2011 عام مكارثية الثقافة البحرينية: مثقفون يشُون بزملائهم.. وعلي خليفة شاعراً أمام الملك: ابطش!

2012-01-04 - 8:09 ص



من اليمين: الأنصاري، على خليفة، مي ابراهيم الخليفة(وزيرة الثقافة)


جابر الأنصاري يدير ب"الريموت" تطهير "أسرة الأدباء".. والعصى لمن عصى

مرآة البحرين (خاص): كان المثقفون البحرينيون هدفا مع شعبهم لحفلات العقاب الجماعي التي أقامتها السلطة. فيما جاء قسط ليس بالهين من العقاب على أيدي زملاء لهم، المثقفين أيضاً! فكان اعتقال الناقد عضو أسرة الأدباء فهد حسين، وكذلك الفنانين عضو جمعية البحرين للفنون التشكيلية مهدي البناء، وجمعية البحرين للفن المعاصر محسن الغريب. كما اعتقل أيضاً الشاعر علي البقالي والشاعرة آيات القرمزي. واستدعي إلى التحقيق كل من المحررين الثقافيين علي القميش وباسمة القصاب. وأيضا الفنانة هدى حسين صاحبة الأغنية الشهيرة "ياحبيبي سوف أحكي لك عن ليل المحرق"، كما فصلوا جميعاً من العمل. وطالت عمليات الفصل أيضاً عضوي أسرة الأدباء إبراهيم سند ونعيمة السماك، و"الماكيير" ياسر سيف والعازف الموسيقي أحمد الغانم والفنان التشكيلي عباس يوسف ومصمم الجرافيك موسى حسن. كما فصل الممثل أمير دسمال والفنان المسرحي جاسم عبدعلي والمخرجان حسين الحليبي وأحمد الفردان. في حين أجبرت الشاعرة سوسن دهنيم على الاستقالة من صحيفة "الوطن"، وكذلك الشاعر مهدي سلمان من "الأيام". فيما أوقف كل من الكاتبين سكينة العكري وجليل العابد عن العمل.

لون من خيانة المثقف
 
محمد جابر الأنصاري
وتصدى مستشارا الملك محمد جابر الأنصاري وعلي عبدالله خليفة إلى الجانب الآخر المظلم، فهددا أسرة الأدباء والكتاب بإغلاقها لقيامها بإصدار بيان في 10 مارس/ آذار تبنت فيه مطالب: "الملكية الدستورية"، "حل الحكومة"، "دستور ديمقراطي" و"محاسبة المفسدين".
 
وفرضا على مجلس الإدارة الذي ترأسه أحمد العجمي قائماً بأعمال الرئيس بعد إزاحة علوي الهاشمي المقرب من السلطة لمعارضته بياناً يدين مجزرة دوار اللؤلؤة 17 فبراير/ شباط، تحت ضغط عريضة كاذبة، فرضا تبنّي بيان "مهين" باسم الأسرة، وإلا فسيتم إغلاقها. وجاء في البيان الذي رفض علي خليفة إجراء أي تعديلات عليه ونشر في 4 أبريل/ نيسان: "الواجب الوطني يقتضي على أسرة الأدباء والكتاب أن توضح أن دورها في المجتمع ثقافيًا وأدبيًا وليس سياسيًا (...) كل من طرح خلال الأحداث رأيا أو شارك في ممارسة خلاف هذا الموقف فإنما يمثل رأيه الشخصي ولا يمثل رأي أسرة الأدباء والكتاب ككيان أدبي نأى بنفسه طيلة أربعين عاما عن اتخاذ أية مواقف تجاه القضايا السياسية محليـًا واقليميا وعربيا".


 

علي عبدالله خليفة
 

كما قاد الأنصاري وخليفة أيضاً مشروعاً لعقد اجتماع "استثنائي" لعمومية الأسرة من أجل محاسبة وإزاحة مجلس الإدارة الذي تبنى، إضافة إلى بيان 10 مارس/ آذار، بياناً آخر في 17 فبراير/ شباط يدين "المجزرة الوحشية التي أقدمت عليها آلة النظام فجر الخميس 17 فيراير/ شباط 2011، والتي راح ضحيتهاعدد من الشهداء والجرحى والمفقودين من شعبنا"، إضافة إلى عريضة باسم المثقفين في 18 فبراير/ شباط وقعها ما يزيد على 120 مثقفا وفنانا وأديبا منمختلف الحقول، وأكدت على "حق الشعب في التعبير السلمي عن مطالبه وندين بأقسى العبارات استخدام كافة أشكال القوة والعنف ضده". كما شاركت الأسرة فيالدعوة إلى مسيرة منظمات المجتمع المدني 19 مارس/ آذار، وأيضاً في وقفة احتجاجية أقيمت في مقر الأسرة بمنطقة الزنج.

وفعلاً فقد انعقد اجتماع غير قانوني في 9 يونيو/ حزيران بحضور 18 من أصل 83من أعضاء الأسرة، وجيء بإدارة جديدة موالية بالكامل إلى السلطة ترأسها إبراهيم بوهندي.






مثقفون ووشاة
 
يوسف الحمدان
وشارك المخرج عضو مسرح الصواري يوسف الحمدان من خلال موقعه في وزارة التربية والتعليم  ضمن حملات الوشاية على زملائه المثقفين، ما أدى لفصلهم أو توقيفهم عن أعمالهم. وشارك إبراهيم بوهندي وفوزية رشيد وعلي خليفة 1 مايو/ أيار في محاكم تلفزيون البحرين التي أقيمت على الهواء ضد المثقفين الذين ناصروا الحركة الاحتجاجية، ضمن البرنامج المعروف ب"الراصد" الذي وصفه تقرير بسيوني بأنه "مهين وحاط بالكرامة".
 
كما ألقى علي خليفة قصيدة في المحرق أمام ملك البلاد لدى زيارته لها بعد فرض قانون السلامة الوطنية يونيو/ حزيران 2011، طالبه فيها  ب"البطش" وعدم  الصفح مع من أسماهم "الأنذال". وجاء فيها: "لاتنتظر طال عمرك أي رجا من فكر بايت سمل/ لاتحتزم بالذي أبصار قلبه سمل/ خلك على ما يريد الشعب للناس أمل/ وابطش على كل ظالم لاتهادن نذل".





خالد الرويعي
 
 
فوزية رشيد
وشحذ كل من أعضاء الأسرة خالد الرويعي ويوسف الحمدان وكمال الذيب وفوزية رشيد الأقلام في أعمدتهم الدورية بالصحافة للدفاع عن السلطة، وتبرير حملتهاالأمنية خلال فترة السلامة الوطنية، تحت ذريعة أن ما حصل "مؤامرة دبرت بليل" وأن اختيار "دوار اللؤلؤة" لتمركز المعتصمين لم يكن عفوياً بل جزءاً من المخطط. يقول الرويعي "سيكون من الصعب أن نستوعب العفوية التي يروج لها البعض في اختيار الزمان والمكان، إذ المخطط على أرض الواقع تم تصديره، وما تبقى سيكون محصوراً في هندسة كيفية التدافع البشري واتخاذ هذا المكان رمزاًبأي شكل من الأشكال"، كما عبر في مقال بصحيفة "الوطن" 12 يونيو/ حزيران.

كما حاول استعمال بيان وضعه الشاعران قاسم حداد وأمين صالح في 2 مارس/ آذار، وحوى نقداً إلى المحتجين والسلطة سواءاً بسواء: "سالت الدماء الشجاعةوالنبيلة من أجسام شجاعة ونبيلة أبت أن تمرّ أمامنا مثلما يمرّ الحدث العابر. لا، ليسوا رقماً ولا عدداً (...) لا نتفق مع بعض الشعارات المرفوعةفي الشارع، تلك الشعارات العنيفة التي تدعو إلى إسقاط النظام الآن وفوراً"، استعماله غرضياً.

وقاد مشروعاً لجعل البيان بمثابة عريضة سعى إلى أن يستجلب لها التوقيعات، إلا أنه أخفق في إقناع شخصيات وازنة في الوسط الثقافي. فلم يظفر بغير 60 توقيعاً "من كل بستان زهرة". ولم يقف قاسم وأمين موقفاً صارماً بإزاء هذا الاستعمال الغرضي، فأُقحما بذلك عنوة في سوق الاصطفافات، فيما كان يأمل مثقفون منهما، أن يكونا فوقها، لمكانتهما في الحياة الثقافية.
 


استقالات جماعية
وفيما قام علي خليفة بإقحام أسماء كاذبة في عريضته لعقد اجتماع غير عادي لعمومية أسرة الأدباء، فقد أدى ذلك إلى استقالة كل من قاسم حداد وأمين صالح وخلف أحمد خلف من الأسرة. ولم تمض أيام حتى كرت سبحة ما يمكن عدها أكبر استقالة جماعية في تاريخها، وبين المستقيلين: فريد رمضان، عبدالله جناحي، فوزية السندي، كريم رضي، علي الديري، علي الجلاوي، حسين السماهيجي، أحمد العجمي، إيمان أسيري، حسين فخر، مهدي سلمان، سوسن دهنيم، أحمد رضي، عبدالعزيز الموسوي، إضافة إلى آخرين.

من جهة أخرى، فقد عاد كل من قاسم حداد وأمين صالح وخلف أحمد خلف وإبراهيم غلوم وحمد المناعي ونعيم عاشور بعد أيام ليوقعوا رسالة يطالبون فيها مجلس الإدارة الجديد  ب"التريث ومراجعة قرار تغيير مسمى أسرة الأدباء (الذي فرضه علي خليفة في اجتماع عمومية الأسرة 9 يونيو/ حزيران لمحو ذكرى سيئة لمواقفها المناصرة إلى حراك 14 فبراير/ شباط، على غرار هدم دوار اللؤلؤة) دون أن يكون ذلك مدرجاً أصلاً في جدول أعمال الاجتماع، كما لم ينل ما يستوجبه من نصاب قانوني لإقراره باعتباره تعديلا على النظام الأساسي للأسرة". وفي موقف منهم، فقد حرصوا في الرسالة على مخاطبة رئيس الأسرة الجديد إبراهيم بوهندي ب"رئيس أسرة الأدباء والكتاب" وليس "رئيس اتحاد أدباء وكتاب البحرين"، كما جرى إقراره في انعقاد الجمعية العمومية غير القانوني، وذلك فيما بدا على أنه موقف من القرارات التي خلص إليها الانعقاد.

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus