"اتحاد النقابات" في ذكري عيد العمال: الاتفاق الثلاثي لم ينفّذ... والتمييز مستشرٍ في القطاعين العام والخاص
2015-04-30 - 11:49 م
مرآة البحرين: قال الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين إن السلطات لم تنفذ الاتفاق الثلاثي الذي أشرفت عليه منظمة العمل الدولية على الرغم من مرور عام كامل على توقيع الاتفاق.
وأكد، بيان صادر عن الاتحاد بمناسبة عيد العمال، إن العمال في البحرين يعانون من الاتجاه لسلب اتحادهم الأكبر الصفة التمثيلية إضافة إلى تحديات التمييز المستشري في القطاعين العام والخاص وتدني الأجور، وحرمان قطاع كبير من حق التنظيم النقابي... وفيما يلي نص البيان:
يحتفل عمال البحرين اليوم بمناسبة عزيزة عليهم وعلى جميع عمال العالم وهي مناسبة الأول من مايو وهو يوم العمال العالمي، التي يجددون فيها العزم والاصرار على المضي قدما في نضالهم المشروع والسلمي من أجل حياة كريمة ينعم فيها كل انسان بالكرامة والمساواة والعدالة الاجتماعية، بعيداً عن الظلم الاجتماعي والتمييز وانتقاص الحقوق والحريات وهدر الكرامة الانسانية.
وتمر مناسبة الاول من مايو هذا العام وعمال وطننا البحرين تحت قيادة تنظيمهم النقابي الطليعي الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين يواجهون تحديات جمة تراكمت بفعل غياب الحوار الاجتماعي وتغييب الحريات النقابية وتهميش الحركة النقابية الاصيلة المعبرة عن صوت وضمير القوى العاملة البحرينية، مما جعلها تواجه كما هائلا من التحديات غير المسبوقة في تاريخ الطبقة العاملة البحرينية الممتد عبر حقب زمنية طويلة من النضال المتواصل والدؤوب من اجل حياة افضل للفئات الاجتماعية الاقل حظا والاكثر تهميشا في المجتمع.
ومن هذه التحديات ما يواجه اتحادنا النقابي من حملة محمومة تستهدف سلبه حقه المشروع كممثل لعمال البحرين باعتباره التنظيم العمالي الاكثر تمثيلا، حيث يستند الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين في هذا الحق على مبادئ راسخة ومتأصلة ارستها منظمة العمل الدولية تتمثل في معايير العمل الدولية والتي تعطي حق التمثيل العمالي للتنظيم الذي يمثل الاغلبية العمالية وتنضوي تحت مظلته اكثرية المجاميع العمالية، وترفض اعطاء هذه الصفة وفق اعتبارت اخرى لا تمت لمعايير العمل الدولية بصلة وتتحكم فيها الاجتهادات السياسية والاعتبارت الاخرى اذ ليس هناك في معايير العمل الدولية الراسخة اي محل لاجتهادات وتخريجات تسلب صاحب الحق حقه المشروع في التمثيل العمالي، ويؤكد الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين في هذه المناسبة العمالية العظيمة عزمه المضي قدما في الدفاع عن حقه الشرعي في تمثيل عمال البحرين بصفته التنظيم الاكثر تمثيلا لمجاميع القوى العاملة في البحرين المنضوية تحت مظلته ولن يتنازل عن هذا الحق تحت اي ظرف ولن يقبل باية مساومة عليه، ويناشد ابناء شعبنا الكريم وكل شرفاء وطننا العزيز الوقوف معه في نضاله المشروع لتثبيت حقه في التمثيل العمالي والحيلولة دون سلبه هذا الحق الاصيل.
كما يواجه عمالنا في البحرين تحد آخر بات مزمنا ما انفك اتحادنا يطالب بإيجاد حل ناجع، في كل مناسبة وفي كل لقاء يجمعه مع طرف أو أكثر من اطراف الانتاج، وهو تحد الأجور، اذ لا يستقيم الوضع الحالي للاجور في بلادنا مع الظروف المحلية والاقليمية والعالمية والارتفاع المستمر لاعباء المعيشة وموجات التضخم المتعاقبة وتفاقم الغلاء وتردي الاحوال المعيشية للكثير من الاسر والعوائل البحرينية والمقيمة نتيجة ضعف الاجور وعدم انسجامها مع الظروف الاقتصادية والاجتماعية السائدة. وقد طالب اتحادنا ولازال يطالب ولن يتوقف عن المطالبة بايجاد نظاما للحد الادنى للاجور في البلاد يراع ظروف القوى العاملة والاعباء الثقيلة التي يواجهونها نتيجة الغلاء والتضخم في مقابل تدني ملحوظ للاجور لا يتناسب مع الاحوال المعيشية السائدة في البحرين، لا سيما ان الحد الادنى للاجور يضمن للانسان توفير الحد الادنى للعيش الكريم وينتشله من تحت خط الفقر من حيث انه يغطي احتياجاته الاساسية واحتياجات اسرته. وهذا يتطلب ايضا اجراء مراجعة دورية للاجور حسب تطور الاوضاع الاقتصادية المحلية والدولية بحيث يرفع مستوى الحد الادنى للاجور مع كل ارتفاع لتكاليف المعيشة ومع كل موجة تضخم مؤثرة على مداخيل الاسر البحرينية من القوى العاملة.
والتحدي الآخر هو ضرورة ايجاد مجلس اقتصادي واجتماعي أعلى تمثل فيه اطراف الانتاج الثلاثة ويتمتع بصلاحيات كبيرة لتقييم الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد واتخاذ القرارات المناسبة حيالها ويكون بمثابة منصة للحوار الاجتماعي في كل ما يخص مواضيع العمل والاقتصاد وخلق فرص العمل اللائق والمنتج للمواطنين وباجور مجزية، كما يكون اداة لوضع نظام الحد الادنى للاجور واجراء المراجعة الدورية لها وتقييمها.
ومن ابرز التحديات التي تواجهها قوانا العاملة هو التمييز المستشري في مفاصل القطاعين العام والخاص، والذي يقتل الكفاءات التي تتمتع بها قوانا العمالية ويهدر طاقاتها الخلاقة والمبدعة لاعتبارت واهية تضرب العملية الاقتصادية في الصميم، كما تفرغ العملية التعليمية من كل محتوياتها ومضامينها النبيلة الهادفة الى خلق اجيال وطنية منتجة على درجة عالية من الكفاءة والاقتدار من النواحي العلمية والمهنية والانتاجية. لقد حان الوقت لوضع حدا للتمييز القائم والمتفشي في كل قطاعات الاقتصاد والعمل من اجل بناء مجتمع بحريني منتج ومبدع وخلاق يصنع تنمية اقتصادية واجتماعية مستدامة بعيدا عن مؤثرات ومترسبات معيقة للتنمية الوطنية بل ضارة بتطور بلادنا وتقدمها.
ومن التحديات الأخرى التي تواجهها القوى العمالية البحرينية هو حرمان قطاع كبير وحيوي من هذه القوى من حق التنظيم النقابي وانشاء نقابات عمالية خاصة بها مدافعة عن حقوقها ومعبرة عن مصالحها وذلك من بين العاملين بالقطاع الحكومي حيث لا زال المنع ساريا عليها وذلك خلافا لمبادئ الحرية النقابية وعكس موجبات الحقوق النقابية ومستحقات العمل بشكل عام. وبهذه المناسبة العمالية الكبيرة يطالب الاتحاد العام لنقابات عمال البحرينبازالة الحظر المفروض على العاملين في القطاع الحكومي والسماح لهم بتأسيس نقاباتهم الخاصة المعبرة عن ارائهم وتوجهاتهم ومصالحهم، حيث ان مصلحة الوطن تكمن في ان يحصل كل ابناء الوطن على حقوقهم بما في ذلك حقهم في التشكيل النقابي الخاص بهم.
وأخيرا وليس آخرا فان من اكبر التحديات التي يواجهها عمال البحرين حاليا هو التحدي المتمثل في عدم الامتثال لأحكام الاتفاق الثلاثي المبرم بين اتحادنا ووزارة العمل وغرفة تجارة وصناعة البحرين والذي مضى عليه اكثر من عام والقاضي باعادة جميع المفصولين الى اعمالهم وبنفس المزايا والحقوق والوظائف التي كانوا يتمتعون بها قبل الفصل، اذ لم يحرز تنفيذ هذا الاتفاق الا تقدما محدودا ولم يفي بمتطلبات بنود الاتفاق الذي اشرفت عليه منظمة العمل الدولية حيث لا زالت مجموعة اخرى من المفصولين لم تعاد الى اعمالها السابقةحتى الان. ويرى الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين انه لا مصلحة للبلاد ولا اقتصادها ان تبقى مجموعة من خيرة عمالها خارج العملية الانتاجية وبعيدة عن ممارسة حقها في العمل الذي كفله الدستور والقوانين ومواثيق العمل الدولية باعتباره حقا مشروعا لكل انسان ولا يجوز حرمان أي فرد من حقه في العمل تحت أي ظرف. ويطالب اتحادنا بالتفعيل الكامل والسريع للاتفاق الثلاثي بجميع بنوده وفي مقدمة ذلك إعادة جميع المفصولين الى اعمالهم دون ابطاء.
والاتحاد العام لنقابات عمال البحرين إذ يهنئ قوانا العاملة البحرينية وجميع عمال العالم بعيدهم المجيد فإنه يدعو عمالنا للتصدي لهذه التحديات بكل عزم وإصرار ومثابرة من اجل صنع غدا افضل لوطننا العزيز ولشعبنا النبيل ولاجيالنا القادمة، وكل عام وعمال البحرين في افضل حال.
- 2024-11-21السيد طاهر الموسوي: إجماع علماء الشيعة على المطالبة بعودة صلاة الجمعة يكشف حجم الاستهداف المذهبي
- 2024-11-20الديهي: منع صلاة الجمعة في البحرين جريمة تستوجب محاسبة المسؤولين عنها
- 2024-11-19تكتل المعارضة البحرانية في بريطانيا: التجنيس السياسي خيانة تهدد هوية الوطن ومستقبل أجياله
- 2024-11-18مؤشر نشاط التطبيع يدرج البحرين كثاني دولة عربية بعد الإمارات
- 2024-11-15استمرار استهداف النقابيين والفصل التعسفي في شركة جارمكو