من يموّل حملة "هذه هي البحرين"؟

2015-10-06 - 3:59 ص

مرآة البحرين (خاص): رغم أنّ بيتسي ماتيسون، الأمين العام لاتحاد جمعيات المغتربين في البحرين، والمسئولة عن تنظيم حملة "هذه هي البحرين"، أنكرت تلقّيها أيّ تمويل من الحكومة البحرينية، إلّا أنّها لم تفصح أبدا عن مصادر تمويلها الغامضة، ولا يوجد موقع على الإنترنت يخص الحملة، ولا الاتّحاد، بحسب ما لاحظ المدوّن البحريني محمود اليوسف، الذي طرح تساؤلات عن من أعطى هؤلاء الصلاحية للحديث عن البحرينيين والحكومة البحرينية، مشيرا إلى أن الغموض يحيط هذه المنظّمة وحملتها وتمويلها بشكل مزعج.

فعلى نفقة من يسافر هؤلاءالـ 200 شخص، ويسكنون، ويترفهون، ويتسوحون، ويقدمون الهدايا، وينتدون، ويقيمون المؤتمرات والمعارض (معرض واشنطن ضم أكثر من 50 جناحا)، ويوزعون المطبوعات والكتب؛ بل ويوقعون الاتفاقيات؟

كم كانت الحملة تخطط أن تدفع للمنظّمة الصهيونية "ميمري"، حتى تقبل باتفاق التعاون، وتبدأ بالعمل في تلميع صورة النظام وضرب سمعة المعارضة في الخارج؟ كيف كان سيدفع هذا المبلغ، ومن سيدفعه؟

مصروفات لا بد أنها تقدّر بملايين الدنانير بعد هذه الجولات، في 5 دول كبرى.

كان من الواضح لجميع المراقبين (بمن فيهم صحافيون موالون) أن الحكومة تقف خلف تمويل هذه الحملة، كما أن مختلف الجهات (حتى على الصعيد الدولي) تتعامل مع الحملة على أنّها تتحدّث باسم الحكومة البحرينية، وتمثّلها، فالوفد يضم ممثلين عن جميع الوزارات والهيئات الحكومية، فهل ذهب هؤلاء على حساب "الأجانب" المقيمين في البحرين؟

فضلا عن مشاركة مسئولين كبار في الحكومة، ومجلسي الشورى والنواب، والأوقاف السنّية والجعفرية، والمحافظات، وغرفة التجارة والصناعة، وشركة نفط البحرين بابكو، وحتى مستشفى الملك حمد (الذي يديره الجيش)، فقد استقبل الملك المنظمين والمشاركين في هذه الفعاليات، وقال علنا خلال استقبالهم إنّه يؤكّد على "تقديره ومساندته" للحملة.

هذه هي البحرين


وكانت رئيسة الحملة قد قالت علنا في أحد خطاباتها إن "هذه الفعالية تقدير "للدعم الكبير" الذي أولاه عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة للاتحاد وأنشطته".

وسبق للاتحاد أن نظّم فعالية بتمويل من ناصر بن حمد، نجل الملك البحريني.

ووصل الكرم الحاتمي في الترويج للبحرين، لأن تقيم الحملة "بشكل تطوّعي"، في جولتها بفرنسا، معرض "إضاءات من حياة نجل الملك خالد بن حمد آل خليفة"!

لماذا يريد "اتحاد جاليات" أن يوفر "فرصة لعرض منتجات وإنجازات الوزارات والهيئات الحكومية والترويج لمملكة البحرين في الخارج"، ثم كيف يستطيع الوصول إلى مسئولي دول كبرى من خلال هذه الفعاليات، ويحظى بكل التسهيلات في البحرين وحتى في الدول المضيفة، سواء من الأجهزة الدبلوماسية البحرينية أو بعض المسئولين الأجانب؟

الراعي الرئيس: صاحب فنادق متّهم بإنشاء شبكة دعارة

مع ذلك، وبعد صمت طويل عن مصادر تمويلها، تحدثت بيتسي ماتيسون بشكل مفاجئ، عن "راع رئيس" للحملة، في جولتها ببلجيكا يناير/كانون الثاني 2015.

ظهر اسم رجل الأعمال البحريني فاضل البدو، إلى جانب اسم الحملة، لأول مرة منذ حينها. واستقبله الملك البحريني مع وفد الحملة في مارس/ آذار الماضي، متقبلّا هديته التذكارية، ومثنيا عليه.

فاضل البدو

ولكن من هو فاضل البدو؟

البدو هو مستثمر فندقي، صاحب مجموعة الفرسان، التي تملك عددا من الفنادق في البحرين. ربما هو شخص مغمور، لم يعرف عنه سوى أنّه ترشّح في الانتخابات النيابية الماضية (2014) وخسر، وأنّه عارض بقوّة قرار وزيرة الثقافة مي آل خليفة، غلق مرافق الفنادق الثلاث نجوم في البحرين، أي الحانات والمراقص، والتي كان فندقه من بينها.

لكن الصحف ووسائل الإعلام المغربية، كان لها رأي آخر في فاضل البدو، مموّل بعض جولات "هذه هي البحرين" - في الظاهر على ما يبدو -

ففي العام 2012، بدأ اسم فاضل البدو يصبح مألوفا على عشرات المواقع والصحف، بعد قضية أثارت ضجة كبيرة في المغرب، إثر نشر صحافيين تحقيقا عن إجبار مغربيات على ممارسة الدعارة في البحرين. الشهادات التي أوردها التحقيق، هي من فتيات مغربيات اتّهمن مالك مجموعة فنادق الفرسان (فاضل البدو) بإرغامهن على ممارسة الدعارة!

القضية حملت تداعيات كبيرة، اعتقل إثرها الصحافيان، بعد أن تبيّن أن مسئولين كبارا في المغرب، أعضاء في شبكة الدعارة هذه. كسب الصحافيان تعاطف المنظمات المدنية في المغرب، التي أقامت فعاليات واحتجاجات تضامنا معهما، كما رفع أحدهما (عبد الوفي العلّام) قضيّته لمنظّمة العفو الدولية.

الصحافي العلّام قال إن هذه الشبكة تقوم بتهجير الفتيات المغربيات إلى البحرين بداعي العمل "ليصطدمن بواقع ممارسة الدعارة بشكل ممنهج ومنظم ورغما عنهن، عن طريق الاحتجاز في فندق الفساد والدعارة الذي يسمى سلسلة "فنادق الفرسان" بالبحرين لمالكه محمد فاضل حسن البدو، مما حدا بإحدى فتياتنا للهروب من الفندق المذكور وهي عارية وفي حالة سكر، وقد نشرت هذه الحادثة الصحافة البحرينية في حينها" حسبما قال.

عبد الوفي العلام أنشأ على ما يبدو موقعا صحافيا يديره بنفسه، تحت اسم "ريحانة برس"، وزعم في خبر أن النيابة تلاحق فاضل البدو في قضية دعارة، كانت الصحافة المحلّية قد نشرت عنها العام 2012.

وفي الواقع، ففي نفس العام الذي اعتقل فيه الصحافي وانتشر الحديث عن فنادق الفرسان والمستثمر فاضل البدو، كانت النيابة العامة البحرينية قد صرّحت فعلا بأنها أمرت بحبس 32 متهما ومتهمة في قضية دعارة، وأمرت بضبط وإحضار متهم هارب هو مستثمر الفندق الذي كانت تدار فيه هذه الأعمال، كما قررت إغلاق الفندق المذكور بالشمع الأحمر.

فنادق الفرسان لا زالت تعمل، وفاضل البدو حر طليق. ولكن، عند البحث في "غوغل" عن الكلمات المفتاحية التالية: فاضل البدو + دعارة، تظهر نتائج مبهرة، تكشف جليّا شرف "هذه هي البحرين"، من يرعاها، من يدعمها، ومن يقف خلفها.

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus