ماذا تحوي حقيبة نبيل رجب؟
2015-04-04 - 7:42 م
مرآة البحرين (خاص): ليست حقيبة سفر، وهو ليس مسافراً.. في كل مرة يستدعى نبيل رجب للتحقيق حول واحدة من تغريداته، يخرج من بيته وهو يجر خلفه حقيبته الصغيرة، لا يذهب إلا بها، ولا يتحرك خطوة خارج بيته دونها، قد يعود بعد استكمال التحقيق معه وهو يحضنها بحنان بعد أن يخلى سبيله، لكنه في كل مرة يخرج معها لا يدري إن كانا سيعودان أم لا.
في يوم الخميس الماضي 2 ابريل 2015، بعد أن حاصرت قوات الأمن منزل نبيل مثل مجرم، مطالبة إياه بتسليم نفسه، رفض نبيل الخروج من باب منزله قبل أن يحضر حقيبته. رجل الأمن الذي يرتدي ثياباً مدنية منعه من الدخول للمنزل لاحضار حقيبته، قال له فليحضروها لك. ثم طلب من نبيل الخروج لرجال الشرطة وانتظار الحقيبة عند الباب، لكن نبيل قال له: اسمح لي.. لا أثق بكم.. لدي سوابق سيئة معكم.. أنا أنتظر حقيبتي.
حقيبة نبيل جاهزة دائماً، ومستعدة «مثله» للمغادرة نحو السجن في أي وقت. هذا ما أكده ابنه آدم لـ«مرآة البحرين»: "في الحقيقة حقيبة والدي جاهزة وموجودة في مكتبه طوال الوقت. لقد هيأ نفسه للاعتقال في أي لحظة وأية ساعة، فهو يعلم تماماً ضريبة عمله الذي يقوم به والخطورة التي تتهدده. لهذا في كل مرة تدخل مكتب والدي ستراه يعمل والحقيبة بجانبه، لقد اعتدنا رؤيتها واقفة على أهبّة استعدادها للاعتقال كما هو والدي".
ما الذي يضعه نبيل في حقيبته؟ ولماذا يصرّ على أن لا يخرج قبل أن يحضرها معه؟ يقول آدم إن والده "يضع فيها قليلاً من الملابس التي يسمح بها داخل السجن وأدوات للنظافة، وأدويته الخاصة، وهو يصر على أخذها معه لأنه يعلم أن في حال تم اعتقاله سيبقى ليومين أو أكثر دون أن يتمكن من تبديل ملابسه أو استخدام أدوات النظافة، وهو الأمر الذي عاناه في تجربة سجنه الأول، لذلك هو حريص على عدم التحرك بدونها".
يضيف آدم: "عندما حكم على والدي بالسجن 3 اشهر وأودع في سجن جو، حاولنا في اليومين الأولين إدخال ملابس إليه، لكنهم كانوا يرفضون بحجة أن السجن يوفر الملابس. المهم أنه بقى لمدة يومين بثيابه التي اعتقل بها ورفض أن يخرج لزيارة عائلته حتى يسمح له بتبديل ملابسه، كذلك الدواء، لقد بقى والدي دون أدويته لفترة في المرة الماضية، لذلك هو يصر في كل مرة أن تكون حقيبته معه".
ليست الثياب وأدوات النظافة والأدوية هي ما يهم نبيل فقط، هناك ما هو أكثر من ذلك، ففي السجن يملك نبيل الوقت الذي لا يجده خارجه. طالما منعته كثرة انشغالاته ومتابعاته من القراءة المتعمقة المسترسلة التي ينشدها، يقول آدم "في حقيبته أيضاً يضع والدي كتابين، أحدهما عنوانه "الطريق الطويل للحرية" لنيلسون مانديلا، والكتاب الآخر عبارة عن موسوعة حقوقية ليستفيد من وقته داخل السجن". يضع الكتابين في حقيبته الصغيرة، ويخرج بها إلى قوات الأمن، يسلّم نفسه وكأنه يردّد شعر محمود درويش:
آه يا جرحي المكابر
وطني ليس حقيبة
وأنا لست مسافر
إنني العاشق، والأرض حبيبة!