البحرين: 77% من متفوّقي الشيعة لم يحصلوا على رغباتهم في البعثات
2015-07-27 - 1:32 ص
في #البحرين شي غريب
التربية تخفي أسماء المبتعثين
لحماية خصوصية المبتعث
والداخلية تنشر صور المتهمين وكأنهم محصلين بعثة
#مجزرة_البعثات
مرآة البحرين (خاص): في العام 2011، وللمرّة الأولى منذ سنوات، رفضت وزارة التربية والتعليم في البحرين نشر نتائج توزيع البعثات الجامعية في الصحف المحلية، وحصرت معرفة النتيجة على الطلاب، كل طالب على حده، بإدخال رقمه السري، إلى موقع الوزارة على الإنترنت.
2011، هو العام الذي شهد انطلاق ثورة 14 فبراير، وحملة القمع الدمويّة ضدّها. جاء هذا القرار هو الآخر ضمن هذه الحملة، بل ضمن رؤية استراتيجية استندت بشكل واضح ومباشر على مؤامرة تقرير البندر، في محاولة لتسريع كل خططها التي وضعت قبل 2006.
استمرّت المؤامرة 5 سنوات، والنتيجة آلاف الطلّاب الذين إما استنزفت أموال أهاليهم، أو تهجّروا، أو درسوا ما لا يرغبون فيه ثم فشلوا، أو تأخّروا في الدراسة، أو تركوها كلّيا! لقد تحطّم مستقبل عديدين منهم، وصار ظلاما!
في هذا العام 2015، عدد الذين لم يحصلوا على أي من رغباتهم الثلاث الأولى، من طلاب لوحة الشرف، بل من الطلاب الذي تزيد معدّلاتهم عن 99%، بلغ حدا مجنونا، أثار ثائرة الناس! بعضهم حتّى لم يحصل على أي بعثة: مجرد منحة دراسية مقدارها 400 دينار (1058 دولار) لا تغطي 10% من تكاليف الدراسة في أي جامعة!
جليلة عبد الجليل حسن، صاحبة الترتيب الحادي عشر مكرر على البحرين، الأولى على مدرستها، والحاصلة على معدل 99.2%، لن تدرس الطب. مع أن الوزارة أعطت زميلاتها الثلاث، التي اشتركن معها في ذات الترتيب (الحادي عشر)، بعثات لدراسة الطب في جامعة الخليج العربي والكلية الإيرلندية للجراحين!
جليلة بكت بشدّة. ليس لأنّها لم تتوقع حرمانها من البعثة، ولكن لأنّها الحالة الثانية من نوعها في نفس العائلة. قبل عامين حرمت أختها من الحصول على بعثة الطب أيضا، واضطر أهلها لتدريسها على حسابهم الخاص. لا يملك أهل جليلة أن يدفعوا لها هي أيضا. هكذا يتراكم الظلم حتى داخل العائلة الواحدة!
وبخلاف الطالبة المتفوّقة فاطمة محمد علي، والتي نشرت مرآة البحرين قصّتها في تقرير مفّصل، لم تحصل شريكتها في المركز السابع عشر على لوحة الشرف، زينب السيد محمد مهدي، على بعثة الطب هي الأخرى!
مصطفى، ابن المعتقل محمد علي رضي، أحد الرموز الـ 14، ابتعث بداية إلى السجن! نشرنا كيف ذهب مرفوع الرأس، ليسلم نفسه إلى مركز الشرطة حاملا شهادة تفوّقه، كي يقضي ما تبقّى له من عقوبة (انتقام)، بعد أن أدين بـ"التجمهر"، وحكم بالسجن 3 أشهر. اختار مصطفى أن يدخل سجنه في شهر رمضان الماضي، لكي يحافظ على كل ما تبقى من أمل في اللحاق بالدراسة الجامعية.
مصطفى المتفوّق بنسبة 98.8%، والذي كان مرشّحا لبعثات ولي العهد، اضطّهد مرّتين: مرة حين دخل السّجن بشهادة تفوّقه، والمرّة الأخرى حين حرمته الوزارة من رغبته الأولى (دراسة الطب)، رغم أنّه السابع على البحرين من الذكور، ورغم أنّ الوزارة خصّصت 11 بعثة طب لطلاب المدارس الحكومية (الذكور)!
لم يقف الأمر عند المدارس الحكومية: اثنان من أرفع الطلاب المتفوّقين في المدارس الخاصّة، حاصلان على معدّل 99.9%، لم يحصلوا على الرغبة الأولى: بعثة الطب.
في مقابل كل هؤلاء، التي تؤكّد الأرقام، والشواغر، والمعايير التعليمية، أنهم هم المستحقّون لبعثات الطب، حصل 3 طلاب معدّلاتهم هي: 94%، 93%، و 90%، على بعثات لدراسة الطب!
طالبة نسبتها 97.7% لم تحصل على رغبتها الأولى لدراسة الهندسة، بينما أعطيت زميلتها الحاصلة على نسبة 94% ذات البعثة، التي لم تكن رغبتها الأولى!
يؤكّد مسح أجرته جهة مستقلّة أن حوالي 77% من الطلّاب الشيعة الذين تفوق معدّلاتهم الـ 95%، لم يحصلوا على رغباتهم الدراسية في البعثات! لم يكن بعيدا ذلك العام، الذي افتخرت فيه الوزارة بأنّها منحت كل هؤلاء رغبتهم الأولى.
أما البقيّة، فأفضلهم حظّا، طالب في المسار العلمي (فيزياء، رياضيات)، يملأ كل الخيارات الإثني عشرة المتاحة، فيحصل على رغبته الأخيرة: تخصص "سياحة"! بينما ينتهي توزيع البعثات بشواغر في ذات التخصصات التي كان يرغب في دراستها هو، والمئات من المحرومين أمثاله!
في هذا العام أيضا، لم تعلن الوزارة عن أي بعثات للخارج، سوى بعض دول الخليج! وحديثا، كشفت برقية ويكليكليس، كيف يتم ابتعاث طلاب بحرينيين إلى دول الخليج، السعودية على سبيل المثال: تبعث سفارة المنامة إلى وزارة الخارجية السعودية رسالة تؤكّد فيها أن الطالب المرشّح هو من عائلة سنّية معروفة!
- 2024-11-30 “احتراز أمني”.. ذريعة السلطات البحرينية لاستهداف المفرج عنهم بالعفو الملكي
- 2024-11-29رسول الجشي.. المشكوك في كونه بعثياً
- 2024-11-25هل تُقفل السلطة ملفات الأزمة في ديسمبر 2024؟
- 2024-11-13صلاة الجمعة.. لا بيع أو شراء في الشعيرة المقدّسة
- 2024-11-13ملك المستعمرة أم ملك البحرين: كيف تتعامل المملكة المتحدة مع مستعمرتها القديمة؟ ولماذا لم تعد تثير أسئلة حقوق الإنسان على فارس صليبها الأعظم؟