محلل سياسي: الدعم الخليجي للنظام البحريني لن يصمد على المدى البعيد أمام المطالب الشرعية

2012-01-20 - 5:42 م



مرآة البحرين (خاص): رأى كاتب لبناني إن الدعم الخليجي اللامحدود هو الذي أبقى النظام البحريني صامداً حتى الآن، لكنه لن يصمد على المدى البعيد، خصوصاً في حال استمرار المزيد من القمع وتطوره إلى "جريمة بحق المتظاهرين". وقال فيصل حسين في مقال بجريدة "الأخبار" اللبنانية إن "إنّ بترودولارات مجلس التعاون الخليجي تتدفق إلى المملكة أكثر من أي وقت مضى، والولايات المتحدة تكافئها بمدّها بقذائف الغاز المسيل للدموع التي لا يمكن تصديرها من دون رخصة من الحكومة الأميركية".

وأضاف "بفضل دعم مجلس التعاون الخليجي والدعم الدولي، لا يتورّع النظام البحريني عن إبقاء رئيس وزرائه المسن في منصبه، على الرغم من أنّ المحتجين البحرينيين الشبان لم يعرفوا أيّ رئيس وزراء آخر طوال حياتهم". لكنه شكك من قدرة ذلك في الحفاظ على استقرار النظام على المستوى البعيد.

ونقل حسين رأياً إلى أستاذ العلوم السياسية مارك أورده في مجلة "فورين بوليسي" من أنّ "موقف مجلس التعاون الخليجي أشبه بوهم تغذّيه ظروف اصطناعية من المرجح ألا تستمر على مدى السنوات المقبلة". وأوضح أن "العبرة التي يمكن استخلاصها من التاريخ، بما في ذلك تاريخ الوفاق الأوروبي، تتمثل في أنّ مطالب الشعوب الشرعية ستتغلب عاجلاً أم آجلاً على مصالح الأقلية الحاكمة".

وقال حسين "أي جريمة يرتكبها نظام البحرين ضد المتظاهرين ستتحوّل إلى شرارة قد تشعل فتيل التظاهرات في السعوديّة". واعتبر أن "المبادرة السعودية الهادفة إلى تحقيق اتحاد بين دول مجلس التعاون الخليجي المسعى الأخير كان هدفها هو الدفع بالربيع العربي إلى خارج حدود الخليج". لكنه استدرك "على الرغم من كل تلك الجهود، من المرجح أنّ القمع والمحاولات الهادفة إلى إغلاق المنابر السياسية والاجتماعية بهدف احتواء أي احتجاجات مستقبلية تدعو إلى الديموقراطية، سيفشلان على المدى البعيد".

وتابع حسين "في منطقة الخليج العربي اليوم، مهما كان حجم الأموال التي يغدقها النظام البحريني على شركات العلاقات العامة الأميركية لتلميع صورته، يبقى البحرين الأرض الأكثر خصوبة لتظاهرة واسعة النطاق، وسيبقى موبوءاً بعدم الاستقرار إلى أن تُعالج مطالب المتظاهرين الشرعية".

وأردف قائلاً "بعد عشرة أشهر تقريباً من القتل والتعذيب والسجن وتدمير دور العبادة، باتت هتافات (يسقط حمد يسقط) و(الموت لآل خليفة) صرخات شبه موحّدة بين المتظاهرين في البحرين"، مضيفاً "على المدى البعيد، تستطيع السلطات في البحرين أن تكون على أتم ثقة من أنّ المزيد من القمع سيهدد بقاء جوهر النظام".

وشدد على أن "أي جريمة يرتكبها نظام البحرين ضد المتظاهرين الداعين إلى الديموقراطية ستتحوّل إلى شرارة قد تشعل فتيل المظاهرات في المحافظات الشرقية المجاورة، في السعوديّة وما بعدها، وما من اتحاد إقليمي سيتمكن على الأرجح من إخمادها" على حد تعبيره.

رابط المقال في صحيفة "الأخبار" اللبنانية


‪ ‬

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus