داعش يعلن مسؤوليته عن هجوم قتل فيه 43 شيعياً في باكستان

2015-05-14 - 5:55 م

أ ف ب: قتل 43 شخصا على الأقل أمس الأربعاء 13 مايو/أيار 2015 في هجوم استهدف حافلة تنقل مسلمين من الأقلية الإسماعيلية الشيعية في مدينة كراتشي (جنوب) في أول هجوم يعلن تنظيم الدولة الاسلامية مسؤوليته عنه.

ويتوقع أن يثير إعلان التنظيم السني المتطرف مسؤوليته عن الهجوم على حسابه على موقع تويتر المخاوف من تزايد نفوذ التنظيم الذي ينشط في الشرق الأوسط بعد أن أعلن في يناير/كانون الثاني الماضي إنشاء فرع له في ما يطلق عليه "الدولة الاسلامية ولاية خراسان" التي تضم أفغانستان وباكستان وأجزاء من دول مجاورة.

وقال التنظيم في تغريدة له "تم بفضل الله قتل 43 مرتدا وإصابة قرابة 30 في هجوم لجنود الدولة الإسلامية على حافلة تنقل أفرادا من الإسماعيليين الشيعة المشركين".

وعثرت الشرطة الباكستانية في موقع الهجوم في إقليم مالير شرق المدينة على منشورات تزعم مسؤولية التنظيم المتطرف . كما أعلنت جماعة جند الله الباكستانية المتطرفة المشتبه بعلاقتها بتنظيم الدولة الاسلامية، كذلك مسؤوليتها عن الهجوم.

وشهدت باكستان في السنوات الأخيرة تصاعد العنف المذهبي خاصة ضد الشيعة الذين يشكلون نحو 20% من عدد سكان البلاد البالغ 200 مليون نسمة والذين يدين معظمهم بالمذهب السني من الإسلام.

وقال غلام حيدر جمالي قائد إقليم السند وعاصمته كراتشي "طبقا لمعلومات أولية تلقيناها من المستشفيات، قتل 43 شخصا وأصيب 13".

وصرح لصحافيين في الموقع "جاء ستة إرهابيين على دراجات ودخلوا الحافلة وبدأوا بإطلاق النار عشوائيا. واستخدموا مسدسات من عيار 9 ملم".

وأكد الأمير كريم آغا خان الزعيم الروحي للطائفة الاسماعيلية في العالم عدد القتلى في بيان أصدره مكتبه في فرنسا.

وقال خان، رجل الأعمال الناشط في الأعمال الخيرية، إن "هذا الهجوم هو عمل عنف مجنون ضد طائفة مسالمة".

كما دان رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف الهجوم، وأعلنت الحكومة المحلية يوم حداد الخميس.

وانتشرت مخاوف مؤخرا من حصول تنظيم الدولة الاسلامية على دعم في باكستان التي تنتشر فيها العديد من الجماعات المسلحة.

وخلال الأشهر الأخيرة شوهدت منشورات تدعو إلى دعم تنظيم الدولة الاسلامية في أجزاء في شمال غرب باكستان، وظهرت شعارات مؤيدة للتنظيم على الجدران في العديد من المدن، إلا أن إعلان المسؤولية اليوم هو أول إعلان رسمي للتنظيم.

كما أعلن متحدث باسم جماعة جند الله مسؤولية الجماعة عن هجوم اليوم.

وكانت الجماعة أعلنت في السابق مسؤولتيها عن العديد من الهجمات الكبيرة ومن بينها هجوم على كنيسة في بيشاور أدى إلى مقتل 81 شخصا في 2013.

وقال المتحدث أحمد ماروات عبر الهاتف من مكان لم يكشف عنه أن "الشيعة والأحمدية كفرة ومرتدين يستحقون الموت".

وأمام مستشفى ميمون في المدينة حيث يعالج معظم الجرحى، شكل أقارب الضحايا سلسلة بشرية أمام المبنى الرئيسي لإبعاد الناس.

وقال رجل وهو يبكي لمراسل فرانس برس "أتيت لأخذ جثة ابني الشاب. كان طالبا يستعد لأداء امتحاناته في أول عام في الجامعة".

وتناثرت الدماء في أرجاء الحافلة التي تم إحضارها الى المستشفى.

وقالت إحدى الناجيات طلبت عدم الكشف عن هويتها أن المهاجمين كانوا غير ملتحين ويرتدون ثيابا غربية، بحسب ممرض تحدث إليها.

وقالت إن المسلحين طلبوا من الركاب إحناء رؤوسهم فيما صاح أحد المسلحين "اقتلوهم جميعا".

وتتركز الهجمات التي تستهدف الشيعة في باكستان في كويتا (جنوب غرب) وباراشينار (شمال غرب) وجيليت (شمال شرق) وتتزايد في كراتشي التي يبلغ عدد سكانها 20 مليون نسمة وتشهد أيضا مواجهات بين مجموعات مسلحة مرتبطة بأحزاب سياسية تتنافس للسيطرة على هذه المنطقة.

وكانت قوات الأمن الباكستانية شنت في خريف 2013 عملية لبسط الأمن والنظام في كراتشي، العاصمة الاقتصادية للبلاد، حيث قتل أكثر من ألفي شخص في السنة نفسها.

وألغى قائد الجيش الباكستاني الجنرال رحيل شريف زيارة رسمية إلى سريلانكا تستمر ثلاثة أيام بسبب هذا الهجوم الجديد على الشيعة في كراتشي.

والهجوم في كراتشي هو الأكثر دموية في باكستان منذ هجوم آخر استهدف الشيعة أواخر كانون يناير/كانون الثاني الماضي في مدينة شيكاربور الصغيرة في السند أيضا وأسفر عن أكثر من 60 قتيلا.

ومنذ ذلك الهجوم، كثفت السلطات عمليات التصدي للإرهاب، وألغت وقفا لعقوبة الإعدام منذ 2008 وأعدمت أكثر من مئة محكوم عليهم بالإعدام. واعتبرت منظمات الدفاع عن حقوق الانسان أن هذا التدبير، مع تدابير أخرى، غير فعال، مشيرة إلى أن عقوبة الإعدام "غير رادعة".


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus