الصحف العربية: تقرير بسيوني يفضح السلطة...ووعود ملكية بالاصلاح ... والمعارضة تطالب بتنحي الحكومة

2011-11-24 - 9:35 ص


مرآة البحرين(خاص): قفز الوضع في البحرين إلى واجهة الصفحات الأولى للصحف العربية والخليجية مع تسليم رئيس لجنة تقصي الحقائق حول احداث البحرين محمود بسيوني تقريره للملك حمد بن عيسى آل خليفة. وركزت بعض الصحف على التقرير الذي أقر بارتكاب "تجاوزات" و"استخدام مفرط في القوة" ضد المتظاهرين، أما الصحف الخليجية وخصوصاً السعودية والاماراتية والكويتية، فركزت على قبول الملك وحكومته للتقرير وأظهرت ايجابية مواقفه بشأن مضمون التقرير، لتتحدث عما اسمته "تاريخية هذا الحدث" و"استمرار النهج الإصلاحي"  لقيادة المملكة، لكن  هذه الصحف تغافلت، عن وقائع القمع بحق المتظاهرين بالتزامن مع الاحتفال الرسمي لتلاوة تقرير بسيوني!

وقد قالت صحيفة "السفير":"نسف التقرير الذي قدمته لجنة تقصي الحقائق المستقلة في أحداث البحرين أمس، اتهامات السلطة لقوى الثورة المعارضة بالعمالة لايران، وادعاءاتها الالتزام بالقوانين العالمية والمحلية في تعاملها مع هذه القوى، مؤكدا استخدام السلطة للتعذيب و«العنف المفرط»، ومنتقدا لجوءها إلى القضاء العسكري، وهدمها لدور العبادة وتنكيلها وترويعها للمواطنين".

أما صحيفة "الاخبار" اللبنانية فقالت :" كانت مثيرة أمس مشاهدة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وأبنائه وقادته وهم يستمعون إلى رئيس لجنة تقصّي الحقائق شريف بسيوني وهو يعلن، على مرأى من العالم، أنّ انتهاكات جسيمة ارتُكبت بحق المحتجين. لكنّه لم يشر بأصابع الاتهام إلى أي من المسؤولين. كان أمام بسيوني مهمة صعبة: عدم إغضاب الملك وحاشيته، وفي الوقت نفسه عدم الإضرار بصدقية اللجنة، فأقرّ بوجود جرائم، لكنّه سجّلها ضدّ «مجهول» خالف التعليمات الحكومية. ونحو مزيد من التوازن، أبعد بسيوني الشبهة عن إيران وعن «درع الجزيرة». لام الأفعال الانتقامية والطائفية من قبل العناصر الأمنية، لكنّه ركّز أيضاً على عنصرية بعض المحتجين واستهدافهم للسُنّة".

أما صحيفة "الشرق الاوسط" السعودية فأشارت إلى أن  تقرير بسيوني "برأ الحكومة البحرينية من الضلوع في انتهاكات منظمة ضد المعتقلين والمتظاهرين، وإن بعض عناصر قوات الأمن البحرينية استخدمت قوة مفرطة لقمع المحتجين في المملكة في وقت سابق هذا العام، شملت أعمال تعذيب وانتزاع اعترافات بالقوة".

واعتبرت الصحيفة السعودية أن " تقرير بسيوني سابقة في الدول العربية، إذ قام مع باقي أعضاء اللجنة المستقلين بتقصي الحقائق وتقديم نتائج التحقيق كاملة من دون تدخل حكومي" وقالت أن الملك حمد بن عيسى اعتبر أن «النقد الجاد هو لمصلحة الشعوب»، وأنه من الضروري معرفة «كيف سيتم التعامل مع التقرير لنحقق الفائدة القصوى.. لضمان عدم تكرار الأحداث المؤلمة».

كما لفتت الشرق الاوسط إلى عدة نقاط في تقرير بسيوني كسائر الصحف الخليجية منها أن اللجنة المستقلة تؤكد عدم وجود دور إيراني أو انتهاكات من قبل عناصر «درع الجزيرة»..وأن ملك البحرين انتقد دور الإعلام الإيراني، كما قالت إن الحكومة البحرينية في وقت لاحق أكدت إن اللجنة أبلغت عن خمس حالات وفاة أثناء الاضطرابات كانت نتيجة للتعذيب، لكنها أضافت أن التقرير يؤكد عدم وجود سياسة حكومية للتعذيب وإساءة المعاملة أو استخدام القوة المفرطة".

ونشرت معظم الصحف العربية المؤيدة للنظام الملكي في البحرين ما ورد في تقرير بسيوني ومواقف الملك.

//انباء عن مقتل شخص قبل ساعات من تقرير بسيوني //

في المقابل قالت صحيفتا "السفير" و"الاخبار" أن  ناشطين قالوا انه قبل ساعات من صدور التقرير طاردت قوات امن بحرينية شبانا في بلدة عالي وقتل رجل عندما اصطدمت سيارته بعربة تابعة للشرطة. وقال شهود ان عربات شرطة رباعية الدفع سارت مسرعة في شوارع بلدة عالي التي تقع خارج المنامة لملاحقة عشرات الشبان قبل الامساك بأحدهم وضربه بالهراوات بينما حلقت مروحيات فوق المكان. وكتبت عبارات في المنطقة منها «الموت لآل خليفة».

وأضافت السفير أن قوات الامن استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق عشرات الاشخاص الذين ساروا في شوارع وسط البلدة وهم يرددون عبارة «يسقط حمد» في اشارة الى الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين. وتصاعد دخان اسود من اطارات سيارات محترقة. وقال ناشطون انه قبل ساعات صدمت عربة تابعة لقوات الامن سيارة عبد النبي كاظم عقيل التي اصطدمت بدورها بعربة متوقفة مما أسفر عن مقتل قائدها. وقالوا ان قوات الامن أطلقت الغاز المسيل للدموع والطلقات المطاطية بعد الحادث. وتصاعد الغاز المسيل للدموع من منزل القتيل الذي بدا مهجورا وخاليا من سكانه بعد مداهمة قال الجيران ان قوات الامن شنتها في رد فعل يحدث عادة إثر مقتل أحد في احتجاجات بالمنطقة.

وأضافت "السفير" وفي اماكن اخرى في بلدة عالي كتب «الدور عليكم» في اشارة على ما يبدو الى الاطاحة بزعماء عرب بعد احتجاجات حاشدة. ووصفت وزارة الداخلية في موقعها على «تويتر» الحادث في عالي بأنه حادث مروري وقالت انها استكملت تحقيق الطب الشرعي لكنها لم تذكر تفاصيل.

//الوفاق :التقرير اكد وطنية الثورة وثبت انتهاكات حكومية ممنهجة //

وفي ردود الفعل على صدور تقرير لجنة تقصي الحقائق نشرت صحيفة السفير اللبنانية موقف جمعية "الوفاق" التي دعت إلى «إقالة الحكومة الحالية التي ارتكبت هذه الجرائم وتشكيل حكومة إنقاذ وطني يدها نظيفة من الدماء والتعذيب وهدم المساجد لقيادة مرحلة انتقالية تنفذ فيها الإصلاحات السياسية الحقيقية والجدية والتحول الديموقراطي، وتنفذ فيها كامل التوصيات الصادرة في هذا التقرير».

كما طالب«الوفاق» بـ«ضرورة تشكيل لجنة حيادية نزيهة من أطراف دولية تابعة للأمم المتحدة للعمل على تنفيذ التوصيات الواردة في هذا التقرير، وأخرى برعاية دولية مستقلة لتقديم المسؤولين عن الانتهاكات للمساءلة وعدم إفلاتهم من العقاب».

ونشرت كل من "السفير" و"اليوم السابع" المصرية و"الاتحاد "الاماراتية ترحيب واشنطن بالتقرير ومواقف ملك البحرين منه وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر «نحن نرحب بصدوره (التقرير) ونشيد بما أبداه الملك حمد من مبادرة وقيادة بمنح اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق تفويضا واسعا فضلا عن اطلاق يدها لاجراء تحقيقها.»

واضاف «نحن نعتقد انه يتيح للبحرين شعبا وملكا فرصة تاريخية لضم الصفوف لايجاد سبيل لتنفيذ هذه التوصيات والقيام بالاصلاحات اللازمة».

من ناحيتها قالت "الاتحاد" الاماراتية أن الاجتماع التحضيري للدورة الـ 32 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي المقرر عقده في ديسمبر المقبل، رحب بخطاب ملك البحرين بمناسبة تسلمه تقرير لجنة تقصي الحقائق وما تضمنه الخطاب من تشكيل فريق عمل من قبل الحكومة استجابة لتوصيات التقرير.

وأشاد المجلس عقب استماعه لوزير خارجية مملكة البحرين الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة  الذي قدك ايجازاً بشأن ما تضمنه تقرير اللجنة بالرغبة الأكيدة والجهود الصادقة لملك البحرين لكشف الحقائق بكل شفافية ونزاهة وتأكيد سيادة القانون وضمان العدالة.

كما جدد المجلس دعمه المطلق والثابت لمملكة البحرين في كل ما يحقق أمنها واستقرارها وتطلعات شعبها، وطموحاته نحو مستقبل أفضل وبما يعزز الأهداف السامية لمجلس التعاون مؤكداً ثقته في وعي الشعب البحريني، وإصراره على التمسك بوحدته الوطنية والمشاركة بإيجابية في المشروع الإصلاحي لجلالة الملك والمساهمة في مسيرة التنمية والتطوير.

كما نشرت "الرياض" السعودية أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود تلقى اتصالاً هاتفيًا امس من ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، وجرى خلال الاتصال استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وبحث تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية.

وأخيراً قالت "السياسة" الكويتية أن رئيس وزراء البحرين الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة اشاد بمواقف الكويت ودعمها للبحرين خلال الأحداث التي مرت بها في فبراير ومارس الماضيين.

وقال الشيخ خليفة في تصريح خاص إلى "السياسة" على هامش الاحتفال لتسلم الملك حمد تقرير لجنة تقصي الحقائق، "ان الحكومة البحرينية تشكر المواقف العظيمة التي ليست بغريبة على القيادة السياسية الكويتية ولا على الشعب الكويتي تثمن الدور الذي قام به الاعلام الكويتي الحر في متابعة الأحداث بأمانة وصدق ومسؤولية ".

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus