الصحافة العربية تغطي احتجاجات عيد الشهداء.. ورئيس الوزراء يؤكد أن السعودية العمق الاستراتيجي للبحرين

2011-12-19 - 11:27 ص


مرآة البحرين (خاص):
عاد التوتر الامني ليطبع تغطية الصحف العربية والخليجية لأحداث البحرين، وقد اشارت هذه الصحف إلى القمع العنيف للتظاهرات السلمية وسقوط عشرات الجرحى وتعمد الشرطة إغراق أحياء كاملة بالغازات الخانقة التي تسببت في حالات وفاة. وقد دعت الجمعيات السياسية المعارضة إلى فتح حوار جاد مع السلطة لحل الازمة بينما واصلت الحكومة مواقفها التصعيدية إذ اعتبر الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء البحريني أن أهل البحرين يدركون أن المملكة العربية السعودية هي عمقهم الاستراتيجي وأنها كانت وستظل وتبقى السند القوي لهم.

وقد نشرت كل من صحيفة "اليوم السابع" المصريّة و"السبيل" الأردنية إضافة إلى "السفير" والأخبار اللبنانيتين خبر تجدد المواجهات وقالت "السفير": قامت قوات الأمن البحرينية بتفريق مئات المتظاهرين الذين تجمعوا أمس، على مشارف المنامة لليوم الرابع على التوالي. واقتحمت شرطة مكافحة الشغب دوار أبو صيبع عند شارع البديع حيث تجمع عدد من الرجال والنساء وهتفوا بشعارات منددة بالحكومة. والخميس الماضي تعرضت المدونة والناشطة زينب الخواجة للضرب وهي موثقة اليدين واعتقلت بينما كانت تعتصم في الدوار. واطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع قبل ان تطارد المتظاهرين بالهراوات وتخرجهم من الدوار.

وأضافت "الاخبار" اللبنانية أن جمعية «الوفاق» قالت  في بيان لها، إنه حضر آلاف المواطنيين تشييع المواطن علي أحمد رضي (22 عاماً) "الذي استشهد بسبب سيارة أمن كانت تلاحقه الخميس الماضي، في منطقتي الشاخورة وأبوصيبع."

وتابعت "عقب التشييع قمعت قوات الأمن اعتصاماً سلمياً على شارع البديع بمحاذاة قرية أبوصيبع على نحو عنيف، وأوقعت العديد من الإصابات بين المواطنين من النساء والرجال والأطفال، وأمطرت المكان بوابل من الغازات السامة والخانقة والرصاص الانشطاري والرصاص المطاطي، وانهالت على الموجودين بالهراوات وبالضرب، كما حاصرت هذه القوات مجمعاً تجارياً قريباً لجأ إليه المواطنون بعد قمعهم، لكن ذلك لم يكن شافعاً لوقف الانتهاكات.

وتابعت الصحيفة" من المناطق التي تعرضت للقمع بسبب المسيرات الاحتجاجية، بحسب المعارضة، الدراز والدير والمعامير وجدالحاج وكرانه وابوصيبع وباربار والقدم والشاخورة وجنوسان وسار وجدحفص والمصلى، ومناطق جزيرة سترة والمالكية والمقشع، والعديد من المناطق الأخرى".
وأشارت أيضاً الى أن القوات الأمنية أقدمت على «مهاجمة المصلين بصورة قاسية في موقع مسجد الكويكبات، الذي هدمته السلطات، في منطقة توبلي بالمحافظة الوسطى «ما أوقع إصابات بالغة». وأضافت إن الأمن هدم "مسجد عين رستان للمرة الثانية، بعدما أعاد الأهالي إعماره".

أما الرواية الأمنية عن الأحداث، فقالت إنه "بعد الانتهاء من تشييع جنازة المتوفى في حادث مروري قبل يومين، خرجت مجموعة من الأشخاص وحاولت إغلاق شارع البديع، ما استدعى تدخل قوات الأمن".

من جهة ثانية، أفادت وسائل إعلام بحرينية أن مواطنين أدّوا صلاة الظهر أول من أمس في عدد من المساجد التي طاولها الهدم خلال الأشهر الماضية، وأن قوات الأمن تدخلت وفرقت جموع المصلين في موقع مسجد الكويكبات في توبلي، مستخدمة الغازات المسيلة للدموع.

من ناحيتها أضافت "السفير" أن جمعية «الوفاق» المعارضة أكدت أن مناطق عديدة تعرضت «للقمع العنيف والبشع من خلال رمي الغازات الخانقة والسامة وسط الأحياء السكنية وعلى البيوت، كما سجلت إصابات عديدة من بين عشرات الجرحى، بسلاح «الشوزن» المحرم دولياً في مناطق مختلفة من البلاد». وتمت معالجة اغلب حالات الاصابة بـ«الشوزن» وبأسلحة قوات الأمن في البيوت بعد امتناع اصحابها عن الذهاب للمستشفيات بسبب محاصرة المناطق وخشية تعرضهم للاعتقال.

وأكدت «الوفاق» أن «إغراق المناطق والاحياء بالغازات السامة والخانقة من قبل قوات الأمن فيه تهديد مباشر لحياة وسلامة المواطنين وهو أحدى طرق القتل البطيء للناس، الأمر الذي تتحمل السلطة كامل مسؤوليته، إضافة إلى أنه برسم المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية»

على المستوى السياسي، أضافت "الاخبار" : أكّدت الجمعيات السياسية المعارضة (وعد والتجمع القومي والتجمع الوحدوي والإخاء والوفاق)، عقب اجتماعها أول من أمس، على "فتح حوار جاد مع الحكم للخروج من الأزمة السياسية. حوار يقوم على تنفيذ إصلاحات سياسية ودستورية شاملة وجذرية".
وقالت، في بيان لها، إنها تجدّد «مواقفها من توصيات اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق، التي نجد فيها أساساً مقبولاً لإعادة الحق إلى أصحابه، وإطلاق سراح جميع المعتقلين، وإعادة جميع المفصولين، وتعويض المتضررين وإجراء إصلاحات واسعة في الأجهزة القضائية والنيابية والأمنية»، لكنها أضافت إن «تأليف اللجنة الوطنية المكلفة بمتابعة وتنفيذ التوصيات، التي يفترض تأليفها من ممثلي الحكومة والجمعيات السياسية المعارضة ومؤسسات المجتمع المدني، جرى الالتفاف عليه من خلال الأمر الملكي، الذي أوكل إلى اللجنة دوراً استشارياً يقتصر على تقديم الاقتراحات فقط، كما أن تشكيلة اللجنة خالفت التوصية، إذ لم توجه الدعوات قبل تأليف اللجنة الى الجمعيات المعارضة، ومؤسسات المجتمع المدني ولم يجر التشاور معها، كما أن التشكيلة النهائية للجنة خلت من أي وجود ملموس لهذه الجمعيات والمؤسسات".

//رئيس الوزراء : أمن السعودية والبحرين كل لا يتجزأ //

ونشرت صحيفة "الرياض" السعودية مقابلة مع رئيس الوزراء البحريني الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة عشية انعقاد القمة الخليجية في الرياض واطلق خلالها مجموعة من المواقف أزاء الازمة في البحرين وأشاد بما اسماه "الدور الرائد للمملكة  في مساندة البحرين، والتأكيد على أن أمن البلدين الشقيقين، كل لا يتجزأ، مما كان له الأثر الكبير في لجم التدخلات وإحباط التحركات التي استهدفت مملكة البحرين".

وأضاف "ان مواقف القيادة السعودية والشعب السعودي الشقيق لم تكن يوما بالأمر الغريب على أهل البحرين، الذين يدركون أن المملكة العربية السعودية هي عمقهم الاستراتيجي، وأنها كانت وستظل وتبقى السند القوي، والحصن المنيع الذي لا يخترق، دفاعا عن الحق ودحراً للباطل، ومن أن المملكة العربية السعودية لا تخشى في الحق لومة لائم، ولا يثنيها عن أداء دورها التاريخي أية موانع أو ضغوط من أي طرف كان".

وتابع رئيس الوزراء البحريني "إن الأحداث الأخيرة التي شهدتها البحرين مثلت اختبارا لقدرة منظومة مجلس التعاون على حماية الأمن والاستقرار لجميع دول المجلس، وأكدت أننا صف واحد، وأن تلاحمنا هو الحصن المنيع في مواجهة أية أخطار، وعلينا أن نستخلص من مثل هذه الأزمات العبر والدروس التي تقوي من قدراتنا الأمنية حتى نواصل مسيرة العمل والإنجاز".

كما أكد "أن الدولة تعاملت مع الأزمة التي حدثت مؤخرا في البحرين بأعلى الدرجات من ضبط النفس." وقال "إن عودة الأمن في الشارع البحريني تصدرت الأولويات، فلا استقرار بدون أمن، ولا تنمية اقتصادية بدون أمن واستقرار"، مشيرا إلى أن من أثاروا هذه الأزمة كانوا يدركون أن زعزعة الأمن والاستقرار، هو السبيل للانقضاض على الدولة واختطافها، ولذلك حدث ما شهدناه".

وقال الامير خليفة "إن قبول مملكة البحرين لتوصيات تقرير لجنة تقصي الحقائق ومبادرتها بتنفيذ توصياته، قد أكد للجميع أنه ليس لدينا ما نخفيه، وأننا نعتمد على مصارحة الشعب، ولا نخفي عنه أو عن العالم شيئا". كما دعا  كافة الأطراف إلى الارتقاء إلى مستوى المسئولية والتحديات التي تواجه مملكة البحرين، وعدم الانصراف إلى المصالح الضيقة على حساب المصلحة العليا للوطن وفق تعبيره.

وفي المقالات التحليلية، نشرت صحيفة "الجزيرة" السعودية موضوعاً عن القمة الخليجية في الرياض للكاتب خالد بن حمد المالك اعتبر فيه القمة استثنائية الزمان والمكان وقال : " شهد هذا العام الذي لم يبق لنا منه سوى الثلث الأخير من شهره الأخير، زلازل عاصفة وتطوّرات متلاحقة هزّت بعض العروش وأنهت بعض الأنظمة ومزقت بعض الدول، بينما كانت دول مجلس التعاون هي الوحيدة بين الدول العربية التي ران على مشهدها وأوضاعها الهدوء والسكينة باستثناء التدخل الإيراني، وما أسفر عنه في مملكة البحرين الشقيقة من تخطيط فاشل لخلط الأوراق وإثارة الفتنة هناك!.
 
وفي سياق متصل ، ذكّرت صحيفة "الجزيرة " في جردة لمواقف مجلس التعاون الخليجي لمناسبة مرور ثلاثين عاماً على قيامه، بمواقف المجلس الداعمة للبحرين خصوصاً في اللقاء التشاوري الثالث عشر في مدينة الرياض في أيار /مايو الماضي والوقوف صفا واحدا في مواجهة أي خطر تتعرض له أي دولة من دول مجلس التعاون، وتأكيد المجلس على أن "مسئولية المحافظة على الأمن والاستقرار هي مسئولية جماعية بناء على مبدأ الأمن الجماعي، وحيث إن أمن دول المجلس كل لا يتجزأ فقد جاء دخول قوات درع الجزيرة لمملكة البحرين التزاما بالاتفاقيات الأمنية والدفاعية المشتركة".

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus