استعدادات العودة... مسيرة وصلت نقطة التفتيش المحاذية للدوار وهي تردد "اسحقوه اسحقوه"

2012-01-22 - 8:33 ص


 
مرآة البحرين (خاص): وصفت ندى عبد الصمد مذيعة قناة BBC في حسابها على تويتر مجريات الأحداث المتصاعدة في البحرين يوم أمس بأنها تبدو "عودة إلى ما قبل دخول قوات درع الجزيرة" في إشارة إلى بدايات انطلاق ثورة 14 فبراير التي يعمل البحرينيون على استعادة اعتصامها المركزي الدائم في دوار اللؤلؤة مع قرب مرور ذكراها الأولى.
 
وبعيد إعلان الجمعيات السياسية عن عزمها التوجه إلى دوار اللؤلؤة في مسيرة جماهيرية كبرى يوم الرابع عشر من فبراير القادم، توجه مئات من المتظاهرين مجددا إلى دوار اللؤلؤة بعد انتهاء مسيرة يوم أمس الجمعة التي نظمتها الجمعيات من دوار "عبد الكريم" المحاذي للعاصمة إلى دوار "كرانة" في شارع البديع تحت عنوان "صمود"
 
وقال مراسل مرآة البحرين إن المسيرة العشوائية انطلقت بتجمعات شبابية عائدة من شارع البديع تحمل أعلام البحرين وهي تردد الهتافات المناوئة للنظام والشعارات الملهبة للحماس والعزيمة. وشارك في التظاهرة مئات من الشباب والشابات وهم يهتفون "اسحقوه اسحقوه" بعد خطبة الجمعة الغاضبة للزعيم الديني الشيخ عيسى قاسم والتي دعا فيه أنصاره إلى سحق كل من يرونه يعتدي على عرض فتاة مؤمنة من قوات الأمن.
 
وبلغت المسيرة التي لم تكن الأولى من هذا النوع مشارف نقطة التفتيش القريبة جدا من مدخل دوار اللؤلؤة، وذلك لأول مرة منذ 15 مارس 2011 حين فرضت قوات الأمن طوقا محكما على الدوار من مسافات بعيدة وأغلقته إلى أجل غير مسمى.
 
وكان من الغريب جدا عدم تدخل قوات القمع رغم أن التظاهرة كانت تراقب بطائرتي هيليكوبتر حلقتا على ارتفاع منخفض فوقها، وتجمع المتظاهرون عند إشارات جدحفص لرص الصفوف وعقدوا العزيمة على التوجه للدوار دون إعلان أو تخطيط مسبق. إلى ذلك قطعت المسيرة مسافة طويلة ووصلت نقطة اللاعودة في حين ظلت أعداد أخرى تراقب الحدث على طول الشارع المؤدي للعاصمة.
 
واعتادت قوات الأمن في مثل هذه التظاهرات أن تقطع الشارع من جهة إشارات جدحفص أو دوار "عبد الكريم" منعا من تقدم المتظاهرين، لكنها اختفت تماما من المشهد، وحتى دوريات تنظيم المرور لم تتواجد مطلقا حوالي الشارع مع انطلاق مسيرة الجمعيات كما كان معتادا.
 
وحال وصول المتظاهرين نقطة التفتيش تفاجأوا بآليات الشرطة تتمركز خلفها، لتبدأ في قمعهم بعد دقائق. وأطلقت القنابل الصوتية وقنابل الغاز المسيلة للدموع كذلك من خلف المزارع المطلة على الشارع، حيث تمركزت كتائب أمنية أخرى في الشارع الخلفي المؤدي لمنطقة "القفول". ووصف مراسل المرآة عملية القمع بأنها كانت غريبة جدا، حيث أطلقت القنابل من مسافات بعيدة ومن شارع آخر يقع خلف المنازل والمزارع التي كانت تفصل بين قوات الأمن والمتظاهرين.
 
وأحدثت بعض قنابل الغاز حريقا في إحدى المزارع، بينما تناثرت الطلقات العشوائية على المتظاهرين الذين فروا إلى قرية السنابس، تحت زحف قوات الأمن التي مشطت القرية وانتشرت في كل أرجائها وعلى مداخلها. وسمعت أصوات الطلق كذلك من الجهة الأخرى للشارع، بعد أن اقتحمت كتيبة أمنية قريتي جدحفص والديه لمحاصرة المتظاهرين.
 
وذكر هذا المشهد النادر بالتظاهرات التي انطلقت عقب تشييع الشهيد علي مشيمع الذي سقط في 14 فبراير، حين وجد المتظاهرون الشوارع المؤدية للدوار مفتوحة لهم فجأة، والتظاهرة الأخرى التي انطلقت متجهة للدوار بعد الهجوم الأول والتي سقط فيها الشهيد عبد الرضا بو حميد برصاص قوات الجيش على مشارف الدوار.
 
فتح الدوار واسترجاع اللؤلؤة التي هدمها النظام سيظل هدف شباب 14 فبراير، ووسيلتهم لتحقيق مطالب الثورة في نفس الوقت، وفي هذا السياق يبدو عزمهم كبيرا جدا.

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus