خطب الجمعة: "قاسم" يتصدر وقفة للتنديد بهدم المساجد..و"المحمود" يطالب بدستور اتحادي

2011-12-23 - 12:47 م


مرآة البحرين (خاص): صعد خطباء الجمعة الشيعة اليوم من موقفهم الاحتجاجي إزاء هدم المساجد، واستمرار الدولة في قمع المحاولات الشعبية لإعادة بنائها، ونفذوا وقفات احتجاجية عقب انتهاء صلاة الجمعة أمام مقار الجوامع في العاصمة (المنامة) والدراز والدير وسند، إضافة إلى مناطق أخرى.

فيما اهتم خطيب جامع عائشة أم المؤمنين في الحد الشيخ عبداللطيف المحمود بالتشديد على دعوة العاهل السعودي إلى انتقال دول مجلس التعاون الخليجي "من التعاون إلى الاتحاد"، معتبراً أنها "أفرحت أهلنا في دول التعاون". وشارك الشيخ عيسى أحمد قاسم في الوقفة الاحتجاجية أمام جامع الإمام الصادق بالدراز، إلى جانب شخصيات دينية أخرى، منددين بتمادي الحكومة في سياساتها إزاء المساجد.

كما شارك رجال دين آخرون في وقفات مماثلة للسبب نفسه أمام مسجد مؤمن في المنامة، وجامع الخيف في الدير وكل من مسجد الغدير وجامع أهل البيت في سند، فيما رفع المشاركون لافتات كتب عليها "المساجد خط أحمر". وتطرق قاسم في خطبته إلى الذكرى الخامسة لرحيل شيخ انتفاضة التسعينات عبدالأمير الجماهير، قائلاً "إنه كان واحداً من أبرز صناع الوعي والروح الثورية". وقال "استقطب (الجمري) الجماهير للدفاع عن حقوق الشعب واستمات في ذلك من أجل الوطن، ودفع من أجل ذلك سلامته وصحته".
وأضاف في سياق آخر بخصوص دعوات الفرقة "الشعب هنا شعب واحد لا شعبين. ومن المعيب أن يقبل أحد أن يكون من أدوات بث الطائفية". وتابع بهذا الصدد "نحن نعلم أن الحكومات تسعى لتفريق الشعب وتواجه الدعاة لهذه الوحدة بالكذب والبهتان. علينا جميعاً أن نسعى للوحدة". 

وشدد على أن "هذا الشعب لا يطالب بديمقراطية شيعية أو سنية"، معتبراً أن "الديمقراطية في مجالها السياسي لا مذهب لها، وهي لصالح كافة أبناء الشعب، وهي إن ضرت فهي تضر الحكومات الظالمة والمنتفعين منها" على حد تعبيرها.

قاسم: حكومة ترفض الإصلاح

من جانب آخر، انتقد قاسم العنف المفرط الذي يمارسه الحكم بإزاء المحتجين، متسائلاً "ماذا بقي لهذا الشعب من حرية التعبير وحرمة الدم. من كرامة، من حرمة مسجد وقرآن وصلاة؟". وأضاف في السياق نفسه "ألم يواجه المصلون وهم مقبلون ع الصلاة؟ ألم تهدم المساجد ويهان القرآن؟ ما الذي بقي لم تمارسه هذه السلطة في حق هذا الشعب الكريم؟".

وتابع موضحاً "لقد رأى العالم كيف تمت إهانة النساء في المجمع التجاري (الكاونتري مول)، وكيف تسحب (الناشطة الحقوقية عضو مركز البحرين لحقوق الإنسان) زينب الخواجه بطريقة مهينة، وكيف يقمع هذا الشعب بوحشية".

وقال "إن ذلك يحدث بعد تقرير (رئيس اللجنة الملكية لتقصي الحقائق محمود شريف) بسيوني وبوجود لجنة الأمم المتحدة (المفوضية السامية لحقوق الإنسان)". وتابع قاسم "نحن أمام حكومة ترفض الإصلاح، وهي تقول للشعب بلغة عملية إنها لن تقدم له أياً من مطالبه".

وخاطب الدول الغربية "نقول للدول الكبرى والمنظمات الحقوقية: هل شعب البحرين شعب نشاز عن بقية شعوب العالم ومطالبه غير محقة وحينها تطلب من الحكومة مزيدا من القمع"، مطالباً إياها "أن تفعّل أدوات الضغط لانقاذ هذه الشعب وتحقيق ما يعتبرونه حقوقاً إنسانية" وفق تعبيره.

المحمود: ضرورة وجود دستور اتحادي

من جهة أخرى، توقف رئيس تجمع الوحدة الوطنية الشيخ عبداللطيف المحمود في خطبته ليوم الجمعة عند الدعوة التي أطلقها الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في الدورة (32) لقمة مجلس التعاون التي التأمت منتصف هذا الأسبوع في العاصمة السعودية الرباض.

وقال "فرح أهلنا في دول مجلس التعاون الخليجي بالدعوة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين في اجتماع القادة للانتقال من التعاون إلى الاتحاد بعد أن اتضحت لكل ذي عقل معالم الخطر الذي يحيق بنا كأمة عربية وأمة إسلامية".

وأضاف "الحمد لله الذي هدى قادتنا لهذه الدعوة الربانية ونسأل الله تعالى أن يوفقهم ومستشاريهم لتطبيق هذه الوحدة على أسس راسخة تمنع كيد الكائدين وحقد الحاقدين وحسد الحاسدين". وطالب بأن يبنى الاتحاد على ما أسماها "أسساً قويمة"، وهي وفق ما أوضح "التمسك بالروابط العربية الإسلامية" و"المحافظة على اللغة العربية باعتبارها لغة القرآن" و"الابتداء بما يتفق عليه ويسهل تنفيذه".

كما نبه المحمود إلى أهمية "وجود دستور اتحادي ينظم العلاقات بين دول الاتحاد، إضافة إلى الدساتير الخاصة بكل دولة" و"مشاركة شعب كل دولة في القرارات المصيرية مشاركة فعلية حتى لا تنقض من قريب، ويتحقق ذلك بالاستفتاءات الشعبية التي تبين توجهات شعب كل دولة من هذه الدول".

ودعا إلى "مشاركة الشعوب في الثروات العامة" و"إشاعة العدالة الاجتماعية بين أبناء هذه الدول التي تعني المساواة في الحقوق والواجبات السياسية والاقتصادية والقانونية والاجتماعية".

وأكد على ضرورة "احترام المذاهب الدينية والأديان وأتباعها واحترام مشاعر الآخرين وحقوقهم"، إضافة إلى "الأخذ بنظام المساءلة لكل من يتولى منصبا من المناصب التنفيذية في دولة الاتحاد كما في كل دولة" على حد تعبيره.

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus