ما بين مايو 2011 ومايو 2015 ... ماذا سيقول أوباما لملك البحرين؟
2015-04-20 - 1:58 م
مرآة البحرين (خاص): "لقد أكدنا علنا وسرا أن الاعتقالات الجماعية والقوة المفرطة مخالفة للحقوق العالمية لمواطني البحرين، كما أن تلك الخطوات - ونحن بالمثل - لن تجعل الدعوات المشروعة للإصلاح تتلاشى. فالسبيل الوحيد للتقدم هو أن تنخرط الحكومة والمعارضة سويا في حوار، ولا يمكن أن يكون هناك حوار حقيقي عندما يزج بأطراف من المعارضة السلمية في السجون. ويجب على الحكومة تهيئة الظروف للحوار، وأما المعارضة فيجب أن تشارك في صياغة مستقبل عادل لجميع المواطنين البحرينيين (..........) يجب أن يكون للأقباط الحق في حرية العبادة في القاهرة، تماما مثلما كان للشيعة الحق في ألا تدمر مساجدهم في البحرين". الرئيس الأمريكي باراك أوباما (19 مايو/أيار 2011 - الدقيقة 24، الدقيقة 30).
كانت السلطة البحرينية مدهوشة وهي تتابع خطبة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في 19 مايو/أيار 2011، ظنّ النظام البحريني أن النفط والأسطول الخامس كفيلان بعدم توجيه أي نقد لسياساته القمعية تجاه المحتجين في البحرين، لكن حسابات الكبار مختلفة قليلاً، في خطابه عن (سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط) وجه أوباما العديد من الأسهم نحو الحلفاء قبل الخصوم التقليديين مثل إيران وسوريا، لقد انتقد تعاطي حكام البحرين مع المعارضة، وزجها بالقيادات السلمية في السجن، وتدمير مساجد الشيعة في البلاد.
يقول كثيرون إن انتقاد الرئيس الأمريكي باراك أوباما لهدم مساجد الشيعة في البحرين، هو ما أوقف جرّافات السلطة عن هدم المزيد من المساجد التي بلغت 38 مسجداً مهدماً وفق ما ذكر تقرير لجنة تقصي الحقائق برئاسة بسيوني.
مضت أشهر على خطاب أوباما، وفي 21 أيلول/سبتمبر 2011 عاد الرئيس الأمريكي ومن على منصة الأمم المتحدة ليدعو حكومة البحرين للتحاور مع حزب المعارضة الرئيسي "الوفاق" من أجل إيجاد حل للأزمة في البحرين.
ما بين خطاب مايو/أيار 2011 واللقاء المرتقب في مايو/أيار 2015 أربعة أعوام فاصلة، شهدت فيه علاقة الولايات المتحدة مع حلفائها الخليجيين شدّاً وجذباً، مدّاً وجزراً، البحرين طردت مالونيسكي ذات يوم، وعادت واستقبلته لاحقاً، كما أن البحرين حكمت على اثنين من المواطنين الأمريكيين من أصول بحرينية (وفق الخارجية الأمريكية) بالسجن لمدد طويلة لإدانتهم في قضايا ذات خلفية سياسية.
واعتقلت السلطات زعيم المعارضة البحرينية وأمين عام جمعية الوفاق الوطني الإسلامية الشيخ علي سلمان، كما اعتقلت أيضاً الحقوقي البارز نبيل رجب الذي وجه رسالةً لأوباما في 9 أبريل/نيسان 2015 على صحيفة النيويورك تايمز الواسعة الانتشار (طالبت الخارجية الأمريكية مرتين بالإفراج عن نبيل رجب وإسقاط التهم الموجهة إليه)، واستمرت انتهاكات السلطة القمعية للنشطاء والمعارضين، فيما إدانات المنظمات الحقوقية الدولية لم تتوقف منذ 4 سنوات، وما تقرير العفو الدولية الأخير إلا خيرٌ مثالٍ على ذلك.
في المقابل شهدت الإدارة الأمريكية في الأربعة أعوام الماضية، تغيّرات كبيرة خصوصاً فيما يتعلق بمقاربتها لملفّات ظلّت توتّر الأجواء لوقت طويل، من كوبا التي أزيلت من قائمة الإرهاب الأمريكية بعد 50 عاماً، إلى إيران المارقة التي صار لابد من الحوار معها للخروج بتفاهمات تأخذ الشرق الأوسط المتوتّر منذ عقود إلى أماكن أقل توتراً.
يبحث الرئيس الأمريكي من على مكتبه البيضاوي الذي سيغادره قريباً عن إنجازات، لعقيدة أوباما التي تعتمد الحوار لا الحرب بغية تحقيق مصالح الولايات المتحدة حول العالم، ويبدو جادّا في إحداث تغييرات ذات تأثير كبير على أكثر من ملف في المنطقة، وهو يدرك أيضاً مكامن الخلل والعلّات في حكومات وحكّام الخليج.
في مقابلة له مع الصحفي الشهير توماس فريدمان في 5 أبريل/نيسان 2015 قال الرئيس الأمريكي إن "أكبر خطر يتهدد دول الخليج ليس التعرض لهجوم محتمل من إيران، وإنما السخط داخل بلادهم، بما في ذلك سخط الشبان الغاضبين والعاطلين والإحساس بعدم وجود مخرج سياسي لمظالمهم".
يُخطط الرئيس الأمريكي لاجتماع مع قادة الخليج في 13 - 14 مايو/أيار المقبل، العنوان الرئيسي لهذا الاجتماع في كامب ديفيد هو مناقشة الاتفاق النووي مع إيران وتطمين الحلفاء الخليجيين، لكن الصحفي محمد حسنين هيكل له رأي آخر، قال في مقابلةٍ أجريت معه في 10 أبريل/نيسان 2015 على شاشة CBC المصرية إن العرب لم يستوعبوا لحد الآن حجم التغيير الكبير في السياسة الأمريكية بعد الاتفاق النووي مع إيران.
سيستقبل أوباما حمد بن عيسى بعد 4 أعوام من كلامه اللاذع بحق البحرين إثر سحقها للاحتجاجات الشعبية وتهديمها لمساجد الشيعة والزج بالرموز السياسية في السجن، سيستقبله وهو يعتقل أمين عام الجمعية (الوفاق) التي طالب أوباما حكومة البحرين للحوار معها، يا ترى ماذا سيقول الرئيس الأمريكي لملك البحرين؟