آثار الغاز المسيل للدموع على النساء: إجهاض وحمل غير مكتمل

2012-01-05 - 3:45 م



مرآة البحرين: كانت فاطمة، الحامل بطفل في شهره الثالث، وزميلها الموظَّفيْن في المرفأ المالي في العاصمة المنامة عندما توافد آلاف المحتجين الى الشوارع خارج المرفأ، فصعدا إلى سطح أحد المباني الصغيرة لمشاهدة التظاهرة عن قرب. فجأة، أطلقت قوات الأمن الغازات المسيلة للدموع على المتظاهرين. أصيبت فاطمة بالإغماء. وبعد أسبوعين، ذهبت فاطمة إلى طبيبها الذي اكتشف بعد فحصها بأن جنينها قد توفي، وتبين لاحقا أن زميلتين لفاطمة حاملتين، كنّ معا في اليوم نفسه، قد توفي طفللاهما من جراء تعرضهن للغاز المسيل للدموع.

فاطمة تشكل حالة أوردها تقرير نشرته صحيفة "وومن نيوز نتوورك" بعنوان "الإفراط في استخدام الغاز المسيل للدموع يهدد النساء المحتجات"، يستعرض الآثار الخطرة للتعرض للغاز المسيل للدموع، وأبرزها حالات الإجهاض والحمل غير المكتمل للنساء. ويذكر التقرير أن "مركز البحرين لحقوق الإنسان" تلقى العديد من التقارير عن هذه الحالات في المناطق التي استعملت فيها قوات الأمن البحرينية الغاز المسيل للدموع والمواد الكيميائية الخطرة، مضيفا أن بعض هذه التقارير ربط مباشرة بين إجهاض الحوامل والتعرض للغاز المسيل للدموع، حيث أبلغ المركز بـ21 حالة إجهاض وحمل غير مكتمل بين شهري مارس ونوفمبر الماضيين.


ويلفت التقرير إلى أن المادة الكيميائية المعروفة باسم أورثو - 2 (أو كلورو الميثيلين - (CS) تستخدم كمكون نشط للغاز المسيل للدموع وتستعملها حاليا قوات الأمن البحرينية، وهي إحدى العوامل الكيميائية المعروفة من قبل الخبراء بأنها "عامل الاختناق"  وجزء من "عوامل الحرب الكيميائية" التي تستخدمها الشرطة وقوات الأمن العديد من أنحاء العالم ومنها البحرين.


ويوضح التقرير أن هذه المواد تم استخدامها في الاحياء والمناطق التي تعتقد الحكومة البحرينية بوجود نشاط للمحتجين، كما أن مواطنين لم يشاركوا في الإحتجاجات في الشوارع تضرروا بشدة من جراء تعرضهم لتلك المواد التي قد يكون لها أثر مميت في بعض الأحيان. ويشير التقرير إلى أنه على الرغم من أن مكتب وزارة الداخلية في البحرين نفى أي صلة بين هجمات الشرطة ووفاة زينب حسن أحمد جمعة (47 عاماً) في يوليو الماضي، فإن مدير المركز نبيل رجب أكد أن وفاة زينب حدثت عقب إطلاق الغاز المسيل للدموع بالقرب من منزلها.


ووفقا لتقارير سابقة لمنظمة الصحة العالمية فإن جرعة من المواد الكيميائية المستخدمة في انتاج الغاز المسيل للدموع تصبح قاتلة من خلال انتشار الأبخرة أو الغاز في الغرف أو المباني، وخصوصا بالنسبة إلى من لديهم ظروف صحية دقيقة. ويمكن للتركيبة القاتلة من الحرارة والمواد الكيميائية القاتلة، المتضمنة أكسيد النيتروز شديدة السمية وسيانيد الهيدروجين، أن تسبب توقف التنفس توقف التنفس الذي يؤدي إلى الموت بسبب نقص الاوكسجين في الدم. وينتاب المصاب حالات ضيق في التنفس وسعال ويشعر بلدغة وحرقة بعد بضع دقائق خصوصاً في المناطق الرطبة من جسده واحمرار الجلد من الالتهابات، كما أن بعض الأفراد قد يشعر بالغثيان ثم التقيؤ.


وبحسب التقرير، ينتج عن تنشق الغاز إفراط في تصريف السوائل من الأنف والفم والرئتين وتشنجات لا إرادية في الجفن فضلا عن أعراض أخرى مثل نوبات الربو لمن لديهم ضعف في الجهاز التنفسي. وقد أظهرت الدراسات أن التعرض للغاز المسيل للدموع له تأثيرات خطرة على الأطفال.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus