المخابرات الألمانية تحذر من تحول السعودية لانتهاج سياسات "اندفاعية"

2015-12-03 - 8:11 م

مرآة البحرين (رويترز): عبر جهاز المخابرات الاتحادية الألماني (بي.إن.دي) في بيان علني نادر يوم الأربعاء عن قلقه من أن السعودية باتت "اندفاعية" في سياساتها الخارجية مع ترسيخ ولي ولي العهد الشاب الأمير محمد بن سلمان لأقدامه.

وقالت المخابرات الألمانية أيضا إنه مع فقدان السعودية- أكبر مصدر للنفط في العالم- الثقة في الولايات المتحدة كضامن للنظام في الشرق الأوسط تبدو الرياض مستعدة لخوض مزيد من المخاطر في إطار تنافسها الإقليمي مع إيران.

ومنذ تولى الملك سلمان مقاليد الحكم في يناير/كانون الثاني قامت السعودية بتشكيل تحالف عسكري للتدخل في اليمن للحد من النفوذ الإيراني وزادت مساندتها لمقاتلي المعارضة في سوريا وأجرت تغييرات كبيرة على سلم الخلافة الملكية.

وترى الرياض منذ وقت طويل أن إيران عدوانية وتوسعية وأن استخدام طهران وكلاء من غير الدول مثل حزب الله اللبناني وفصائل شيعية عراقية مسلحة يؤدي إلى تفاقم التوترات الطائفية وزعزعة المنطقة ولكن في عهد الملك سلمان تحركت بخطى أنشط للتصدي لخصمها الإقليمي.

وأشارت المخابرات الألمانية إلى جهود الخصمين للتأثير في الأحداث في سوريا ولبنان والبحرين والعراق حيث تبدو السعودية مستعدة بشكل متزايد لتحمل مخاطر عسكرية وسياسية ومالية لضمان ألا تفقد نفوذها بالمنطقة.

وقالت "الموقف الدبلوماسي الحذر حتى الآن للزعماء الأكبر سنا في الأسرة الملكية يجري إحلال سياسة تدخلية اندفاعية محله" مضيفة أن السعوديين لا يزالون مصرين على الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.

وتنفي إيران -وهي حليف رئيسي للرئيس الأسد- أن لها مطامع توسعية وتتهم السعودية بتقويض الاستقرار الإقليمي بمساندتها المعارضين السوريين وتدخلها في اليمن. وأصدر جهاز المخابرات الألمانية لبعض وسائل الإعلام الألمانية تقريرا من صفحة ونصف عنوانه "السعودية: القوة الإقليمية السنية بين تحوُّل جوهري للسياسة الخارجية وإصلاح السياسات الداخلية." وحصلت رويترز أيضا على نسخة منه.

وأشار التقرير إلى المخاطر التي تنبع من تركيز السلطات في أيدي الأمير محمد الذي قد يتجه -على حد قول التقرير- إلى المضي قدما بجهود لترتيب نظام الخلافة في الأسرة المالكة لصالحه.

وقال التقرير إن من المحتمل أن يغضب أعضاء آخرين في الأسرة المالكة والشعب السعودي بإجراء إصلاحات وأن يضعف في الوقت نفسه العلاقات مع دول صديقة وحليفة في المنطقة.

وتواجه السعودية عجزا في ميزانيتها تذهب تقديرات الاقتصاديين إلى أنه قد يبلغ إجمالا 120 مليار دولار أو أكثر هذا العام. وجعل هذا وزارة المالية تغلق حساباتها القومية قبل الموعد المعتاد بشهر من أجل السيطرة على الإنفاق.

والأمير محمد هو أيضا وزير الدفاع السعودي ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus