بان كي مون يدين الغارات السعودية التي استهدفت مستشفى "أطباء بلا حدود" في اليمن

2015-10-28 - 5:51 م

مرآة البحرين (أ ف ب): دان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الثلاثاء 27 أكتوبر/تشرين الأول 2015 الغارات الجوية التي أدت مساء الإثنين لتدمير مستشفى لمنظمة أطباء بلا حدود في محافظة صعدة بشمال اليمن والتي حمل مسؤوليتها للتحالف الذي تقوده الرياض في هذا البلد.

وكانت "أطباء بلا حدود" أعلنت عبر حسابها على تويتر إن مستشفى تابعا لها في صعدة "أصيب بغارات جوية عديدة" في الوقت الذي كان فيه "موظفون وممرضون موجودين داخله".

وأضافت إن العاملين بالكاد تمكنوا من الخروج من المستشفى قبل سقوط صاروخ آخر على قسم التوليد، ونشرت صورا للدمار الذي خلفه القصف.

وردا على اتصال أجرته معها وكالة فرانس برس قالت ملك شاهر المتحدثة باسم "أطباء بلا حدود" إن الغارات لم تخلف أي قتيل.

ومنذ مارس/آذار يشن تحالف عربي بقيادة السعودية غارات جوية مكثفة على الحوثيين الذين انطلقوا من معقلهم في صعدة في شمال اليمن وسيطروا في يوليو/تموز 2014 على أنحاء واسعة من البلاد بما فيها العاصمة صنعاء.

من جهتها قالت منظمة العفو الدولية (أمنستي) إن "أكثر من 20 شخصا" كانوا داخل المستشفى لحظة تعرضه للقصف.

وبحسب أمنستي فإن سبعة من أعضاء "أطباء بلا حدود" أصيبوا بجروح في الغارات ولكن لم يتسن نقلهم إلى مستشفى آخر قبل صباح الثلاثاء خشية وقوع غارات جديدة. ولكن هذه الحصيلة لم تؤكدها حتى الساعة "أطباء بلا حدود".

وفي نيويورك أكد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن الغارات خلفت "العديد" من الجرحى وأدت إلى تدمير المستشفى.

وقال المتحدث باسم بان كي مون في بيان إن الأمين العام "يدين غارات التحالف الذي تقوده السعودية والتي أصابت مستشفى هيدان الطبي الذي تديره منظمة أطباء بلا حدود".

وطالب الأمين العام بفتح تحقيق، مذكرا بأن القانون الدولي يحمي المستشفيات والطواقم الطبية.

كما دعا بان كي مون كافة أطراف النزاع اليمني إلى "وقف كل عملياتهم فورا بما فيها الغارات الجوية".

بدورها طالبت العفو الدولية بإجراء "تحقيق عاجل ومستقل ودقيق" حول هذه الغارات، مؤكدة إن "ست ضربات جوية متتالية" استهدفت المستشفى.

وقال فيليب لوثر مدير الشرق الاوسط وشمال أفريقيا في المنظمة "إنه يوم حزين جديد للمدنيين"، منددا ب"هجوم متعمد".

وأسفر النزاع في اليمن عن مقتل نحو خمسة آلاف شخص وإصابة أكثر من 25 ألفا بجروح، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.

وذكر لوثر بأن المدنيين هم من يدفع الكلفة الأكبر لهذه الحرب، إذ وبحسب المفوضية العليا في الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، قتل منهم 2615 وأصيب 5193 منذ بدأ في 26 مارس/آذار التدخل العسكري العربي ضد الحوثيين وحلفائهم من القوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح.

وأضاف "ندعو كل أطراف النزاع إلى احترام وحماية الطواقم الطبية (...) وأخذ كل الاحتياطات للحفاظ عل سلامة المدنيين".

ونقلت أمنستي عن مدير المستشفى المستهدف علي الموغلي قوله إن المستشفى "دمر بالكامل باستثناء غرف التخزين"، مشيرا إلى أن هذه المنشأة الصحية تعالج مقاتلين جرحى ولكن "لم يكن هناك أي نشاط عسكري في المستشفى وقت الهجوم".

وفي أفغانستان قتل 30 شخصا على الأقل مطلع أكتوبر/تشرين الأول في قصف أميركي لمستشفى تابع لمنظمة أطباء بلا حدود في قندوز (شمال).

وفي اليمن يدفع المدنيون من أرواحهم ثمن الحرب الدائرة بين الحوثيين وحلفائهم من جهة والقوات الحكومية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي والمدعومة من التحالف العربي من جهة ثانية.

وفي الساعات ال48 الماضية قتل 11 مدنيا على الأقل في أحياء سكنية بمدينة تعز في جنوب شرق البلاد جراء تعرضها لقصف كثيف مصدره الحوثيون الذين يحاصرون المدينة، بحسب مسؤولين محليين.

وقال مسؤول في الخدمات الصحية في المدينة لفرانس برس "قتل 11 مدنيا وأصيب ثمانية في الساعات الـ48 الأخيرة جراء قصف تعز".

من جانبه قال هاشم الصوفي أحد قادة القوات التي تقاتل الحوثيين في تعز لفرانس برس إن "هؤلاء المدنيين قضوا في قصف بالمدفعية طاول أحياءهم من جانب ميليشيات الحوثي وصالح".

ولفت الصوفي أيضا إلى مقتل 28 حوثياً في 24 ساعة في مواجهات مع القوات الموالية للحكومة أو في غارات جوية للتحالف الذي تقوده السعودية.

وأضاف إن معظم هؤلاء قضوا في غارات كثيفة شنتها طائرات للتحالف على مدرسة في جنوب شرق تعز يتحصن فيها الحوثيون وحلفاؤهم.

وتابع إن المعارك العنيفة التي تركزت في الأيام الأخيرة حول القصر الرئاسي عند الطرف الشرقي لتعز أسفرت عن سبعة قتلى و15 جريحا في صفوف القوات الحكومية.

وبحسب منظمات إغاثية فان السكان العالقين وسط المعارك يواجهون نقصا متزايدا في مياه الشرب والوقود والأدوية.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus