رويترز: دول الخليج تشدد الأمن للشيعة المذعورين بعد تفجيرات مساجد

2015-07-03 - 4:05 م

رويترز: ربما كانت مزحة ولو كانت شريرة أو ربما كانت تهديدا حقيقيا بالعنف عندما وضعت منشورات تحتوي على علم تنظيم الدولة الإسلامية بالقرب من مسجد شيعي في البحرين هذا الأسبوع.

لكن أيا كان الحافز فان هذا الاكتشاف المثير للقلق في مسجد عين الدار الشمالي يعتبر اختبارا إضافيا لهمة مجتمع استبد به القلق بالفعل بعد ثلاثة تفجيرات لمساجد شيعية نفذها التنظيم المتطرف في السعودية والكويت منذ 22 من مايو آيار.

ومع اختيار التنظيم السني المتطرف الذي يعتبر الشيعة كفارا توجيه ضرباته أثناء صلاة الجمعة فإن الأعصاب مشدودة في أنحاء المنطقة عشية يوم جمعة آخر.

وتعمل الطائفة الشيعية بجد - وهي أقلية في معظم الدول العربية الخليجية لكنها أغلبية في البحرين وبعض الأجزاء الشرقية من السعودية - غالبا مع قوات الأمن المحلية لتشديد الأمن وتهدئة العلاقات الطائفية.

وفيما يعكس حساسية الأوضاع توعد وزير العدل البحريني خالد بن علي آل خليفة باتخاذ اجراء قانوني ضد أي شخص يتورط في التحريض على الكراهية أو الفتنة.

وفي الكويت والبحرين يؤدي السنة والشيعة الصلاة معا في المساجد الرئيسية في مؤشر على الوحدة الوطنية وفي تحد للتنظيم المتشدد الذي يحاول التوسع في مصر ويتوسع في ليبيا واليمن من معاقله في العراق وسوريا.

والمشاعر بين الشيعة في أنحاء منطقة الخليج تنطوي على الألم بعد مقتل أكثر من 50 شخصا في هجمات استهدفت إثارة الكراهية الطائفية.

وقال وليد سليس -وهو باحث سعودي شيعي يقيم في المنطقة الشرقية بالمملكة- "هل يوجد قلق؟ نعم يوجد قلق." وأضاف "لكن هذا لم يضعف الروح المعنوية للناس وأنت ترى مزيدا من الناس في المساجد."

وقالت أمل -وهي مدرسة عمرها 34 عاما في عمان- بعد أن فحصت الشرطة حقيبة مريبة عثر عليها بالقرب من مسجد شيعي في مسقط "إنهم (الدولة الاسلامية) تمكنوا من نشر الخوف. الأمهات تخشى الآن من إرسال أولادهم للصلاة في المساجد."

وقالت وهي تشير إلى الجنسية السعودية لمهاجم الكويت يوم 26 من يونيو/حزيران الذي قتل 27 شخصا ومن بينهم المهاجم نفسه "نحن قلقون بعد ما حدث في الكويت. ليس من السكان المحليين .. نحن نعرف أننا نعيش في وئام لكن من الزوار."

وقال سكان في السعودية والبحرين والكويت وسلطنة عمان إن السلطات نشرت دوريات شرطة إضافية خارج مساجد الشيعة وركبت كاميرات مراقبة في بعضها.

قال سليس إن السلطات أقامت حواجز إسمنتية حول بعض المساجد في شرق السعودية وإن المتطوعين المحليين يفتشون المصلين أو يستخدمون أدوات الكشف عن المعادن بحثا عن متفجرات قبل السماح بدخولهم.

وقالت كوثر الأربش التي مات ابنها في مدينة الدمام السعودية يوم 29 من مايو/أيار أثناء منع مهاجم انتحاري من دخول مسجد إن مزيدا من المتطوعين يعملون لضمان سلامة عدد أكبر من الناس الذين يحضرون للصلاة وخاصة خلال شهر رمضان.

وقالت لرويترز "إنني قلقة من أن هؤلاء الإرهابيين قد يهاجمون أماكن غير متوقعة مثل مساجد في قرى ريفية." وأضافت "ابن عمي يبعث لي برسائل كل يوم قبل أن يذهب إلى المسجد قائلا أنا ذاهب إلى المسجد الآن وقد لا أعود."

وفي الكويت قال عضو البرلمان يوسف الزلزلة لرويترز إن الاجراءات التي اتخذت منذ 26 يونيو/حزيران سعت ليس فقط للعثور على الذين كانوا وراء الهجوم هناك وإنما لاتخاذ احتياطات والتأكد من أن هذه الاجراءات الاحتياطية جيدة بدرجة كافية لردع الإرهابيين.

غير أن أحد السكان الشيعة قال لرويترز إنه لن يذهب إلى المسجد يوم الجمعة لأنه بعد هجوم 26 يونيو/حزيران لم تعد لديه ثقة في قدرة الدولة على حماية المدنيين.

وأبلغ سكان عن سلسلة من الخطوات الأمنية في الكويت وفي البحرين حيث أشارت تدوينة لم يتسن التحقق منها من متشدد بارز بتنظيم الدولة الإسلامية هو تركي البنعلي إن البحرين ستكون وجهة التفجير الانتحاري التالية.

وقالت وكالة أنباء البحرين يوم الأربعاء 1 يوليو/تموز 2015 إن البحرين جندت متطوعي أمن لتنسيق دخول المصلين إلى المساجد ومنع الحشود من التجمع وعرقلة التحرك في حالة وقوع أي حادث.

وقال شيعة في دولة الإمارات العربية المتحدة إن السلطات أكدت لهم أنه تم اتخاذ خطوات لضمان الأمن.

وقال منير الرحمة المدير العام للوقف الجعفري الإسلامي في دبي إنه من الواضح أنه عندما يرى المرء تقارير عن هذه التهديدات في الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي وموقع واتس اب فانه سيخشى الاسوأ حتى اذا كان الاحتمال واحدا في المئة.

وأضاف قائلا انه بفضل الله فان السلطات طمأنتهم من أن الأمن تحت السيطرة ولا يوجد ما يثير القلق.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus