وكيل الصحة فاطمة الأحمد: جائزة التميز في الكذب والسرقات

2015-12-03 - 11:49 م

مرآة البحرين (خاص): نشر في الإعلام الرسمي أن فاطمة الأحمد الوكيل المساعد للموارد البشرية والخدمات بوزارة الصحة قد حازت على جائزة التميز 2015 في مجال الخدمة العامة والعمل الحكومي.

وأنها قد حصدت هذه الجائزة كأول بحرينية، وأول متخصصة في المجال الصحي على مستوى الشرق الأوسط، وأنه تم تكريمها في حفل أقيم مؤخراً في العاصمة الأمريكية واشنطن.

من هي فاطمة الأحمد؟

للحقيقة وللتاريخ، فإن الأحمد تستحق بالفعل جائزة تميز، لكن دعونا نرى أي جائزة تميّز تستحقها بعد أن نمر سريعاً على بروفايلها الوظيفي في وزارة الصحة.

أنهت الأحمد دبلوم التمريض من كلية العلوم الصحية مطلع التسعينات، وعملت في التمريض لمدة لا تتجاوز 6 أشهر، قبل أن يتم ابتعاثها لإكمال البكالوريوس في كلية العلوم الصحية. أنهت البكالوريوس بين العامين 93-94، وبدون أية خبرة مهنية، تم تعيينها مباشرة للتدريس في كلية العلوم الصحية لمدة عامين، قبل أن يتم ابتعاثها لدراسة الماجستير في العام 97.

في جامعة (widened university) بأمريكا، ولابراز نفسها أمام أساتذتها هناك، قامت بتقديم (ملزمة) عمل كانت أعدتها إحدى مدرسات كلية العلوم الصحية تدعى (كارين) حول "الفحص السريري" ونسبتها إلى نفسها. كانت الأخيرة قد أعدتها لطلبتها لكي تسهل عليهم الدراسة، فأخذتها الأحمد وقدّمتها في جامعتها باسمها. عرفت الأحمد بلسانها المتملّق، ومهارتها في إضفاء هالة التميز على نفسها، واستغلال كل الوسائل(تزوير، تحريف، سرقة، كذب) لكي تنسب إلى نفسها أعمال الآخرين وجهودهم، وتقديمها للجهات المختصة على أنها أعمالها وبحوثها.

كانت تكذب على الأساتذة في أمريكا هناك بأنها عضو في المجلس الدولي للتمريض وأن لديها عمل كثير هناك ومسؤوليات، رغم أن عضوية المجلس الدولي للتمريض هي عضوية جمعيات وليست شخصيات. كما كذبت على أساتذتها، حول حقيقة مزاولتها لمهنة التمريض، في حين هي لم تزاول المهنة، بل إنها لم تقدم امتحانا للحصول على (لايسن) أمريكي لمزاولة المهنة، وكانت طوال فترة تواجدها هناك تعمل كمشاهدة فقط، ولم يكن يسمح لها بممارسة مهنة التمريض لأنه لا يوجد لديها (لايسن).

عادت إلى البحرين قرابة العام 99 تحمل شهادة الماجستير في يدها وجنيناً في بطنها، وبعد وضعها بقيت في البيت حتى انتهت إجازتها وعادت في العام 2000. أوكلت إليها مهمات بسيطة كونها خضعت لعملية جراحية أثناء الولادة.

خلال 4 شهور، تم تعينها رئيسة لبرنامج (التجسير) للتمريض. بقت رئيسة لهذا البرنامج قرابة شهرين ليتم ترقيتها بشكل مفاجئ إلى مسؤولة الرعاية الأولية (السلمانية). كان ذلك أثناء تولي خليل حسن حقيبة وزارة الصحة.

ولأنها تتقن الكذب كما لا تتقن المهنة التي لم تمارسها، فقد تمكنت من جعل الوزير خليل ينبهر بها عبر حديثها عن إنجازاتها العلمية الوهمية. ففي خلال شهرين فقط قام بترقيتها إلى مسؤولة الرعاية الصحية الأولية. لم تكن الأحمد تحظى بقبول زملائها الذين عرفوا عنها تزوير أعمال الآخرين ونسبتها إلى نفسها. فكانت تقول لهم: "سأريكم ماذا سأفعل بكم، سآخذه في يدي كله (أي ستكون مسؤولة عن السلمانية والمراكز الصحية كلها)، وسأصير مسؤولة عليكم كلكم"، وبالفعل لم يمض وقتاً حتى تم ترقيتها مسؤولة عن الرعاية الأولية (مستشفى السلمانية) والثانوية (المراكز الصحية).

أما كيف تمكنت من ذلك، فقد كانت لها طريقتها الخاصة، فهي تكسب ودّ الوزير أولاً، وتزيف له انجازاتها وبحوثها، وتظهر له أنها مستهدفة من الجميع بسبب تميزها ونشاطها، ثم تتقرّب من الأشخاص الذين تريد الاستيلاء على مناصبهم، تظهر لهم الود وتصادقهم وتكسب ثقتهم، وتتعرّف على أسرار عملهم وخصوصياتها، وحين تتمكن من كل شيء، تستولي على المنصب.

كانت (سهام الشيخ) هي مسؤولة الرعاية الثانويه حينها، تقربت الأحمد منها وصادقتها، وتدحرجت لأخذ المعلومات والتفاصيل التي تلزمها، وبحسن نية مكنتها الشيخ من ذلك، لكنها لم تتوقع أن تأت يوماً لتجد مكتبها مغلقاً، ولا يسمح لها بدخوله، وحين راحت تسأل مستغربة، أخبروها أن الوزير خليل حسن قد وضع "فاطمة الأحمد" مكانها . وقامت فاطمه عبد الواحد الأحمد بتغير القفل الأمر ذاته فعلته للحصول على منصب مسؤولة الرعاي الاوليه وية السلمانية)، كانت مسؤولته حينها (بدرية الكويتي). صادقتها ولازمتها وفتحتها الأخيرة على عملها بحسن نية أيضاً، وتدحرجت بأخذ الملفات منها وكل التفاصيل، لتفاجأ الكويتي بنفسها منقولة إلى قسم التراخيص الطبية، والأحمد متربعة مكانها.

ليس فقط الزملاء هم من يعرفون كذب الأحمد في نسج قصص التميزات الكاذبة والوهمية، بل الطلاب أيضاً. كانت تقول لطلبتها بأنها في أمريكا، كانت هي المسؤولة عن تحريك طيارات الهوليكبتر لعلاج المرضى. وأنها كانت تقوم بإجراء "عمليات قسطرة" مع الطبيب. مما يجعل الطلبة يتهامسون بسخرية: صاروخ أرض جو.

أثناء توليها منصب مسؤولة الرعاية الأولية والثانوية، بقي مكتبها في كلية العلوم الصحية مغلقاً لمدة عام كامل، لم يُسمح بفتحه ولا الاستفادة منه، رغم أنها لم تعط نصاباً للتدريس. وبقى اسمها مدرجاً ضمن لائحة المدرسين دون أن تحضر أو تدرس، مع استمرار صرف راتبها.

وعندما فتح المكتب بعد عام كامل، تفاجأ الجميع بالعشرات من مشاريع الطلاب الذين كانت تدرسهم دون تصحيح، وكان الطلاب حينها يسألونها عن سبب استحقاقهم للدرجات التي تضعها لهم، فتقول لهم هذا عملكم. لكنهم لم يكونوا يعلمون أن أياً من مشاريعهم لم تكن تصحح، وأنه يتم وضع الدرجات بشكل هوائي. كما تم اكتشاف كميات كبيرة من كتب مخزنة، كان من المفروض أن يتم توزيعها على الطلبة، تم اكتشاف ذلك بعد فتح مكتبها المغلق، لكن تم التكتيم على الموضوع، وكأن شيئاً لم يكن.

بعد تولي ندى حفاظ حقيبة الوزارة، تمكنت في وقت قصير من توطيد علاقتها بها وإقناعها بغيرة الآخرين من نجاحها. وكانت تكلّف الممرضات بعمل بحوث حول موضوعات معينة، ثم تقوم بتجميعها وإعادة قصها ولصقها وتقديمها للوزيرة على اعتبار أنها بحوثها الخاصة. وفي أحد العروض التي قدمتها أمام الوزيرة، تفاجأ أحد الحاضرين أنها تقوم بعرض عمله الخاص وتقدمه باسمها.

وكانت الأحمد واحدة من المحاربين ضد تطوير كادر التمريض في البحرين. وبسبب تذمر الممرضين منها، قامت الوزيرة حفاظ باستحداث وظيفة استشارية التمريض في وزارة الصحة وقامت بتعيينها فيها.

وفي 2010 ومع تصاعد وتيرة الاضرابات السياسية، ومع استمرار التذمر منها، قامت الوزيرة بنقلها إلى رئاسة قسم الموارد البشرية، وتم تقديمها باعتبارها أول ممرضة تصبح مسؤولة في الموارد البشرية، في حين صارت موضع استنكار الموظفين المختصين: ما دخل ممرضة بالموارد البشرية؟

كان هناك 22 موظفاً في الموارد البشرية، وبطريقتها المعروفة قامت بأخذ الخبرات اللازمة منهم قبل أن تقوم بنقل معظمهم، وكانت أكثر من تضررت من ذلك هي سكرتيرتها (نسرين العريض) التي حرصت على تعليمها كل التفاصيل الدقيقة للعمل الذي أتت جاهلة به تماماً، وما إن اكتفت الأحمد بحاجتها من خبرة العريض، حتى قامت بفصلها من الخدمة على خلفية أحداث 2011.

بعد أحداث 2011، وشت الأحمد بأسماء موظفي الموارد البشرية لوزارة الداخلية. كانت تغلق عليها باب مكتبها في الوقت الذي تقتحم فيه الداخلية المبنى ويتم جرجرة الموظفات من شعورهن على سلالم المستشفى وهن يصرخن ويستغثن دون أن يلقي إليهن بالاً أحد. وقد طلبت أن يتم وضع كلمة سر خاصة على قفل باب مكتبها لكي لا يتمكن أحد من الدخول عليها.

وفي فضيحة لاحقة، اكتشف اختلاسها لمبالغ من الموارد البشرية، وقد تم نشر ذلك في مواقع التواصل الاجتماعي، لكن تم التغطية على الموضوع والتكيتيم عليه وكأن اختلاساً لأموال الدولة لم يقع.

هذا جانب من السيرة المهنية للوكيلة فاطمة الأحمد. إنها مميزة بالفعل، ولكم أن تحددوا نوع جائزة التميّز التي تستحقها بجدارة.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus