رويترز: التحالف الذي تقوده السعودية يقصف اليمن رغم إعلانه إنهاء الحملة الجوية

2015-04-23 - 5:31 م

رويترز: قصفت طائرات حربية تابعة للتحالف الذي تقوده السعودية اليمن أمس الأربعاء رغم إعلان الرياض أنها أنهت حملة الضربات الجوية فيما استؤنف القتال على الأرض بين متمردين وقوات موالية للرئيس عبد ربه منصور هادي الذي يعيش في الخارج.

وأوضحت الصراعات مدى صعوبة إيجاد حل سياسي لحرب تثير عداوات بين السعودية وإيران.

وأدى إعلان الرياض أمس الأول الثلاثاء أنها ستنهي نحو شهر من الضربات الجوية ضد الحوثيين المتحالفين مع إيران إلى ردود فعل إيجابية من جانب البيت الأبيض وطهران.

لكن بعد ساعات استؤنفت الضربات الجوية والقتال البري ووصفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الوضع الانساني بأنه "كارثي". وقالت جماعة الحوثي أنها تريد العودة إلى محادثات السلام التي تشرف عليها الأمم المتحدة لكن بعد أن تتوقف بالكامل الضربات الجوية.

وفي نفس الوقت سيطر مقاتلون حوثيون على قاعدة للجيش موالية للرئيس عبد ربه منصور هادي في مدينة تعز. وقال سكان أن ضربة جوية سعودية أصابت مقر القيادة بعد ذلك بوقت قليل. وقال السكان إن طائرات التحالف نفذت في وقت لاحق 12 ضربة جوية.

وفي جنوب اليمن خاض مقاتلون موالون لهادي قتالا ضد الحوثيين ووحدات الجيش المتحالفة معهم والموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح وأبلغ سكان في ميناء عدن عن وقوع قصف بالدبابات ونيران الأسلحة الالية.

وكان جنوب اليمن حصن المقاومة ضد تقدم الحوثيين وعبر سكان محليون عن استيائهم إزاء إنهاء الضربات الجوية السعودية التي كانت تدعم قواتهم.

وقال صالح سالم با عقيل وهو من سكان عدن "القرار كان غريبا وغير متوقع على الإطلاق. مقاتلونا حققوا مكاسب لكنهم يحتاجون إلى مزيد من الدعم الجوي السعودي ونسمع الآن أن الحوثيين ورجال صالح يتقدمون في عدة أماكن."

وقال الأمير محمد بن نواف سفير السعودية لدى بريطانيا لرويترز في مقابلة إن التدخل العسكري السعودي فياليمن يظهر ان المملكة ستقف في مواجهة إيران وأن الدول العربية يمكنها حماية مصالحها بدون قيادة الولايات المتحدة.

وأثار إعلان السعودية أنها ستنهي حملتها شكوكا بشأن التحركات التالية ضد أعدائها الحوثيين الذين استولوا على مساحات كبيرة من الأراضي في اليمن في الشهور الأخيرة مخاوف سعوديين من أن إيران تحقق نفوذا حاسما في بلد تنظر إليه السعودية على أنه فنائها الخلفي.

وقال مسؤول خليجي لرويترز إن المرحلة الجديدة ستشهد تراجعا في النشاط العسكري للتحالف الذي تقوده السعودية ولن تنفذ عمليات قصف أخرى لأهداف عسكرية ثابتة.

وعلى الصعيد السياسي قال المسؤول إنه يوجد تحرك نحو حوار وإن أنصار صالح والحوثيين يجب أن يكون لهم رأي في المناقشات.

ورحب صالح بالإعلان السعودي ودعا إلى إجراء محادثات بينما لم يرد الحوثيون حتى الآن بغير الدعوة إلى احتجاجات حاشدة ضد "العدوان" السعودي اليوم الخميس.

وقال مسؤول يمني لرويترز إن الاطراف المتحاربة تبحث خطة سلام من سبع نقاط تقدمت بها سلطنة عمان التي لزمت الحياد في الصراع تشمل إعادة حكومة هادي وانسحاب الحوثيين من المدن الكبيرة.

وقال البيت الابيض أمس الاربعاء أن اليمن مازال غير مستقر وهناك كثير من العمل الذي يتعين القيام به في المنطقة بشأن إيجاد حل دبلوماسي رغم التوقف المعلن لحملة القصف التي تقودها السعودية.

وقالت السعودية إن مرحلة جديدة أطلق عليها "عملية إعادة الأمل" ستبدأ الان. وسيقترن فيها العمل السياسي والدبلوماسي والعسكري لكن التركيز الاساسي سيكون على العملية السياسية وجهود المساعدات.

وأدى الصراع إلى خلق نقص شديد في الغذاء والإمدادات الاخرى بإغلاق الموانئ البحرية والجوية. وقالت منظمة الصحة العالمية أمس الأول الثلاثاء إن 944 شخصا تم الابلاغ عن أنهم قتلوا وإن 3487 أصيبوا في اليمن في الشهر المنصرم حتى يوم الجمعة.

وقالت الولايات المتحدة يوم الاثنين إن حاملة طائرات وطرادا يحمل صواريخ موجهة دخلا المياه قبالة اليمن للانضمام إلى سبع سفن حربية أمريكية في المنطقة.

وقال البنتاجون إن السفن هناك تراقب اسطولا من سفن الشحن الإيرانية التي اقتربت من اليمن. وفرض مجلس الأمن التابع للامم المتحدة حظرا على الأسلحة ضد الحوثيين وفرضت البحرية السعودية حصارا بحريا وجويا حول البلاد تقول إنه سيستمر في المرحلة القادمة.

وحذر الرئيس الامريكي باراك أوباما إيران أمس الأول الثلاثاء من إرسال أسلحة الى اليمن يمكن أن تستخدم في تهديد حركة الملاحة في المنطقة.

ودعت إيران جميع الاطراف في الصراع اليمني إلى بدء مفاوضات قائلة إن تحقيق سلام طويل الامد ممكن.

وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني في مؤتمر آسيوي افريقي في جاكرتا "التاريخ أثبت أن التدخل العسكري ليس مناسبا لهذه الازمات وأنه بدلا من ذلك سيؤدي إلى تفاقم الموقف."

واتهمت الولايات المتحدة والسعودية إيران بتسليح الحوثيين وهو زعم تنفيه إيران.

وقال صالح الصمد وهو زعيم حوثي بارز لرويترز إن الخوف من إيران جزء من خطة سعودية أمريكية لدفن ثورة اليمن التي رفضت سيطرتهم وإنه لا يوجد أسلحة إيرانية في اليمن.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus