"وزارة الثقافة" تفشل ذريعاً في أول اختبارات المنامة عاصمة الثقافة

2012-01-05 - 1:13 م



مرآة البحرين (خاص): فشلت وزارة الثقافة البحرينية في التغطية على الهاجس الأمني السائد في أنحاء المملكة وإعطاء إحساس فعلي بالمنامة عاصمة الثقافة 2012. وما تزال البرامج التي اضطرت اضطراراً إلى الإعلان عنها هزيلة بل تافهة، ولا ترقى إلى حدث بهذا المستوى من الأهمية.

وفي حين، كان يُنتظر إعلانها عن أجندة حافلة تناسب زخم ما شاهدناه في احتفالات تدشين العواصم السابقة، فقد جاءت الأجندة فقيرة وخالية من أي جديد، فهي نفسها الفعاليات التي تقام كل سنة، وما جرى في الحقيقة ليس سوى إعادة توظيب وإقحامها في جدول عاصمة الثقافة.

وفيما اختارت التشكيل ثيمة إلى شهر يناير/ كانون الثاني الحالي، فإننا لانعثر في خطة الوزارة من أجل إخراج هذا الثيم على أي شيء لافت؛ بل وجدنا إقحاماً لفعاليات سابقة كانت تقام في مثل هذا الوقت من كل سنة، مثل "سبموزيوم النحت الدولي" جوار المتحف الوطني، وهو حدث سابق، يتم تنظيمه مرة كل سنتين، وعادة ما يقام متزامناً مع "ربيع الثقافة" في الأول من مارس/ آذار.

والحاصل هو أن الوزارة قامت فقط بتقديم موعد انعقاده، فيما جرى تسليم إدارته للمرة الألف إلى الفنان رئيس جمعية البحرين للفنون التشكيلية علي المحميد الذي يكاد يصبح "أمير" السمبوزيوم المعشعش، فلا تنقصه إلا خيوط عنكبوت وحمامة يعقدهما معاً من حوله، والسلام. وكذلك كان الحال مع الفعالية الأخرى المتمثلة في "المعرض السنوي للفنون التشكيلية"، فهو أيضاً معرض سنوي يجاوز عمره الثلاثة عقود. فيما لم يظهر أن الوزارة قامت بإدخال أية إضافات لافتة على شكل تنظيم المعرض، فرئيس لجنة التحكيم هو نفسه الرئيس "المؤبد" ابن العائلة المالكة راشد بن خليفة آل خليفة، الذي يشتكي منه الفنانون كل سنة.

أما النشرة الثقافية التي جاء الإعلان عن إصدارها، كما لو كانت فتحاً وضربة معلم في عالم الصحافة الثقافية، فهي أيضاً قديمة وقد أسسها وكيل الوزارة السابق محمد البنكي، لتغطية فعاليات الوزارة الشهرية، وهي أشبه بنشرات العلاقات العامة، ولا تحمل أية قيمة.

وواضح من الفعاليات المتبقية إخفاق الوزارة في إقناع أية شخصيات ذات باع في عالم التشكيل. ما اضطرها إلى الطلب من إحدى فنانات العائلة المالكة الأردنية، وهي الأميرة وجدان لإلقاء محاضرة ذات عنوان مضحك عن "التجربة الدبلوماسية والتشكيل" تلقيها في 25 من الشهر. وكذلك استضافة معرض فني إلى الجمعية الفنية التي تترأسها، وهي "الجمعية الملكية للفنون الجميلة". واسم الجمعية ومن وراءها يكفي المتأمل!

في حين تأتي الانطلاقة الفعلية إلى المنامة عاصمة الثقافة في 9 الجاري بمحاضرة فنية إلى  مدير الترويج بمؤسسة بايلر الفنية جيمس كوش عن "مسارات التجريب الفني ودور الترويج التشكيلي". وترشيداً للنفقات، فقد قامت الوزارة باستغلال فرصة تواجده في المنامة، وطلبت منه مشاركة راشد آل خليفة في تحكيم أعمال المعرض السنوي. إن هذا كل ما لدى وزارة الثقافة للشهر الأول من "المنامة عاصمة الثقافة"، والعوض على الله!


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus