أ ف ب: حذر وفتور في الخليج إزاء الاتفاق النووي الإيراني

2015-07-16 - 2:58 ص

أ ف ب: استقبلت دول الخليج الاتفاق النووي الذي أبرمته غريمتها الشيعية إيران مع الدول الكبرى بحذر وشيء من الفتور إذ تخشى بحسب المراقبين من أن يؤدي الوضع الجديد إلى تقوية طهران التي يتهمونها بالتدخل بشؤون المنطقة.

كما قد يدفع الاتفاق دول الخليج إلى المضي قدما في برنامج نووي خاص بها إذا ما شعرت بأن الجمهورية الإسلامية تستمر بالعمل على صنع سلاح نووي.

ولعل الموقف الاكثر فتورا وحذرا عبرت عنه السعودية، القوة الكبرى في دول الخليج العربية، إذ أشادت بعدم رفع عقوبات التسلح عن إيران دون التعبير عن أي إشادة بالاتفاق.

في المقابل كان الموقف الاماراتي الأكثر حرارة، إذ اعتبر مصدر مسؤول في تصريح لوكالة فرانس برس أن الاتفاق يمكن أن يشكل "صفحة جديدة" في العلاقات الإقليمية فيما هنأت القيادة الاماراتية طهران بالاتفاق "التاريخي"، وهي الصفة نفسها التي أطلقها أمير الكويت في برقية تهنئة.

أما ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة فقد تمنى في برقية أرسلها إلى القيادة الايرانية نهاية التدخل في شؤون الجوار، فيما وصفت الخارجية القطرية الاتفاق بأنه "خطوة هامة".

وقال مصدر دبلوماسي غربي لوكالة فرانس برس إن "السعوديين يعتقدون بأن الاتفاق خطأ، إلا أنهم لا يعبرون بصوت عال عن ذلك".

وذكر المصدر أن الرياض يمكن أن تنخرط في برنامج نووي إذا ما كانت مقتنعة بأن إيران مستمرة في العمل للحصول على أسلحة دمار شامل.

واعتبر المصدر أن السعودية "يمكن أن تعتمد على خبرة حليفها الباكستاني".

وفي كل الأحوال، فإن المخاوف من البرنامج النووي جزء فقط من مخاوف دول الخليج إزاء ايران.

وقال المحلل والكاتب السياسي المقيم في لندن عبدالوهاب بدرخان لوكالة فرانس برس إن "القلق الخليجي يختصر بموضوعين بعد الاتفاق النووي: أولا ما هي التداعيات الاقتصادية مع عودة النفط والغاز إلى السوق، وثانيا، وهو الأهم، ما هي التداعيات السياسية لذلك".

والاتفاق الذي يقلص البرنامج النووي الإيراني، يرفع عن إيران العقوبات تدريجيا ويعيد لها عشرات المليارات من الأموال المجمدة، فضلا عن أنه يفتح الباب أمام عودة الانتاج النفطي والغازي الإيراني إلى الأسواق العالمية، وقد يكون ذلك على حساب حصة السعودية ودول الخليج، شريكات إيران في منظمة "أوبك" للدول المصدرة للنفط.

وفي نفس الوقت، تسبب سعي واشنطن الحثيث للتوصل إلى اتفاق مع إيران إلى إثارة ريبة دول الخليج، ولم تنجح رسائل الرئيس الاميركي باراك أوباما في طمأنة حلفائه التاريخيين في الخليج.

وقال بدرخان إن "الخليجيين عموما ينظرون بتوجس وقلق تجاه إيران والولايات المتحدة على حد سواء".

ولا تعول دول الخليج على الأرجح كثيرا على تغير كبير وفوري في سياسة إيران في المنطقة.

وقال المحلل السياسي الإماراتي عبدالخالق عبدالله إن "إيران التي تستمر مع الأيديولوجيا نفسها بالتدخل في شؤون دول المنطقة هي أكثر خطورة من إيران النووية".

وترى دول الخليج أن إيران تنتهج سياسة توسعية في المنطقة، وهي تستخدم لذلك المجموعات الشيعية في الجوار.

وتتواجه السعودية مع ايران بشكل غير مباشر في اليمن حيث تقود المملكة حملة عسكرية ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من طهران، وفي سوريا حيث تدعم المملكة المعارضة في مواجهة نظام بشار الأسد الحليف لطهران وحزب الله الشيعي اللبناني.

كذلك تتهم دول الخليج إيران بالتدخل بشؤون العراق من خلال المجموعات الشيعية المسلحة، وبدرجة أقل في البحرين حيث يقود الشيعة حركة احتجاجية ضد حكم آل خليفة.

وكتب عبدالله في تغريدة على تويتر "لا يمكن خليجيا السماح لميزان القوة أن تميل كثيرا لصالح إيران وعليها (دول الخليج) بذل جهد خارق لتقليم أظافر إيران المذهبية كما تم تقليم أظافرها النووية".

وأضاف في تغريدة أخرى "رغم أن الاتفاق قلم أظافر إيران النووية لكن لا بد من الخيار النووي لدول الخليج ما يعني سباق تسلح تقليدي وصاروخي ونووي سيستمر عشر سنوات قادمة".

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus