على نسْج صوت الحسين الآتي من جرح القرون.. "قاسم": التراجع ممنوع!

2011-12-05 - 3:15 م


مرآة البحرين (خاص):
على نسْج هتاف صوت الإمام الحسين بن علي المدوي قبل ساعات من مقتلة كربلاء التاريخية: هيهات منا الذلة، أعاد الشيخ عيسى أحمد قاسم خطّ اللاءات الثلاث التالية: لا تراجع عن تحقيق المطالب السياسية، لا مهادنة في أمر الشعائر الدينية ولا تراجع عن الأسلوب السلمي". بدا كما لو أنه يعيد الضغط بالسبّابة على الخط الأحمر نفسه، الأحمر القاني المخضب بجرح التاريخ، فهذه هي الليلة المشهدية، العاشر من محرم.

هناك في قعر القرون الغابرة، كان الحسين وحواريوه السبعون يضعون آخر البصمات على هيكل الملحمة التي ستؤبّد، وتنحفر في الذاكرة مثل وشم. هنا، حيث فتّحت معمودية الدم الفائرة منذ 14 فبراير ترجيعاً على كربلاء، أو بعضها: ظالم ومظلومون. استعاد قاسم في محراب صلاته ذلك كله، حيث أمّ الآلاف في الصلاة المركزية بالمنامة، ممن توافدوا على الصلاة خلفه.

قال "الأمة اليوم تفيق لتقف الموقف الصلب في وجه الظالمين: هيهات منا الذلة". وأضاف في هذا السياق "أي مراوغة أو التفاف على الحقوق، وأي تيئيس أو تهديد أو وعيد لا استجابة له على الإطلاق. لا ضغط بشري يمكن أن يؤثر علينا". وأوضح "الاصلاح السياسي وإصلاح الأوضاع مطلوب على عجل، وليست هناك مهلة. نحن مظلومون ولن نقبل أبداً أن نبقى مظلومين. نحن مهددون ولا يمكن لنا أن نسكت عن التهديد".

وقال قاسم "نحن في حراكنا الشعبي إصلاحيون مطلبنا الحق والعدل وسلامة الدين والوطن، ووحدة أبنائه وتقدمه، لنا مطالبنا السياسية الواضحة. الوطن للجميع لا لقبيلة دون قبيلة، ولا لجماعة دون جماعة". 
وتوقف في خطبته عند الإشكال الطائفي الذي حصل في المحرق "نقول لأهل السياسة المجنونة بشأن الشعائر الدينية أنه من العجيب أنكم لم تدركوا بعد ما لهذه الجماهير من استرخاص الدم الغالي من أجل الشعائر. النفوس رخيصة من أجل الشعائر. فهي قبل النفس".

وأضاف بهذا الصدد "إذا كانت الإرادة هي تحويل الحراك الشعبي والسياسي نحو الصراع الطائفي فإن ذكاء هذا الشعب بسنته وشيعته ووعيهم يدركون الألاعيب السياسية كما كانوا في الخمسينات والستينات"، مشدداً على أنه "لابد للشيعة والسنة أن يبرهنوا عن موقف واعٍ يضمن لهم تحقيق مصالحهم وخير وطنهم".

وتابع "ما حدث في المحرق العزيزة من استهداف المواكب الدينية والمآتم.. لا نفهم أن أخاً سنياً يفهم الدين يفعل ذلك، حاشاهم. فالفكر الإسلامي بمختلف مذاهبه لا يبيح أن يمس أحد من المسلمين بأذى أو تستهدف شعائره"، معتبراً أن "ما حدث الأخوة السنة بريئون منه كل البراءة".

وأكد في سياق آخر على أن "الرأي الأول والأخير أن لا تراجع عن تحقيق المطالب السياسية. أن لا نهادن في أمر الشعائر الدينية. أن لا تراجع عن الأسلوب السلمي". وختم بالقول "تبقون مع الحسين وفكر الحسين، وأخلاقه وثورته، وانفتاحه على الفهم الاسلامي. كونوا مع الحسين تكونون مع الإباء والوعي والإيمان والتقوى" على ما عبر.
 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus