انتهى عاشوراء فعوداً على بدء: إلى "اللؤلؤة" هتف السّراة!

2011-12-08 - 7:36 ص




مرآة البحرين (خاص): تطورت مراسم الاحتفال المركزي ليوم الحادي عشر من محرم بمناسبة ذكرى عاشوراء إلى صدامات شرسة بين المشاركين وقوات مكافحة الشغب التي شوهدت في حالة استنفار عام. وأفاد شهود عيان عن وقوع عدد كبير من الإصابات، بينهم أطفال، كما أن إحدى الإصابات خطيرة، لكن من غير أن يجري تأكيد ذلك بعد من مصدر رسمي، فيما قالت جمعية "الوفاق" الوطني الإسلامية إن نائب أمينها العام الشيخ حسين الديهي قد تعرض لطلق مباشر من مسافة قريبة جداً عندما كان يهم بالتحدث إلى قوات الأمن بغرض إقناعها بإيقاف الطلق، كما هاجمت قوات الأمن أيضاً منزله في الديه بإطلاق قنابل الغاز الخانق.
 
واندلعت شرارة المواجهات عندما همّ آلاف من المشاركين في مراسم إحياء عاشوراء عقب انتهائها إلى التوجه نحو ميدان اللؤلؤة من جهة معرض "راكان" عند مدخل السنابس الجنوبي، على مقربة من إحدى نقاط التفتيش التي وضعتها وزارة الداخلية منذ مارس/ آذار الماضي.
 
 
وقد ردت قوات الأمن التي عززت تواجدها منذ وقت مبكر اليوم في محيط ميدان اللؤلؤة ومجمعات التسوق القريبة من موقع المناسبة، بإطلاق قنابل الغاز الخانق والرصاص المطاطي ورصاص الشوزن إضافة إلى القنابل الصوتية. وفي إطار التحسب، فقد قامت وزارة الداخلية بزيادة عدد المدرعات على مداخل ميدان اللؤلؤة، وفي الساحة القريبة منه عند مجمع الدانة بواقع 15 مدرعة. كما شوهدت تعزيزات أيضاً عند مجمع البحرين (جيان)، بينها سيارات مزودة بخراطيم للمياه الحار وباصات "كوستر" وأعداد كبيرة من قوات مكافحة الشغب. إضافة إلى تحليق مروحي كثيف على مناطق الديه وسنابس وجدحفص بواسطة إحدى الطائرات العمودية التابعة إلى الداخلية.

ودارت مواجهات عنيفة على الشارع العام بالقرب من "مركز الشباب" على بعد مئات الأمتار من ميدان اللؤلؤة عندما التحم المحتجون مع إحدى نقاط التفتيش، قبل أن يتراجعوا تحت تأثير الطلق العنيف، إلى داخل قرى الديه وسنابس وجدحفص. لتبدأ بعد ذلك عمليات الكر والفر بين الشرطة والمتظاهرين الذين عملوا على إشعال الإطارات في الطرق الرئيسة. وقال شهود عيان إن "قوات الأمن التي ناهز عددها المئات هاجمت مأتم النساء، أحد أقدم الحسينيات النسائية في السنابس، وقامت بتكسير محتوياته وتمزيق أعلام السواد المعلقة عليه". كما تحدثوا عن  تخريب سيارات القاطنين، رصدت منها 15 سيارة، وكذلك تخريب الممتلكات الخاصة.
 
 
الممتلكات الخاصة بعد أن (حافظت) عليها قوى الأمن
وفي الديه، سجل قيام قوات الأمن بتخريب المضائف الحسينية، واقتحام إحدى الحسينيات، وهي حسينية "أم سعد" للنساء، وعدد من المنازل وتخريب عدد كبير من السيارات عبر تهشيم نوافذها. في هذا الإطار، فقد أفيد عن تعرض منزل نائب أمين عام الوفاق الشيخ حسين الديهي إلى الطلق المتعمد بقنابل الغاز الخانق. وأشارت أنباء إلى حصول اعتقالات في أوساط المتظاهرين قرب دوار عبدالكريم عرف من بينها امرأتان من سنابس، وهما آمنة عمران ومريم عمران، واقتيادهما إلى أحد مراكز الشرطة القريبة، فيما أفيد في وقت لاحق عن إطلاق سراح إحداهما.
 
كما تحدثت العضو بمركز البحرين لحقوق الإنسان زينب الخواجه عن مشاهدة "قوات الأمن وهي تنهال بالضرب على إحدى النساء في منطقة الديه وتقوم باقتحام بيوت مواطنين".  بينما سكان المنطقة إلى قيام الشرطة بمنع إحدى سيارات الإسعاف التابعة إلى مستشفى السلمانية من المرور إلى قرية الديه من أجل إجلاء مصابين.
وفي جدحفص، قال شهود عيان "إن مواجهات عنيفة دارت بين متظاهرين وقوات أمن قرب مقبرة القرية، كما شوهدت الأخيرة معززة بالمركبات، وهي تقوم باقتحام حي الجامع".

وخفت حدة الصدامات مع فترة صلاة المغرب، قبل أن تعود وتتجدد في وقت لاحق. وأظهرت مقاطع الفيديو التي نشرها نشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي، عشرات من قوات الأمن وهم ينهالون بالهراوات على الشاب محمد الحايكي الذي راح يظهر التحدي لهم بعدم التحرك فيما كان يحمل علم البحرين. وكان قد أفرج عنه مؤخراً بعد اعتقاله على إثر محاولته الوصول والتظاهر في ميدان اللؤلؤة سبتمبر/ أيلول الماضي. وضربت ازدحامات كثيفة في محيط الشوارع المؤدية إلى العاصمة المنامة.

وحاولت وزارة الداخلية على صفحتها ب"تويتر" التخفيف من حجم الحدث بالقول "خروج حوالي 350 شخص بمسيرة "غير قانونية" على شارع البديع بعد الانتهاء من مراسم العزاء بالديه ما استدعى تدخل الأمن". وهو الأمر الذي أظهرت مقاطع الفيديو عكسه تماماً.

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus