قاسم: لو كانت الأنظمة العربيّة حكيمة لأقنعتها الدروس بالإصلاح.. والمحمود: إعادة طرح "وثيقة المنامة" لتغطية الرفض الوطني لها

2012-01-06 - 1:36 م


مرآة البحرين: أكد الشيخ عيسى قاسم أنه "لو كانت الأنظمة العربيّة على حكمةٍ ومُقدّرةً ولو لمصلحتها لوجَدت في دروسِ العام 2011 ما يكفي لإقناعها بضرورة الإصلاحٍ"، مشيرا إلى أن "التحرّك الثورُّي سيبقى زاحفاً إلى الأمام وعلى مساحة الأمة كلّها"، لافتا إلى أن تغير أمرين في البحرين في العام الماضي "القتل بالغازات السامّة والوسائل الأخرى طلباً للتستّر على الجريمة، والتعذيب في مبانٍ مكان التعذيب في السجون".

وقال الشيخ قاسم، خلال خطبة الجمعة في جامع الإمام الصادق في الدراز، إن "التحرّك الثورُّي سيبقى زاحفاً إلى الأمام وعلى مساحة الأمة كلّها، وتتعالى الصرخات ويستمرّ الزلزالُ حتّى تتحقّق أهداف الشعوب في الحريّة والكرامة واسترداد الحقوق، ويُستَجابُ لإرادة الأمة فيما تختار من حُكمٍ وحاكمين"، مذكراً أنه "في أقلّ من عام سقطت ثلاثة أنظمة من أعتى الأنظمة العربيّة، وغادر حاكمُ اليمن موقع السلطة مُكرهاً تحت ضغط الشعب الثائر".

وأوضح قاسم "لو كانت الأنظمة الحَاكمةُ في البلاد العربيّة على حكمةٍ بالقدر المطلوب ومُقدّرةً ولو لمصلحتها لوجَدت في دروسِ العام 2011 ما يكفي لإقناعها بضرورة الإصلاحٍ حتّى قبل تحرّك من لم يتحرّك بعدُ من شعوبها"، مردفاً "دروس العام المُنقضي تقدّم خطاباً للحكومات بأنّه لا مجالَ للفّ والدورانِ والمغالطةِ والتمييع لمَطلب الإصلاحِ والتغيير، وأنّ كلّ الوسائل التي تملكها الأنظمة في التحايُلِ والتضليل والقمعِ عاجزةٌ عن مواجهة إرادة الشعوب.

وتابع: "ليس حقيقاً بالحكم والحكمُ ليسَ محلاً لمن لم يتعلّم من الحكّام العرب من دروس العام المُنصرم ولم يفهم أن عليه أن يستجيبَ للتغيير، بل عليه المبادرة إلى ذلك وأن ليسّ بإمكانه أن يُوقِفَ عجلة الإصلاح ويعطّل حركة التغيير"، مشيرا إلى أن "رياحَ التغيير لا توقّفَ لها وليس في وُسْعِ الوعود وآلة الإعلام الكاذب أن تطيل كثيراً من عُمر التخدير للرأي العام وأن تُشِلّ إرادة النّاس وتعطّل فهمهم، ولا يمكن لأسلوب البطشِ وإرهاب الدولةِ بعد هذه القفزةِ الهائِلةِ في الوعي والشعور والإرادة عند الشعب العربيّ أن يقهر إنسانَ هذا الشعب ويُحدِثُ له الاستسلام".

ولفت قاسم إلى أنه "لن يسعَ الأنظمة المُنبثقة عن الثورات العربيّة أن تتعامَلَ مع شعوبها تَعامُلَ الأنظمة البائدة وأن تعودَ بها إلى ما كانت عليه من حالة الإقصاء والتهميش والاستغلال والاستنزاف والذيليّة والتبعيّة المهينة"، مؤكدا انه "لا بدّ أن تتركَ الأنظمة الطاغوتيّة التي أسقطتها إرادة الشعوب بصماتٍ سيّئة ومتاعِبَ جمّة وآثاراً مُعرقِلة وأزماتٍ متراكمةً من مخلّفاتها, يُحتاج للتخلّص منها مع الجدّ والإخلاص إلى جهودٍ مُضاعَفة ووعيٍ كبير وعملٍ حثيث وزمنٍ مُمتدّ".

وأشار إلى أن "السياسة الظالمة ملأت عامَ البحرين المُنصرم بألوان الانتهاكات والتعديّات التي طالت الأرزاق والممتلكات والأنفسَ والأعراض والمساجدَ والقرآن والعقيدة والشعائر ومُختلفَ ما يعتزّ به الإنسان أو له تقديرٌ في دين الله، وكان اختتام العام المُنصرم بأن صُبِغَت أرض سترةَ البطَلة بالدمِ الزكيّ الحرام لشبلٍ من أشبالِ الشعب البرَرَة، وتوالت الإدانات لجرائم الحكومة على لسان لجنة تقصّي الحقائق، وهي من اختيار النظام وحده، وعلى لسان المفوضيّة الساميّة لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدّة، ومن منظّمات حقوقيّة خارجيّة متعدّدة وعلى لسان رؤساء دولٍ مهمّة".

وأردف "كما كَثُرَت الادانات للحكومة كَثُرَت منها وعود الإصلاح، ومضى على الادانات والوعود وقتٌ طويل ودخل العالم عامَه الجديد"، متسائلاً "ماذا تغيّر في البحرين؟ هل عُوقِب قاتلٌ أو معذّبٌ للمواطنين؟ هل أُنصِفَ مظلوم؟ هل أُعيدَ كلّ المفصولين من طلابٍ ومدرّسين وأطبّاء وأصحاب وظائف مختلفةٍ إلى مواقعهم التي كانوا يشغلونها؟ هل انتهى التعذيب والقتل؟ هل انتهى سبّ المواطنين والشتم والتخوين لشرفاء الوطن والشحن الطائفيّ البغيض؟ هل تحرّك الملفّ السياسيّ قَيْد أنملة؟ هل توقّفت استباحة المناطق السكنية الآمنة أو قلّ إغراقها بالسموم الغازيّة في أيّ ساعةٍ من ليلٍ أو نهار؟ هل هناك جديّة في إعادة بناء كلّ المساجد التي انتهكتِ الدولةُ حُرمَتها بهدمها على ما فيها من نُسَخ ِالقرآن الكريم وكُتُبِ دعاءٍ ومناجاة؟ هل تمّ إطلاق سُجناء الرأي وأُقفِل باب المحاكماتِ المسرحيّة؟".

وقال قاسم "تغيّر أمران لا أرى لهما ثالث: حلّ القتل بالغازات السامّة والوسائل الأخرى محلّ القتل بالرصاصِ الحيّ طلباً للتستّر على الجريمة وسُهولة إنكارها وإمكانِ المُغالَطة، وجاء التعذيب في مبانٍ تكونُ في محلّ الاحتجاجات الشعبيّة مكان التعذيب في السجون للغرض السابق نفسه".

من جهته، قال رئيس "تجمع الوحدة الوطنية" الشيخ عبد اللطيف المحمود إن التجمع "متمسك" برفض ما يسمى "وثيقة المنامة"، معتبرا أن محاولة الجمعيات طرح الوثيقة مرة أخرى "يهدف إلى إضفاء الصبغة الوطنية على "الوثيقة"، قائلاً إنها "مرفوضة من معظم مكونات المجتمع البحريني".

وأضاف المحمود أن التجمع "لن يبدي أي ملاحظات على وثيقة يرفضها"، موضحاً "إنهم يريدون استغلال الملاحظات التي تردهم على الوثيقة من دون وضع حلول حقيقية لتحقيق مكاسب سياسية". ورأى أن "إعادة طرح الوثيقة بهذه الصورة يهدف إلى زيادة عدد الجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني السياسية وغير السياسية لتضخيم أثر الوثيقة وزيادة الأسماء المطلعة عليها في محاولة لتغطية الرفض الوطني للوثيقة ومبادئها".

("مرآة البحرين"، "الوطن")

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus