في ظل تلميحات باستخدام القوة الغاشمة.. تقرير بسيوني: اقبلوا مقهورين أو العقاب!

2011-11-21 - 4:32 م


مرآة البحرين (خاص): يرسل النظام البحريني إشارات ذات معنى إلى المعارضة مفادها: "اقبلوا تقرير بسيوني، كمخرج، أو العقاب". وهو فيما يبدو يحاول أن يعود مع المعارضة بذاكرتها إلى الليلة الكالحة التي شهدت إعلان دخول قوات درع الجزيرة. فليلتئذ حاول الملك البحريني إرسال وفد إلى المعارضة، طالباً إعلان الدخول في الحوار، الآن وفوراً. وهو لم يتريث أن يعود له "المطاريش" بالجواب الفصل، بل بادر إلى مهاتفة أمين عام "الوفاق" نفسه، الشيخ علي سلمان، سائلاً إياه، القبول بالدخول في حوار، وفقاً للحزمة التي أعلن عنها ولي العهد عبر شاشة التلفزيون. لم يتريث كثيرا، ففي الليلة ذاتها جاء الإعلان عن دخول طلائع درع الجزيرة.

ومنذ يومين يعمل الحكم على الإيحاء بالإشارات نفسها. من الكويت، تأتي التسريبات عن عزم الحكم  في البحرين على التعامل بقسوة مع المحتجين يوم وبعد تقرير بسيوني، غير مستبعدة إنزال الجيش مرة ثانية. من الإمارات، تأتي "خراطيش" الأنباء عن إرسال قوات جديدة إلى البحرين. ومن "المشير"، القائد العام لقوة دفاع البحرين، صاحب اليد الملطخة بالدم، يأتي أمس خبر لقائه بمدير أركان الحرس الوطني لما قالت "بنا" إنه من أجل "بحث سبل تعزيز أمن واستقرار المملكة".

لكن أوضح الإشارات، هي تلك التي أتت اليوم، قبل 24 ساعة من إطلاق تقرير بسيوني. فقد أشارت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) إلى استقبال العاهل البحريني اليوم  لقائد قوات درع الجزيرة المشتركة مطلق بن سالم الأزيمع، معرباً "عن خالص التقدير لقائد قوات الجزيرة المشتركة وجميع منتسبيها على الجهود التي يقومون ببذلها في سبيل النهوض بواجبهم والتكاتف مع إخوانهم في قوة دفاع البحرين لدرء المخاطر عنها".

بالطبع، ليس هو السيناريو ذاته، ولكن طبعاً، هو إيحاء به. إذ يقدم تقرير بسيوني - وعلى ذلك تضغط العواصم الغربية - على أنه الفرصة. وهو تماماً الفرصة، شبيهة تلك، ليلة إعلان ولي العهد عن موافقته على مرئيات المعارضة للحوار. تلكأت الأخيرة، أو لم تلتقط الخيط من آخره، فجاء الرد من "الجيران". جنوداً مجندة، وجحافل ومجنزرات. ليبدأ بعد ذلك فصل طويل من الظلام. ولعل هناك من المعارضين من قال، وقد قيل ذلك فعلاً في لحظة ضياع: "غلطة كانت صدّ ولي العهد، وكان يجب وكان!".

بالإرهاب نفسه، تريد السلطة التسويق لمشروع تقرير بسيوني، وإرغام المعارضة على القبول به: إنه الفرصة. على ذلك يأتي التلميح بالقوة الغاشمة: إننا - السلطة - قادرون على إعادة تاريخ فبراير ومارس، بحذافيره. فقط: إن لم تقبلوا، وقد رأيتم من ذي قبل! على أنه وكما عبر ماركس: "التاريخ لا يعيد نفسه، وإذا حصل أن أعاد نفسه، فذلك على هيئة مهزلة"!

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus