هافينغتون بوست: قصة الطبيبة فاطمة حاجّي مع الشهيد أحمد شمس وفريق مانشستر يونايتد

2015-10-30 - 5:46 م

مرآة البحرين: نشرت صحيفة الهافينغتون بوست مقالًا لرئيس منظمة هيومن رايتس فيرست براين دولي بعنوان "الفيفا ومانشستر يونايتد والتّعذيب في البحرين"، سرد فيه قصّة اعتقال الطبيبة البحرينية فاطمة حاجي في العام 2011 بتفاصيل جديدة، وذلك ضمن حملة لإسقاط ترشح سلمان بن إبراهيم آل خليفة لرئاسة الفيفا.

المقال أشار إلى استشهاد الطفل سيد أحمد شمس، البالغ من العمر 15 عامًا، والذي كان يرتدي قميصًا لفريق "مانشستر يونايتد" البريطاني، عندما أطلقت الشّرطة عليها النّار، وهو يلعب الكرة في الشارع المجاور لمنزلهم.

ولفت إلى أن لجنة تقصي الحقائق وثّقت مقتل شمس، ووجدت بأن الحكومة لم تجري أي تشريح للجثّة، ولم تسجّل أي سبب رسمي للوفاة، وأن زارة الداخلية فشلت في إجراء تحقيق فاعل في الظروف المحيطة بوفاة الطفل.

براين دولي قال إنّه التقى عائلة الشهيد، خلال وجوده في البحرين في مايو/أيار 2011، ونقل أن قنبلة صوتية أصابته في رأسه من الخلف، وأنه حاول أن يستمر في الركض لكن قوات الأمن أمسكت به وقامت بضربه.

دولي قال، إن "شمس" توفي وهو لا يزال يرتدي قميص "مانشستر يونايتد"، وإن جدران غرفته احتوت على ملصقات للاعب في صفوف الفريق "واين روني" وآخرين.

بعد فترة من مقتله، كتب عدد من البحرينيين لفريق مانشستر يونايتد يطلبون منه الوقوف دقيقة صمت قبل إحدى مبارياته تكريما لذكرى أحمد. بعث الناس رسائل إلكترونية للفريق، وإحدى هؤلاء هي الدكتورة فاطمة حاجي، وهي طبيبة متخصصة في أمراض الروماتيزم بمجمع السلمانية الطبي، كما أنّها من مشجّعي لاعب مانشستر يونايتد، ريان غيغز.

اعتقلت فاطمة حاجي مع عشرات من الأطباء بسبب معالجتهم المتظاهرين الجرحى، وعذّبوا في السجن. ولكن التحقيق مع حاجّي كان مختلفا قليلا. حاجّي كانت قد كتبت رسالة إلكترونية للفريق وحذفتها من الإيميل، لأنّها تعرف إنها يمكن أن تجرّمها فيما لو كشفت. حين اعتقلت في 17 أبريل/نيسان 2011، أخذت قوّات الأمن جهاز كمبيوترها المحمول أيضا، وبعد أيام قليلة (وبشكل تراجيدي)، ردّ فريق مانشستر يونايتد على رسالتها الإلكترونية، الرد الذي كان أمام عيني المحققين حينئذ!

"أحدهم سألني: ما علاقتك بـ أليكس فريغسون؟ (مدرب فريق مانشستر يونايتد)" تقول فاطمة حاجي، عن التحقيق معها "ضربتي ضابطة على رأسي من كلال الجانبين في وقت واحد، وقد كانت تلبس صاعقا كهربائيا في يديها".

حاجّي قالت إنها كانت تسأل مرارا وتكرارا عن علاقتها بـ"مانشستر يونايتد". ردّهم على إيميلها جعل الشرطة تظن أنّها تعرف أحدا هناك بطريقة ما. حكم على حاجّي بالسجن 5 سنوات لكنّها برّأت في محكمة استئناف في يونيو/حزيران 2012، في حين ما يزال الدكتور علي العكري، أحد الأطباء الذين اتّهموا معها في القضية ذاتها في السجن لحد الآن.

دولي لفت إلى موقف المانشستر يونايتد الذي واصل إقامة معسكرات التّدريب في البحرين منذ ذلك الحين، وإلى كون النّظام البحريني "فخورًا بعلاقاته مع فرق رياضية عالمية بارزة" واستضافته لسباق الفورمولا 1، مضيفًا أن "الفوز برئاسة الفيفا سيشكل حدثًا كبيرًا بالنّسبة للمملكة".  

لكنّه قال إن استهداف لاعبي كرة القدم والرياضيين الآخرين في البحرين بعد حملة القمع في 2011 تهدّد ترشّح الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، لرئاسة الاتحاد الدولي.

ولفت إلى أن صحيفة الغارديان كشفت وثيقة تمثّل دليلا لا يقبل الجدل على تورّطه في هذه الجرائم، وتربطه بشكل مباشرة بحملة القمع هذه، إذ تثبت أنّه كان عضوا رفيعا في لجنة خاصة شكّلت لتحديد هويّة الرياضيين الذين شاركوا في التظاهرات.

وأشار المقال إلى إلى نتائج ترؤس سلمان بن ابراهيم للفيفا، فيما لو فاز، ورأى أنّه "حتى الفيفا، المعروفة بتسامحها مع الفساد ومع قيادة محرجة لها، يجب أن تعي أن كون سلمان في صفوفها سيعرض سمعتها للخطر من دون أن يكون الأمر قابلًا للإصلاح".

وذكر دولي أن المعارضة لمرشح آل خليفة تتزايد/ إذ نقل عن "مارينا هايد"، مراسلة الرّياضة في الغارديان، وصفها لسلمان آل خليفة بأنه "وحش منحط" وأنّ "وصوله إلى المركز الأول في عالم كرة القدم هو قصة خاصة بعالم الأغنياء".


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus