الغارديان: إذا أرادت السعودية تقويض النفوذ الإيراني فعليها الاعتراف بآلام الفئات المهمشة في المنقطة

2015-04-02 - 6:30 م

مرآة البحرين (خاص): في مقال نشرته صحيفة الغارديان رأت نسيبة يونس، الباحثة في مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط، أن قرار الرياض بشن غارات جوية على اليمن يهدد بتصعيد السجال مع طهران.

وأضافت أنّه "يتم تصوير الغارات الجوية السعودية على الثوار الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن على أنها التصعيد الأخير في الحرب الإقليمية بالوكالة بين السعودية وإيران. إذ تواصل الدولتان تدريب وتمويل وتسليح المقاتلين من الجهتين المتناحرتين في الحرب الأهلية السورية، ودعم الفرق المتحاربة في العراق والبحرين ولبنان واليمن. وقد أثيرت مخاوف من عواقب هذا التنافس الإقليمي العسكري-الآن-وما قد تصل إليه الأمور".

وذكر مقال صحيفة الغارديان أنّ "الحديث عن حرب بالوكالة يهدد بالمبالغة في تقدير مستوى السلطة التي تتمتّع بها السعودية وإيران، وبغض الطرف عن الجهات المحليّة الفاعلة، التي ترسم في الواقع هذه الصراعات. إذ إنّ حركة الحوثيين تمكّنت من التقدم في أنحاء اليمن بشكل أساسي، بسبب تحالفها مع نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وكذلك قدرتها على الاستفادة من ضعف أداء حكومة عبد ربه منصور هادي. وعلى الرغم من أنّ إيران قد ساعدت على تحسين فعالية حركة الحوثيين، إلا أنّها ليست طرفًا أساسيًا في الحرب الأهلية اليمنية".

ولفتت يونس إلى أنّ الواقع هذا أربك السعودية التي بسبب خوفها الكبير من تصاعد النفوذ الإيراني في المنطقة شنّت الغارات الجوية، والتي من شأنها أن تؤجج، على الأرجح، الصراع في اليمن المجاورة بدلًا من حلّه.

وأردفت يونس قائلةً إنّ مفهوم التهديدات بالنسبة إلى السعودية وإيران تقوده المخاوف والشكوك والكراهية بين الدولتين. وقد ولد هذا البغض منذ قيام الثورة الإيرانية عام 1979، التي طعنت، بشكل مباشر، بشرعية النظام السعودي، وهددت بتصدير الثورة إلى مختلف أنحاء الشرق الأوسط. وقد سعت السعودية إلى إضعاف موقف الثورة من خلال تسليط الضوء على شيعية الجمهورية الإيرانية والترويج للإسلام الوهّابي غير المتسامح الذي يثير مشاعر معادية للتشيّع.  

وتابعت أنّه "على الرغم من هذه الجهود، كانت إيران قادرة على تحقيق شعبية مثيرة للإعجاب في الشارع العربي. وتبنّت إيران القضية الفلسطنية، ودعمت حزب الله وحماس وناصرت ضحايا استبداد الأنظمة العربية".

وأكملت "وبعد أن غزت الولايات المتحدة أفغانستان والعراق، شعرت طهران بأنها محاصرة في منطقة ذات هيمنة سنّية. وعندما بدأ الاحتلال الأمريكي للعراق بالتفكك، اغتنمت إيران الفرصة لإدخال العراق في مجال نفوذها الخاص. وفي ظل تخبّط الأمريكيين في التعامل مع السياسة العراقية، واستياء العالم العربي من الغزو ورفضه إجراء محادثات مع الحكومة العراقية الجديدة، أُطلق العنان للإيرانيين، فذُهلت المملكة العربية السعودية من حجم النفوذ الإيراني في العراق وحثّت الولايات المتحدة على كبح جماح خصمها. وعندما اندلعت الانتفاضات الشعبية في أنحاء العالم العربي عام 2011، شعرت المملكة العربية السعودية بزلزالٍ يهز أركانها. وصدمتها التظاهرات المناهضة للنظام في البحرين المجاورة".

وواصلت "حينما رأت السعودية أنّ إيران وراء حركة المعارضة الشعبية، أرسلت الدبابات إلى البحرين لسحق الانتفاضة ومنع إيران من ترسيخ نفوذها على الحدود الشرقية للمملكة، مؤكدةً أنّ "المشكلة تكمن في خوف السعودية من تمادي النفوذ الإيراني الذي يؤثّر على قراراتها. إذ أن إيران ليست السبب الأساس وراء الصراع في اليمن. كما أن إيران لم تنظّم الانتفاضات في البحرين، فالبحرينيون المضطهدون احتشدوا وأطلقوا دعوات محقّة مطالبين بالمزيد من الحقوق".

وختم مقال الغارديان بالقول إنّه "إذا أرادت السعودية حقًا تقويض النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، فلا بدّ أن تعترف بآلام ومعاناة الفئات المهمّشة في مختلف أنحاء الشرق الأوسط وتعالجها. إذ إنّ إعطاؤهم حقوقهم وأخذهم إلى طاولة المفاوضات أفضل وسيلة لعزلهم عن النفوذ الإيراني".


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus