من القدس إلى البحرين: رئيس أساقفة الروم الارثوذكس المطران عطا الله حنا: فليكن الحوار سيد الموقف والقضية الفلسطينية هي البوصلة
2015-04-28 - 5:18 م
مرآة البحرين (خاص): من أبرز ما تميز به المؤتمر الدولي الحقوقي الرابع: "البحرين: غياب العدالة وإخلال بالالتزامات الدولية" والذي نظّمه منتدى البحرين لحقوق الإنسان بالتعاون مع عدد من الشّركاء، المداخلة المصورة لرئيس أساقفة الروم الارثوذكس المطران عطا الله حنا من القدس المحتلة، والتي أكد فيها أهمية الحوار بين الأطراف المتعددة في البحرين، معتبرًا كل الصراعات الحاصلة في المنطقة مجرد خدمة للعدو الصهيوني، وأنه يفترض بالقضية الفلسطينية أن تكون البوصلة التي تستند الأمة العربية إليها في تحركاتها.
وإليكم نص كلمة نيافته:
"الأخوة والأخوات الأعزاء جميعًا، يسعدني جدًا أن أخاطبكم من القدس، لكي أحيي مؤتمركم الكريم الذي يعقد في العاصمة اللبنانية بيروت، بمبادرة وإشراف من منتدى البحرين لحقوق الإنسان، وبمساهمة كريمة من مؤسسات حقوقية أخرى أيضًا.
من القدس، عاصمتنا الروحية والوطنية، أودّ أن أبعث إليكم، لكلّ واحد منكم، أدعيتنا وتمنياتنا بأن يوفقكم الرب الإله في مساعيكم الطيبة، ونحن بالطبع نتمنى لمؤتمركم التوفيق والنجاح، لا سيما أنّ منطقتنا العربية تتميز بالتعددية الدينية القائمة فيها. وبالرغم من هذه التعددية الدينية القائمة منذ قرون طويلة، إلا أنّ منطقتنا تميزت بتعايش أبنائها وتفاعلهم وتعاونهم مع بعضهم البعض.
نحن وإن كنا ننتمي إلى ديانات أو إلى مذاهب متعددة، ولكننا ننتمي إلى أسرة بشرية واحدة خلقها الله، والله في خلقه لم يميّز بين إنسان وإنسان، ونحن في هذا المشرق العربي ننتمي إلى أمة عربية واحدة، تتحدث اللغة العربية، ومن واجبها أن تتعاون فيما بينها خدمة لقضايا الأمة العربية وفي مقدمتها قضية فلسطين.
يحزننا حقيقة ما تمرّ به أمتنا العربية، الصراعات موجودة في كل مكان، الفتن منتشرة هنا وهناك، نرى العنف والإرهاب يعصفان بهذه الأمة في كثير من الأماكن، بالطبع في سوريا وفي العراق وفي غيرها من الأماكن.
في ما يتعلّق بالبحرين، يقلقنا استهداف المواطنين بسبب انتمائهم الديني، سواء كان ذلك في البحرين أو في غيرها من الدول العربية. يجب أن يتمتع كل إنسان بحقوقه ويجب أن تصان كرامته، ولا يجوز أن يتم التعامل معه بناء على انتمائه الديني. هي المواطنة أولًا، أما الدين فيجب أن يحترم، أيضًا، للإنسان حق في التعبير عن انتمائه الديني ولكن بطريقة حضارية وسلمية.
نحن نتمنى للبحرين كل النجاح وكل التوفيق، والخير الذي نتمناه للبحرين، نتمناه أيضًا لكل شعوبنا وأمتنا العربية. نتمنى أن يتوقف العنف، وأن تسود لغة المحبة والسلام والحوار بين كافة مكوناتها. نحن من أولئك الذين يعتقدون أن الصراعات السياسية لا يمكن أن تحل بالعنف، ولا يمكن أن تحل باستهداف الناس الآمنين وما إلى ذلك. الحوار هو الوسيلة الأفضل لمعالجة كل القضايا، وفي حال وجود أمور معينة في البحرين تحتاج إلى حوار، فليكن الحوار والتعاون سيدي الموقف، من حق المواطن أن يعبر عن مطالبه العادلة بطريقة سلمية، ولا يجوز الاعتداء على هذه المظاهرات إذا كانت سلمية حسب القانون، نحن نناشد الحكومة في البحرين بأن تستمع إلى مطالب المواطنين، ونطالبها بأن تلبيها، وأن تسعى إلى معالجة هذه الأمور برحابة صدر بعيدًا عن العنف، بعيدًا عن كل هذه المظاهر المؤسفة والمقلقة والمحزنة التي نشهدها في منطقتنا.
نحن نرفض التمييز الديني، نحن نرفض استهداف أي مواطن لأنه ينتمي إلى هذه الطائفة أو إلى تلك الطائفة، أولًا هو الانتماء الإنساني والانتماء الوطني، وطبعًا الانتماء الديني، لا يقلّلن أحد من شأن الانتماء الديني، كلنا ننتمي إلى ديانات وإلى مذاهب في هذه المنطقة، مذاهب وأديان موحدة تؤمن بالله الواحد الأحد، ومن واجب أتباع هذه الديانات أن يتفاعلوا وأن يتعاونوا خدمة لقضايا الأمة العربية.
يؤسفني جدًا ويحزنني أن كل ما يحدث في هذه المنطقة العربية يتم في وقت تسعى فيه إسرائيل جاهدة لتهويد القدس. أنتم تشاهدون القدس خلفي بمساجدها وكنائسها، الاحتلال الإسرائيلي هو المستفيد من كل هذه الصراعات ومن كل هذه المشاكل التي تمر بها منطقتنا العربية. يهمنا جدًا كفلسطينيين، وكمقدسيين أن تحلّ كل النزاعات في منطقتنا، وأن لا يكون هنالك فتن، وأن لا يكون هنالك استهداف لمواطنين بناء على انتمائهم الديني من أجل السلم الأهلي، ومن أجل وحدة الأمة العربية، لأنهما الخير لكل بلداننا العربية، لسوريا وللعراق وللبنان وللبحرين ولكل الدول العربية مجتمعة، ولكن أولًا وقبل كل شيء إنها القضية الفلسطينية، إنها القدس. تتمنى قضيتنا العادلة وشعبنا وإنساننا، ويطالبون بأن يتوحد العرب وأن تكون بوصلتهم موجهة نحو فلسطين ونحو القدس.
أحييكم جميعًا أيها الأحباء، يا أيها المشاركون في هذا المؤتمر الذي يعقد من أجل البحرين في لبنان، وأتمنى لمؤتمركم التوفيق والنجاح،. نحن نتمنى للبحرين الوحدة والأخوة والتضامن والسلام وإنهاء العنف، وكل الخير نتمناه للبحرين ولكل شعوبنا العربية.
دمتم، ودامت فلسطين، ودامت أمتنا العربية، وكل التحية لأهلنا وأشقائنا وأعزائنا في البحرين، وإن شاء الله نلقاكم دائمًا على خير".
التاريخ: 23 أبريل/نيسان 2015
- 2024-11-21السيد طاهر الموسوي: إجماع علماء الشيعة على المطالبة بعودة صلاة الجمعة يكشف حجم الاستهداف المذهبي
- 2024-11-20الديهي: منع صلاة الجمعة في البحرين جريمة تستوجب محاسبة المسؤولين عنها
- 2024-11-19تكتل المعارضة البحرانية في بريطانيا: التجنيس السياسي خيانة تهدد هوية الوطن ومستقبل أجياله
- 2024-11-18مؤشر نشاط التطبيع يدرج البحرين كثاني دولة عربية بعد الإمارات
- 2024-11-15استمرار استهداف النقابيين والفصل التعسفي في شركة جارمكو