صورة ياسين… سورة الشهادة

2012-01-21 - 10:50 ص



مرآة البحرين (خاص):

في 30 ديسمبر الماضي امتدت موجة القمع من جزيرة سترة التي كانت تشيع الشهيد علي بداح، إلى بلدات خط الملاحم كما أسماها ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير وهي بلدات المعامير ونويدرات والعكر.

في بلدة المعامير فتح ياسين جاسم العصفور(14عاماً) المصاب بضيق التنفس الحاد (الربو) باب  الصالة  لتلفحه  هبّة من الغازات السامة التي يطلقها قرب المنزل مرتزقة النظام. تراجع ياسين للخلف مختنقاً بعد أن أغلق الباب منادياً أمه (أماه.. مسيل الدموع)، لم يكد يكمل الفتى نداءه حت بدأ يتقيأ، هرعت إليه والدته التي كانت تحيطه وأخاه (كرّار) الذي ابتلى أيضا بمرض الربو بالعناية الكاملة التامة. تدهورت حالة ياسين، نقلته العائلة مباشرة لمستشفى السلمانية.

تم إدخال ياسين إلى العناية القصوى للأطفال بعد اتضاح إصابته بالتهاب رئويّ حاد وفشل رئوي وانتكاسة عنيفة. وقد اضطر الأطباء لوضعه على جهاز التنفس الصناعي حتى قضى نحبه أمس الجمعة 20 يناير2012.

كانت المرة الأولى لدخول ياسين لغرفة العناية القصوى، ولكنها أيضاً كانت الأخيرة،  وقد أدخل معه أخوه (كرار) لكن كراراً نجا وخرج قبل استشهاد ياسين بيومين، وسيحتاج كرار لمواصلة العلاج وزيارة المستشفى بصورة دورية.

كانت الجماهير أمس في مسيرة الصمود التي دعت لها الجمعيات السياسية، لحظة إعلان استشهاد ياسين العصفور، وفضلت عائلة الشهيد التشييع المباشر للشهيد، فتدارك الأمر ائتلاف شباب صورة 14فبراير، بدعوة  الجماهير التوجه لقرية المعامير لتشييع الشهيد.

طبعت أم ياسين قبلتها الأخيرة على جبين ولدها الأصغر من بين خمسة أولاد، وما أغلى آخر العنقود من بين الأبناء، ودعه أبوه بدموع ساخنة، وتم التشييع، لكن مرتزقة النظام لم يمهلوا الأهل مواراة ياسين الثرى، فقمعوا من توجه للتشييع، غادر الجميع ولكن شباب قرى خط الملاحم وشباب سترة يتوعدون بأن تكون مسيرة انتهاء عزاء الشهيد بعد يومين حاشدة ومجلجلة وصارخة بظلامة الشهيد وموجهة التحية لروح ياسين التي ختمت سورة الشهادة في زمن قياسي في ربيع الرابع عشر من عمره  الفتي.
  1. وصلة تشييع الشهيد ياسين
  2. وصلة وداع الوالد بدموعه ابنه الشهيد

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus