الإسلامية التي تؤمن بها هذه الجماعات المتطرّفة يجعل التصدّي لرسالتها أمرًا مستصعبًا".
كما ذهب نخلة إلى الحديث عن ما وصفه بـ "الدعامة المناسبة" التي ترتكز عليها مؤتمرات مماثلة. إذ قال: "تجنح مؤتمرات من هذا النوع إلى التركيز على القضايا الهامشية التي لا تشرح سبب إيجاد بعض المسلمين، دائمًا، تفسيرات دينية تبرّر أعمالهم العنيفة. وما يزال الكثير من الخطباء في هذه الاجتماعات، بما في ذلك الاجتماع الذي عقد مؤخرًا في البيت الأبيض، يعزفون على وترٍ واحد منذ هجوم الحادي عشر من سبتمبر/أيلول".
ومن ثمّ عرض نخلة العبارات التي يردّدونها على الدوام: "الإسلام دين السلام"، و"الإرهابيون الإسلاميون اختطفوا الإسلام"، و"الإرهابيون الإسلاميون جماعات متطرّفة"، و"الإسلام الذي أطلقه الجهاديون لا يمثّل الإسلام الحقيقي"...
كما ألقى نخلة الضوء على خطاب الرئيس أوباما الذي ألقاه في البيت الأبيض مؤخرًا، فقال إنّه: "حثّ الدول المسلمة على معالجة التظلّمات المنتشرة التي يعانيها مواطنوها، وتحقيق إصلاحات اقتصادية وسياسية حقيقية التي يمكن أن تنعم على الشباب الحس بالكرامة، واحترام الذات... ولكن رؤية ممثّلي أكثر الأنظمة العربية والإسلامية المستبدة، بما فيها السعودية والبحرين، يجلسون في القاعة نفسها ويهلّلون للرئيس، موقفٌ يثير السخرية. ولا يخفَ هذا النفاق على آلاف الشباب العرب والمسلمين الذين ما يزالون يتعرّضون للتعذيب من قبل هذه الأنظمة نفسها".
وأضاف نخلة بأنّ هذه الاجتماعات "لم تقدّم إلا وعودًا كاذبة لتفعيل "المجتمعات" المسلمة وإبعاد الشباب المسلم عن الأيديولوجيات المتطرّفة".
وأكّد أنّ: "معظم التّمويل ينفق، دائمًا، على عملية مكافحة الإرهاب والجماعات الإرهابية. وخلافًا لذلك، لم تنفق إلا مبالغ زهيدة من الأموال في سبيل الجهود المبذولة نحو التفاعل الثقافي".
وقال نخلة إنّ: "التاريخ يعيد نفسه حينما يظهر تنظيم إرهابي في الساحة، لا سيّما إذا بدأ التنظيم بزعزعة الحكومات وتهديد المصالح الأمريكية والغربية ورعاياهم في المناطق الناشطين فيها. فتقوم الحكومات الغربية وحكومات المسلمين بالتعبئة من جديد من أجل استنكار الإرهاب".
وفي الختام، شددّ نخلة على أنّ الدواء الشافي من التطرّف "هو مناصرة الحكم الصالح وحقوق الإنسان والتفكير المنطقي في البيئة العلمانية والبيئة الدينية على حدٍّ سواء".
- 2024-12-21“سلام” تطالب بالتدخل العاجل لوقف الانتهاكات المتفاقمة في سجن جو المركزي بعد الأحداث الأخيرة
- 2024-12-18ندوة "حقوق الإنسان تحت التهديد": البحرين لم تغيّر منهجها في القمع بل ابتكرت أساليب جديدة للتحايل على المنظمات الدولية والإعلام العالمي
- 2024-12-14السيد عبدالله الغريفي: ما حدث في سوريا فتح شهية الكيان الصهيوني للتوسع والتمدد
- 2024-12-13المرشد يوقع "صعصعة محارب عابر للزمن" في لندن: نحن في حرب هويات
- 2024-12-12ندوة الزيادة السنوية للمتقاعدين: أوضاع المتقاعدين سيئة، وهم يخسرون 15% من راتبهم الحقيقي مقارنة بزيادة الأسعار في السوق