الشيخ قاسم: من وجدتموه يعتدي على عرض فتاة مؤمنة فاسحقوه

2012-01-21 - 6:07 م


مرآة البحرين (خاص): قال الشيخ عيسى قاسم إنه لا بارقة أمل في اصلاح جاد حقيقي قريب في البحرين، موضحاً أنه "يمنع من أي تفاؤل في هذا الإصلاح ما يشاهد من عنف ومواجهة دموية لأي مسيرة سلمية احتجاجية معبرة". وأشار إلى ما يتعرضن له "حرائر هذا الشعب من امتهان ساحق للكرامة"، قائلاً "من وجدتموه يعتدي على عرض فتاة مؤمنة فاسحقوه".

وأكد الشيخ قاسم، خلال خطبة الجمعة في جامع الإمام الصادق في الدراز، أنه "لا رفع لليد عن أكبر مسجد مساحة من المساجد المهدمة ظلما على يد الحكومة ولا اصغر مسجد في مساحته، لأن كل المساجد كبيرة مساحة كانت أو صغيرة هي كبيرة في معناها وقيمتها الشرعية وحرمتها في دين الله وضمير الشعب المؤمن ويقينه"، قائلاً إن على "الشعب أن لا يقبل أبدا أن يقام مكان اصغر مسجد مساحة أي مشروع آخر من أي نوع، أو أن يلغى مسجد واحد أو أن تعطل العبادة فيه".

وتطرق الشيخ قاسم إلى الحرائر في السجون فقال إنه "عار أي عار ومن الاستخفاف بالدين وكرامة الإنسان وحرمة الأعراض وشرف المرآة أن تودع الحرائر المؤمنات غياهب السجون، ويبقين قابعات في العذاب لغير ذنب، إلا ما كان منهن من المطالبة بالإصلاح واسترداد الحقوق والأخذ بالحق والعدل واحترام كرامة الإنسان"، متسائلاً "أجانيات حرائر هذا الشعب؟ اسارقات هن؟ اقاتلات؟".

وأضاف "مما تلاقيه حرائر هذا الشعب من امتهان ساحق للكرامة، مناف للحياء الإنساني، متعد على الحرية الفردية، متجاوز لما حرم الله، مستخف بشرف الأعراض، ما تواجه به قوات الشغب المرتزقة المستوردة التي تجوب شوارع وطورقات قرانا ومدننا في ساعات الليل والنهار النساء العفيفات والصبيات البريئات من الكلمات النابية الساقطة القذرة السخيفة". فـ"من وجدتموه يعتدي على عرض فتاة مؤمنة فاسحقوه، نعم اسحقوه".

ولفت قاسم إلى أن "ما تنشره الصحافة عن شروط عودة المفصولين إلى وظائفهم وأعمالهم فصلا تعسفيا، يوضح أن شرط عودتهم هنا هو التوقيع على الإقرار بالعبودية والخروج عن الحرية والإرادة والتسليم لعبث السياسات الظالمة، والتسليم بمالكية الدائرة أو الشركة والسياسة الظالمة التي تتحكم في الجميع على مستوى العقول والنفوس والإرادة"، مستدركاً "وإلا فما معنى أن من شروط عودتك للعمل أن لا تقول رآيك في السياسة، أن لا تخرج في مظاهرة أو مسيرة"، متسائلاً "أليس هذا هو الاستعباد؟ أليست هذه هي مصادرة؟ أليست هذه هي الرقية؟".

وتوجه إلى السلطات بالقول "اتنهبون الناس وتسرقونهم وتصادرون ثروة الوطن وتريدون أن تسترقوا الشعب بما تنهبون وتسرقون وتصادرون من أمواله وثروته؟"، مؤكدأً ان "لقمة العيش ضرورة والكسب الحلال حق مكفول وتوفير فرص العمل الشريف واجب الدولة ولا تفريط بحق العيش الكريم واللقمة الحلال، ولكن أول ما تستهدفه مقاومة الشعب هو استرداد الحرية والكرامة وحق تقرير المصير".

وشدد قاسم على أن "لا حل إلا في الإصلاح الحقيقي إذا كنا نطلب الحل الحقيقي والخروج من النفق المظلم الذي صارت إليه أوضاع الوطن بسبب السياسة المتخلفة الطريق واضح ولا تخطؤه العيون، ولا يحتاج الأخذ به إلا لصدق واخلاص وإرادة جادة ونية سليمة وتخلص من النوازع السقيمة". قال: "الطريق هو الإصلاح الجدي، وركنه الأساس أن يعطى الشعب حق الإختيار، لا أن يكره اكراها، ويقع تحت طائلة الإجبار في حكم حياته وتقرير مصيره. والعملي من هذا الحق، والذي ينبغي ألا يستصعب ولا يستكثر هو أن يضع الشعب الدستور الذي عليه أنه يخضع لمقرارته".

وتابع: "إذا كنا نطلب بقاء الأزمة واستمرار السير في النفق المظلم وبقاء المتاعب للوطن، فلنبحث عن شكلية هنا وعن شكلية هناك ونصفها بعنوان الإصلاح تبرعا ومن غير استحقاق، ونحاول أن ننفخ فيها روح الحياة عن طريق عن طريق تضخيم اعلامي من دون أن يجدي ذلك شيء في الحل".

واعتبر ان "الإصلاح الذي سبب غيابه كل هذه الأزمات والصورة البشعة من الظلم والإنتهاك للحقوق والحرمات، وفي حضوره انقاد الوطن وعلاج للأوضاع المتدهورة والذي تحرك من اجله هذا الشعب لسنوات وسنوات، وقبل ربيع الثورات العربية بكثير، هو أن تصدق عملا المقولة التي اعتمدها الميثاق والمعلنة بأن الشعب مصدر السلطات، وهو الذي يضع الدستور، وبإرادته يتم تصميم العملية الإنتخابية وتوزيع الدوائر بحيث يكون لكل مواطن صوت، وهو الذي ينتخب المجلس النيابي وبإرادته يتم تشكيل الحكومة والسلطة القضائية"، مشيرا إلى أنه "فيما عدى ذلك فإن كل ما يعطى عنوان الإصلاح لا أهمية له، ولا يملك أن يقنع، ولا يسد باب الفساد، ولا يحل المشكل، وهو من تضييع الوقت".

ونبه قاسم من أنه "لا بارقة أمل في اصلاح جاد حقيقي قريب، إذ لا مؤشر على توجه جدي إلا مؤشر على توجه جدي بهذا الشأن"، مبينا أنه "يمنع من أي تفاؤل بهذا الإصلاح ما يشاهد من عنف وشراسة ومواجهة دموية لأي مسيرة سلمية احتجاجية معبرة عن الرآي ومعلنة عن مطالب الشعب، والملاحقة المشددة والعقاب الجماعي لأي تظاهر ولو بعض الصبية في سن التاسعة والثامنة وما هو أقل في قرية من القرى وفي أي طريق من طرقها وزاوية من زواياها".

وختم الشيخ قاسم "عليك مع ما تعاني من ويلات وتعاني من مآس على يد السياسة الظالمة أن تعترف وبصوت عال بأن البحرين تتمتع بحرية التعبير وتوفير حقوق المواطنة وبديمقراطية متقدمة تحسد عليها"، وإذا قلت لا، وطالبت بالإصلاح، فأنت الخائن، المفسد، المتأمر، المحرض الذي لا مكان لك إلا السجن".

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus