حوار مع أنور الرشيد، قبل يومين من افتتاح مؤتمر " حقوق الإنسان الخليجي في ظل الربيع العربي"

2011-12-09 - 6:00 م


 قبل يومين من افتتاح مؤتمر "حقوق الإنسان الخليجي في ظل الربيع العربي"
أنور الرشيد: حكوماتنا الخليجية ما زالت تعتقد أنها بمنأى عن رياح التغير وهذا لا يتسق مع الواقع


مرآة البحرين (خاص): تشهد القاهرة في الفترة بين 11-13 ديسمبر 2011 مؤتمراً خليجياً حقوقياً تحت عنوان "حقوق الإنسان الخليجي في ظل الربيع العربي" ينظمه المنتدى الخليجي لمؤسسات المجتمع المدني ومركز عمان لدراسات حقوق الإنسان
بالتعاون مع المركز المصري لحقوق المرأة  واللجنة العربية لحقوق الإنسان ومجلس منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية.

 مؤتمر هذا العام انبثق من رحم الربيع العربي ومن رحم الثورات العربية في كل من تونس ومصر وليبيا واليمن والبحرين وسوريا. سيجمع أكثر من 100 مؤسسة دراسات ومركز لحقوق الإنسان من مختلف دول العالم. مرآة البحرين حاورت الأمين العام للمنتدى أنور الرشيد حول هذا المؤتمر، وبعض تحدياته.


مرآة البحرين: ما موضوع هذا المؤتمر؟

أنور الرشيد: بداية يشرفني أن أكون ضيفا على موقع صحيفة مرآة البحرين التي احتضنتني وعوضتني عن منع السلطة من دخولي مملكتي الجميلة، ومنحتني فرصة أن أشم رائحة سِيف المنامة وبحر المحرق، لقد حرمت منها، وإنشاء الله أتمكن من شمها في القريب العاجل تلك الرائحة الرطبة الجميلة.

 بالنسبة للمؤتمر هو الخامس لمؤسسات المجتمع المدني الخليجية. وهي مؤتمرات متواضعة مادياً، لكنها تهتم بثراء المضمون، لذلك عندما يقترب شهر ديسمبر من كل عام ينشط الأخوان في الخليج للتداعي لمؤتمر يجمعنا لمناقشة أاهتمامات الخليج المشتركة.

 سبق أن أصدرنا أربع بيانات ختامية على مدى السنوات الأربع الماضية، هذا العام هناك عدة محاور سيتضمنها البيان الختامي للمؤتمر الذي يأتي في ظروف متغيرة. كنا ندرك أن التغيير قادم، لذلك نادينا مبكراً دول الخليج أن تستعد للتغيير القادم، لكن حكوماتنا الخليجية مع الأسف الشديد ما زالت تعتقد أنها بمنأى عن رياح التغير، وهذا لا يتسق مع الواقع. المحور الأساس لمؤتمر هذا العام سيكون حول "حقوق الإنسان الخليجي في ظل الربيع العربي"، وسيتم تقديم عدد كبير من أوراق العمل المتعلقة بهذا المحور، وستناقش الأوراق الموضوعات التالية: الثورات العربية: أسبابها، مواصفاتها، مسارها، المفاهيم الحقوقية والثورات العربية، الحقيقة والإنصاف والمصالحة المجتمعية: ملاحقة للماضي أم تسامح وبناء للمستقبل، دور منظمات، المجتمع المدني في النظام الإقليمي العربي و الدولي بعد ربيع الثورات.

مرآة البحرين: ماذا عن الدعم؟

 عملنا طوال السنوات الأربع الماضية على دعم ذاتي أي من مساهمات أعضاد المنتدى الذين يلبون الدعوة للقاء والتشاور في مختلف المواضيع التي  تهم شعوب دول مجلس التعاون الخليجي وهذا العام  نتيجة للجهود التي بذلها عدد من الأعضاء في المنتدى والحراك الإعلامي الذي قام به منتدى حوار الخليج على شبكة التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) الذي ننشر به كل إصداراتنا من مقالات وبيانات تعبر بالضرورة عن رؤيتنا، نتيجة لكل هذا الحراك تقدمنا هذا العام للصندوق العربي لحقوق الإنسان بطلب منحة وقد حصلنا في اللحظات الأخيرة على الموافقة  لتمويل فعالياتنا وأنشطتنا في مختلف الجوانب والمساحات التي تهم مواطني مجلس التعاون الخليجي.

مرآة البحرين: من هم المشاركون في مؤتمر "حقوق الإنسان الخليجي في ظل الربيع العربي"؟

يميز هذا العام أن هناك أعدادا كبيرة من المشاركين من دول مجلس التعاون الخليجي سواء بأوراق عمل أو بالحضور. نحن نلتقي كل عام ونناقش مختلف المواضيع، وعلى رأسها كيفية النهوض بالديموقراطية في دول الخليج، نحن متفهمون للخصوصية الخليجية ومقدرون لها، لهذا لم تخرج مناقشاتنا عن ما هو مألوف بدول الخليج وما يتناسب مع المراحل المختلفة، وهو ما جعل العديد من الشخصيات الخليجية تتشجع للمشاركة في هذا المؤتمر، وذلك بسبب عدالة الطرح وتفهمه للخصوصية الخليجية. أما أبرز النخب والشخصيات التي ستشارك في هذا المؤتمر الأول من نوعه على مستوى المنطقة، فقد تشرفنا بموافقة مشاركة نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر الأستاذ محمد فائق، وسفير الاتحاد الأوربي في المملكة الأردنية الهاشمية، والمفوض السامي لحقوق الإنسان للأمم المتحدة فتاح عزام، وبكل شرف برعاية رئيس البرلمان العربي، وهناك العديد من النخب العربية المتميزة التي ستشارك بهذا المؤتمر.
 
مرآة البحرين: كيف هو وضع الترتيبات للمؤتمر حتى الآن؟

الرشيد: سيكون مؤتمر هذا العام تحت رعاية رئيس البرلمان العربي النائب الكويتي (علي الدقباسي) الذي وافق مشكوراً على هذه الرعاية، ونرجو أن نوفق في كافة الترتيبات اللوجستية. أيام قليلة تفصلنا عن بدء فعاليات المؤتمر، تم تجهيز كل الاحتياجات وترتيبها. نتمنى أن نخرج بشكل يرضي جميع المشاركين في المؤتمر رغم قلة الإمكانيات المادية.
أريد هنا أن أوصل رسالة، بأن المنتدى الخليجي رغم كل المضايقات التي يتعرض لها من كافة الأطراف، ورغم محاولات إجهاض ذلك التحرك الشعبي الحضاري، إلا أننا مستمرون في مسعانا ولن نترك عملا بدأناه في عام 2007، نحن مستمرون فيه وسنسير وفق رؤيتنا الحضارية التي نتمناها لكل دول الخليج لتواكب مستجدات العصر والقفز بها نحو المجتمعات المتحضرة بشكلها الصحيح.
 
مرآة البحرين: لماذا لا يعقد هذا المؤتمر في الخليج؟

الرشيد: في الحقيقة هذا سؤال مهم في هذا الوقت تحديداً، فقد حاولنا على مدى الأعوام الأربع الماضية أن نعقد مؤتمرنا بشكل مواز لمؤتمر قمة قادة دول مجلس التعاون الخليجي، أي في الدولة التي يعقد بها مؤتمر القمة، و هذا ما حصل في السنوات الماضية، أما هذا العام فعندما علم أصدقاؤنا أن مؤتمرنا سيكون بعنوان "حقوق الإنسان الخليجي في ظل الربيع العربي"، اتصلوا بنا من مختلف الدول العربية، وجدوا عنوان المؤتمر مثيراً بالنسبة لهم في ظل أوضاع الربيع العربي التاريخية، واتفقنا أن يكون المؤتمر عربياً وليس خليجياً فقط، وهو الأول من نوعه بالمنطقة، والأول في تاريخ المؤتمرات العربية الشعبية، حيث تم تشكيل لجنة تحضيرية من تسعة عشر دولة عربية، وستقدم فيه أكثر من ستين ورقة عمل من مختلف الدول العربية متعلقة بحقوق الإنسان العربي بشكل عام، أما أوراق العمل المقدمة من نشطاء خليجين، فستتحدث عن الواقع الخليجي، أي حقوق الإنسان الخليجي في ظل الربيع العربي.

 وفي الحقيقة هذا المؤتمر لفت انتباه العديد من المنظمات والمؤسسات الدولية، ويكفينا شرفاً أن نكون كخليجيين منظمين أساسيين ونحن من قاد هذا الحراك العربي وبدأ به. من جهة أخرى عملنا على أن يكون ضمن المشاركين، متحدثون من الأمم المتحدة وبمشاركة الصندوق العربي لحقوق الإنسان وغيرهم، لهذا عندما فكرنا بمكان المؤتمر وجدنا أن أنسب مكان هو القاهرة، والقاهرة اليوم تختلف اختلافا كليا عن قاهرة حسني مبارك، فهي  الآن القلب النابض للمنطقة، ولا شك أن صوتنا كحقوقيين ومدافعين عن الحرية ومطالبين بديمقراطية حقيقة سيصل لكل الأرجاء إنشاء الله.

مرآة البحرين: كيف تضع هذا المؤتمر في سياق الربيع العربي؟

الرشيد: اعتقد أن هذا المؤتمر سيكون له صدى واسع في أرجاء الوطن العربي لما له من امكانيات ليست مادية، وإنما أدبية كبيرة، علما أنه في هذا المؤتمر سيتم طرح العديد من الرؤى الجديدة التي لاشك أنها ستخلق واقعاً حقوقياً جديداً يتناسب مع المرحلة. أنا هنا لا أريد أن أكشف عن جميع الآراء التي وردت بأوراق العمل القيمة، لكن من المهم أن نقول إن هذا المؤتمر هو الأول من نوعه على مستوى المنطقة، وسيجمع أكثر من 100 مؤسسة ومركز دراسات لحقوق الإنسان، لذا عندما تقدمنا بطلب لرئيس البرلمان العربي لرعاية هذا المؤتمر لم يتردد لحظة واحدة، وهذا مكسب نضيفه للمكاسب الكبيرة التي حققها المنتدى الخليجي لمؤسسات المجتمع المدني، وأعتقد بل أجزم، أن هذا المؤتمر نبع من رحم الربيع العربي الذي أعطى دفعة قوية كي يخرج في هذا العام وهو عام الربيع العربي.

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus