كبار العلماء يدافعون عن حماة المساجد: حقهم أن يشكرهم الشعب والحكومة

2015-06-11 - 5:07 م

مرآة البحرين: قال كبار علماء البحرين أن "تهديد المساجد وحياة المصلين في الجمعات والجماعات أصبح أمراً لا ريب فيه ولا يجادل فيه مجادل" معتبرينه أمراً لا علاقة له بالخلاف السياسي الحاصل بين الشعب والحكومة، مستغربين في الوقت نفسه من الحكومة التي "تنهى شعبها أو أي فرد من أبنائه عن درء خطر الموت عن نفسه أو أهله عندما يقصد قتله قاتل، وأنها تطالبه بالاستسلام الكامل للتهديد المنهي لحياته، أو أن يرفع صوت الاستغاثة بالغير من دون أن يحرك ساكناً هو نفسه في وجه الخطر المحدق به" في إشارةٍ إلى الاستدعاءات التي قامت بها السلطات للمشاركين في اللجان الأهلية المخصصة لحماية المساجد، معتبرين أنه أمرٌ " لم يعهد صدوره حتى في أيام الرقّ الصريح من طبقة السادة للعبيد".

وأضاف العلماء (الشيخ عيسى قاسم، السيد جواد الوداعي، السيد عبدالله الغريفي، الشيخ عبدالحسين الستري والشيخ محمد صالح الربيعي) في بيانٍ لهم اليوم الخميس 11 يونيو/حزيران 2015 أن الخطر الذي يتهدد المساجد والألوف من المصلين "ليس من طبيعته أن يقبل التحرّز منه الانتظار، فإنه خطر مداهم سريع الفاعلية في التدمير والقتل الهائل للمستهدفين، وهو خطر لا بد من مواجهته بالاحتراس المبكر لأنه يحدث في ثوان ليحطّم كل شيء وينهي الحياة في سرعة البرق للعدد العظيم، وهذا الخطر لا ينتظر لحظة وصوله المباغت ليستغيث مُستَهْدَفوه بمن يقف على التل من بعيد، فالناس في مساجدهم أمام خطر جدّي واسع لحياتهم. أمام تهديد بتصفيات عامة بشعة، فهل لعاقل أمام هذه الحالة أن يدخر شيئاً مما يسعه لدرء هذا الخطر التدميري الهائل أو تقليل خسائره ؟".

واعتبر العلماء المتصدين لحراسة المساجد ومصلّى الجمعات "لا يمثلون تهديداً لأي جهة من الجهات ولا يدخل في هدفهم شيء من ذلك، ولا يملكون تدريباً عسكرياً ولا تسليحاً، وإنما هم مضحون بأرواحهم من أجل حماية أهليهم وتقليل الخسائر عند حدوثها لا سمح الله بأن يكونوا كبش الفداء عن الجُموع الغفيرة من المصلين"، وأنه من "وسوسة السياسة، ومن التهويل الفاحش السيء أن يقال بأن هؤلاء المحسنين يمثّلون خطراً على الدولة، وأنهم ميليشيات عسكرية يخاف منهم على الأمن".

وتابعوا "إن الوقوف في وجه هذا العمل المحسن التبرعي إضراريّ حتى لو لم يقصد منه الإضرار، ويترتب أن يحمّل الناس الحكومة عند أي حادث سوء في مسجد من المساجد لا سمح الله مسؤولية لا يسمع معها اعتذار، ولا نقول بأن قيام جماعات متطوّعة بحماية مساجدهم وأهليهم من خطر التفجيرات الغاشمة بأنه كاف عن أي دور تقوم به الجهة الأمنية الرسمية وأنه مسقط لمسؤوليتها مع عدم بذلها الجهد في سبيل هذه الحماية. لكن من المؤكد أن الدور الذي تؤديه هذه الجهة وحسب ما شاهده المصلون غير كاف البتّة، ولا يقصي الناس عن حماية أنفسهم ومساجدهم بما يستطيعون. ومن دون ذلك فإن المصير إلى أن تقض المساجد، وهو الأمر الذي لا يمكن أن يقبله المؤمنون".

وأكملوا "ليس جيّداً ولا مُستَساغاً أصلاً أن يفتّش مريد الدخول إلى المسجد، ولكن للضرورات حكمها، ولا وسيلة عقلائية يمكن أن تحمي العدد الأكبر من المصلين إلّا أن يعرّض البعض نفسه إلى الخطر بممارسة هذا التفتيش الذي يهدّد القائم به في حياته العزيزة عليه وعلى المؤمنين، وهو تفتيش لا بد أن يكون مصحوباً بالإحترام للغير والاعتذار والتقدير. هذا من جهة ومن جهة أخرى ولأنه منطلق من الحرص على سلامة المصلّين تراهم يرحّبون به. وهؤلاء المتفقدون لوضع الداخلين للمسجد إنما يقفون عند أبوابه ولا يترصّدون الناس ولا يستوقفونهم في شارع عام أو بعيداً عن حريم المسجد، وإذا لم ترض الحكومة بهذه المراقبة والتفتيش فالنّاس يسألون ما هو البديل الذي يمكن أن يطمئنوا إليه، وكيف يدفعون عن أنفسهم خطر التصفيات العامة المروعة الظالمة البشعة التي لا تفرق بين كبير وصغير".

وختم كبار العلماء بيانهم بالتأكيد على أنه "من حقّ المتصدّين لحماية المساجد والمصلين ببذل أرواحهم الغالية أن يشكرهم الشعب والحكومة لا أن يستدعوا للتحقيق والمحاسبة"، موضحين أن "المطروح في حراسة المساجد والمصلين أن تتطوع مجموعة من مصلي كل مسجد بالقيام بهذه المهمة بعيداً عن التحزّب وعن التنظيمات السياسية والتشكيلات العامة من أي لون وطابع، ومثل هذا لا مساس له بوظائف الدولة واختصاصاتها، ولا يشكل خطراً على وضع أمنيّ خاص أو عام".

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus