قوات الأمن تقمع تظاهرة حاولت السيطرة على "البديع" وتعتقل متظاهرين

2011-12-15 - 3:03 م


مرآة البحرين (خاص):
قمعت قوات الأمن البحرينية مجموعات من المحتجين كانوا يحاولون السيطرة على شارع البديع أهم الشوارع شرق العاصمة المنامة، وألقوا القبض على عدد كبير من المشاركين في الفعالية التي دعت إليها حركة "شباب 14 فبراير" تحت شعار "احتلوا شارع البديع"، فيما بدا أنه استلهام لشعار "احتلوا وول ستريت" في الولايات المتحدة، في حين سجل وقوع عدد من الإصابات.

                                                   قوات الأمن تعتقل أحد المحتجين
 
وقد اعتقلت قوات من الشرطة النسائية الناشطة عضو "مركز البحرين لحقوق الإنسان" زينب الخواجه، ابنة الناشط المحكوم بالمؤبد عبد الهادي الخواجه، عندما كانت تعتصم في دوار أبي صيبع. ودارت أعنف المواجهات بين قوات الأمن ومحتجين في مناطق كرانة والدراز وبني جمرة، فيما شملت الاحتجاجات غالبية القرى التي تقع على جانبي شارع البديع.

وعززت قوات الأمن وجودها بشكل مكثف منذ فترة الصباح على مداخل القرى المطلة على البديع، وشوهدت أعداد كبيرة من عربات الأمن وباصات الكوستر، إضافة إلى طائرة مروحية، في حال استنفار، في محاولة لاستباق وصول المحتجين إلى مواقع متقدمة من الشارع الذي يمثل الشريان الحيوي الذي يصل المحافظة الشمالية بالعاصمة. ونصبت عناصر الأمن نقطة تفتيش عند مبنى صحيفة "الوسط"، كما قامت عدد من وحداتها بإغلاق كوبري القدم لفصل مناطق جدحفص الديه وسنابس عن بقية قرى شارع البديع.

وعمل المحتجون على ضرب طوق سيارات على طول شارع البديع بهدف إعاقة وصول تعزيزات جديدة لقوات الأمن، وهو ما أدى إلى أن تغض الشوارع بازدحامات شديدة وصلت حتى منطقة السيف. واعتمد المحتجون إسلوب الكر والفر وتفادي الصدام المباشر مع قوات الأمن، عبر الانسحاب وإعادة التجمهر في مناطق أخرى. وقامت قوات الأمن بتمشيط عدد من البيوت في مناطق الدراز ومقابة بحثاً عن محتجين. وأظهرت مقاطع الفيديو التي صورها نشطاء إلقاء القبض على بعضهم، كما أفيد عن فرار عدد منهم من الدراز فيما كانت أيديهم مربوطة ب"الهافكري".

                                                   آثار الضرب على أحد المحتجين

وسجل وقوع عدد من الإصابات بينها إصابة في الرأس في بني جمرة، وأخرى في اليد بأبي صيبع، في حين شوهدت سيارتا إسعاف متوجهتين إلى المنطقتين. وتردد أن قوات قوات الأمن اقتحمت مجمع "كانتري مول" حيث دب الذعر والهلع في أوساط مرتاديه، وقامت بإلقاء قنابل الغاز الخانق في مواقف السيارات التابعة للمجمع، ما أوقع حالات اختناق عدة بين المواطنين.

وبدأت الاحتجاجات حوالى الساعة الثانية عندما تجمع عدد من النسوة قرب مدخل سار، ما دفع الشرطة إلى تفريقهن، وأغلقت معظم المحال التجارية الواقعة على شارع البديع مع تصاعد المواجهات بعد مرور ساعتين من موعد انطلاق الفعالية.

كذلك شوهدت سحابات كثيفة من الدخان من جراء إلقاء قنابل الغاز تغطي سماء القرى الواقعة على ضفتي الشارع، فيما شبه شهود عيان الاستنفار لدى قوات الأمن على طول الشارع الذي يطلق عليه نشطاء 14 فبراير أيضاً اسم "شارع الشهداء" بأنه أقرب إلى "الثكنة العسكرية". وهدأت حدة الصدامات مع موعد أذان المغرب، غير أنها سرعان ما تجددت لاحقاً.

                                                            جانب من المواجهات
 
وتمكن المتظاهرون ضمن محاولات متكررة من الوصول حاملي الأعلام الوطنية إلى الشارع العام عند مدخل الدراز، وفي جنوسان عند بنك البحرين الوطني، وأمام مدخل مقابة، ومدخل مجمع "الفود جاردن"، وعند دوار سار، وفي أبي صيبع قرب "كانتري مول" وأمام مجمع الهاشمي في جدحفص، وعند إشارات السنابس الضوئية، غير أن قوات الشغب سرعان ما تصدت لهم بواسطة قنابل الغاز الخانق والرصاص المطاطي وخراطيش الشوزن، إضافة إلى القنابل الصوتية.

وذكر شهود عيان أن قوات الأمن وهي تقوم بإلقاء القبض على مواطنة وابنتها عند مدخل سار، ومواطنة أخرى عند مدخل الديه بعد ضبطها، وهي تقوم بتكرار الضغط على زر "التنبية الصوتي" في السيارة على إيقاع نغمة "تن تن ترن" التي ترمز إلى سقوط الحاكم. وفرضت قوات الأمن على المتظاهرين التراجع بعد انتشارها داخل أزقة القرى بأعداد كبيرة، حيث نصبت كمائن لاصطياد المتظاهرين.

                                      زينب الخواجه لدى قيام الشرطة النسائية باعتقالها

وخطف إلقاء القبض على الناشطة زينب الخواجه الأضواء بعد أن جلست على الأرض متحدية قوات الأمن التي كانت ترابط قرب دوار أبي صيبع. ووضع نشطاء فيديوهات لعملية اعتقالها التي استخدمت فيها عناصر الشرطة النسائية، وكذلك قوات من مكافحة الشغب، في حين شوهد مصور تابع لوزارة الداخلية وهو يقوم بتصوير عملية اعتقالها كاملة. وقد رفضت الاستجابة الطوعية إلى عملية إلقاء القبض عليها، مما حدا بقوات الشرطة إلى جرها من الأرض إلى "باص" أحضر خصيصا لها، ثم اقتادوها إلى أحد مراكز الشرطة.

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus