مراكز الأبحاث الدولية 2015: البحرين في طريقها نحو تفاقم التطرف السنّي واشتداد الغضب الشيعي

2016-01-06 - 4:11 ص

مرآة البحرين (خاص): على مدى 5 سنوات، تابعت مراكز البحث والتفكير، والمؤسسات الدراسية، مسلسل الأحداث في البحرين، وصار قضيّتها. اعتبر الباحثون البحرين مدخلا لفهم السياسة في الخليج، ولفهم التطرّف السنّي، والغضب الشيعي، والاتّساع المستمر للشرخ الطائفي.

اعتقال الشيخ علي سلمان، داعش والبحرين، الوضع السياسي المحلي الجديد بعد انتخابات 2014، فضلا عن التغيّرات في موقف الولايات المتّحدة والمجتمع الدولي من الأزمة، مواضيع شغلت كبار الباحثين، فصدرت مجموعة لافتة من الدراسات والأوراق والقراءات السياسية البحثية.

دراسة لجامعة هارفرد صنّفت انتخابات البحرين من بين الخمس الأسوأ في العالم، بينما قالت تحليلات لمجلس العلاقات الخارجية الأمريكي إنّه لا ينبغي لأحد الاطمئنان بخصوص البحرين، وإن دعم وجود الأسطول الخامس سيبدأ بالتلاشي، وكذلك سيادة البحرين نفسها، بعد أن انخرطت في السجال الإقليمي بين إيران والسعودية.

وفي حين لاحق الباحث البريطاني مارك أوين جونز وثيقة سرّية حتى استطاع من خلال القضاء رفع السرّية عن أجزاء منها وضمّها إلى دراسته، اعتبر معهد تشاتام هاوس البريطاني، أن الحياة السّياسية للشّيخ علي سلمان تُبين "دورة الإصلاح والقمع في البحرين"، وقالت خبيرة في الجامعة الأمريكية إن وجود تركي البنعلي في المراتب القيادية بتنظيم "داعش" هو محصل لخطابات الكراهية السائدة في المؤسسات الرسمية البحرينية.

مركز أوال يفتتح جزءا من مشروع أرشيف البحرين

الخواجة

تميّز العام 2015 بافتتاح جزء من الأرشيف الذي يعمل على تأسيسه «مركز أوال للدراسات والتوثيق»، إذ فتح أبوابه للجمهور لأول مرة متيحا لهم الاطّلاع على أكثر من 10 آلاف وثيقة تخص فترة الطوارئ 2011، وذلك بمناسبة يوم الأرشيف العالمي. وبحسب المركز، يهدف مشروع التوثيق والأرشفة إلى مساعدة كل باحث ومتخصص وطالب معرفة، في الوصول إلى الوثائق والمصادر المتعلقة بالبحرين للاستفادة منها في مختلف المجالات.

واستطاع المركز حتى الآن أرشفة أكثر من 34 ألف وثيقة، شملت ملفات مختلفة لتوثيق الحراك البحريني، كما أنّه يعمل على جوانب أرشيفية أخرى تتعلق بتاريخ البحرين الحديث والمعاصر.

دراسة لجامعتي هارفرد وسيدني: انتخابات البحرين من بين الخمس الأسوأ في العالم

قالت دراسة أنجزت بتعاون بين جامعتي هارفرد في الولايات المتحدة، وسيدني في أستراليا، إن الانتخابات النيابية الأخيرة التي أجريت في البحرين واحدة ضمن أسوأ 5 انتخابات أجريت في العالم خلال العام 2014، ووصفتها بالانتخابات المعيبة والفاشلة، وأنها فشلت في تلبية المعايير الدولية.

واعتمد بناء الدراسة على أدلة استقصائية جمعها 1429 من خبراء الانتخابات. وقام معدوها بسؤال الخبراء المحليين والدوليين مباشرة بعد كل انتخابات أجريت في البلدان المشمولة ضمن المسح عن معايير جودة الانتخابات من خلال 49 مؤشراً.

مجلس العلاقات الخارجية CFR

مركز امريكي

قدّم إليوت أبرامز، كبير الباحثين بـ«مجلس العلاقات الخارجية»، وهو مؤسسّة بحث وتفكير أمريكية هدفها تحليل سياسة الولايات المتّحدة والوضع السياسي العالمي، تحليلا بحثيا تحت عنوان "كيف تخلّى أوباما عن البحرين"، بحث فيه تغيّر سياسة واشنطن تجاه أزمة البحرين، ونشر التحليل على موقع المؤسسة وكذلك على موقع مجلة فورين بوليسي الشهيرة، في فبراير/شباط 2015.

أبرامز، الذي كتب كثيرا عن البحرين، قال إن الصمت هو ما يطرق مسامعنا من ناحية البيت الأبيض حين يأتي الحديث عن انتهاكات حقوق الإنسان والحكومة الاستبدادية الوحشية في المنامة، في ظل تفاقم الوضع، واستعرض أبرامز تغيّر الموقف الأمريكي عبر تحليل الخطاب الأخير للرئيس باراك أوباما في الأمم المتّحدة، والذي لم يأت في على ذكر البحرين إلا في جملة واحدة مموّهة في إطار الحديث عن التوتّرات الطائفية، دون أن يقدّم أي لوم للنظام، أو يطالب بأي شيء.

ورأى أبرامز أن الولايات المتّحدة تتمتّع بتأثير كبير على المنامة. وقيامها بسحب مجموعة صغيرة من قوّاتها العسكرية سيكون ذا أثر كبير هناك، واعتبر أن واشطن لم تصمت فقط، بل قامت بتصرّفات لا يمكنها إلّا أن تقنع الحكومة البحرينية بتجاهل أي احتجاجات هادئة تقام، مثل توسيع قاعدتها العسكرية هناك "تبعث إدارة أوباما رسالة واضحة مفادها أنّ احتجاجاتها الصاخبة ولّت، وأنّ الرئيس لن يأتي على ذكر البحرين، وأنّه بإمكان الملكية أن تطمئن".

ورأى أبرامز أنه "لا ينبغي لأحد الاطمئنان بخصوص البحرين. فهي في طريقها نحو المزيد من الاضطراب، وتفاقم التطرّف السنّي، واشتداد الغضب الشيعي، والاتّساع المستمر للشرخ الطائفي".

كما قال إن أبرز الافتراضات المحتملة هو أنّه "في حين ترى أغلبية البحرينيين أنّ الولايات المتّحدة غير مبالية بالقمع وتقف إلى جانب أكثر أفراد الأسرة الملكية قمعًا، سيبدأ الدعم لوجود الأسطول الخامس بالتلاشي. وكذلك سيادة البحرين نفسها، إذ إنّها أشركت نفسها في السجال الإقليمي بين إيران والسعودية".
"في يوم من الأيّام، كانت البحرين أيضًا نموذج عن سياسة أوباما الحسّاسة في ما يتعلّق بحقوق الإنسان. واليوم، يمكن للمرء القول، للأسف، إنّها نموذج جيّد عن كيفية تبخّر سياسة حقوق الإنسان في الهواء"

وفي تحليل بحثي آخر، قال أبرامز إن الأسرة الحاكمة في البحرين تنتهج مسارًا لا يمكن له أن يؤدي إلى أي نتيجة جيدة، فالحكومة لا تحد من حقوق المواطنين البحريينين فحسب، بل تقف مكتوفة الأيدي أمام تحول السنة إلى التّطرف وانجذابهم إلى الجماعات الإسلامية العنيفة، ورأى أن النظام الملكي في البحرين - بقيادة أسرة آل خليفة يواجه اليوم تهديدًا فريدًا من تنظيم داعش.

البحث في وثيقة بريطانية سرّية

خاض الباحث والكاتب، مارك أوين جونز، عضو منظّمة "بحرين ووتش"، وطالب الدكتوراه في جامعة درهام البريطانية، معتركا قضائيا مع الحكومة البريطانية للكشف عن وثيقة سرّية من الأرشيف الوطني البريطاني تظهر اتّصالات بين رئيس مباحث أمن الدولة السابق، الضابط البريطاني إيان هندرسون، والخارجية البريطانية، تعود إلى حوالي 40 عاما، وذلك للاستفادة منها في بحوثه التي يجريها عن البحرين، ورسالته للدكتوراة في العلوم السياسية، التي موضوعها البحرين أيضا.

عنوان الملف السرّي محل التنازع كان "البحرين: الوضع السياسي الداخلي في العام 1977"، وقد اعتبره جونز وثيقة مهمّة جدا لإكمال بحثه، وفي نهاية القضية، أمرت المحكمة الحكومة البريطانية بالكشف عن سطور أخرى فقط من الوثيقة، وليس كاملها، وقال جونز تعليقا على ذلك إن "الحكومة كانت تلجأ إلى "القمع البيروقراطي" لإيقاف التدقيق في الدّور التّاريخي لبريطانيا في البحرين".

وبيّنت قراءة مبدئية لما كشف من الوثيقة أن إيان هندرسون، تم تجاوزه في بعض القرارات التي كان يريد أن يتّخذها، إذ منع من اعتقال مجموعة من السياسيين يعتقد جونز أنّهم بحرينيون سنّة من أعضاء الحركات اليسارية، التي تصدّرت الجبهة المعارضة للنظام آنئذ.

وفي أحد التعليقات الخطّية التي كتبت على الوثيقة، قال مسئول هويّته غير معلومة إنه حين غادر البحرين في العام 1956، لم يكن يراهن على بقاء آل خليفة في العشرين عامًا المقبلة، واصفا الظروف والأوضاع التي تحدّث عنها هندرسون بـ"المزعجة جدًا".

ويخضع جونز هذه الوثائق وغيرها، لتحليل سياسي وتاريخي عميق، ضمن رسالته للدكتوراة، وقال حوار مع "مرآة البحرين" إنّه "مع أن الأجزاء الجديدة التي كشف عنها من الوثيقة لا تضيف الكثير، إلا أنّها تعطي إشارة مختلفة على نحو ما، إذ تؤكّد أن التحكّم بالوضع الأمني وتوجيهه كان بيد آل خليفة أكثر من البريطانيين، وأن هندرسون كان مهمّشما من ناحية اتّخاذ القرارات".

وفي سياق تحليل الوثيقة المبدئي، يقول جونز إن التأثير السعودي في البحرين كان قد بدأ في النمو بعد الاستقلال، وإن القمع في البحرين بدأ يعكس التأثير السعودي أكثر مما يعكس التأثير البريطاني على البلاد.

مركز ستراتفور للدّراسات الاستراتيجية

ستراسفور

نشر مركز ستراتفور للدّراسات الاستراتيجية مقالا تحدّث فيه عن أهمية البحرين بالنّسبة للولايات المتحدة كحليف إقليمي في الشّرق الأوسط، المتوافقة عكسيًا مع حجم البلاد، مشيرا إلى محافظة الولايات المتحدة على قاعدة بحرية في البحرين منذ العام 1947، وتمركز الأسطول الأمريكي الخامس فيها.

وذكر المركز أن علاقة الولايات المتحدة بالبحرين في بعض الجوانب وثيقة كعلاقاتها مع حلفائها في حلف شمال الأطلسي (النّاتو)، مشيرا إلى منح الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش البحرين أحقّية شراء المعدات العسكرية، تمامًا كأعضاء حلف شمال الأطلسي.

وفي أعقاب حادث تفجير سترة في 28 يوليو/ تموز 2015، قال المركز في تقرير إنه من المحتمل ظهور مجموعة مسلحة شيعية جديدة في البحرين، رغم أن السّلطات البحرينية ظلّلت تحاول قمع الاحتجاجات الشّيعية منذ العام 2011.

المعهد الملكي البريطاني "تشاتام هاوس"

توقع المعهد الملكي البريطاني "تشاتام هاوس" في دراسة حصول تغيرات سياسية في دول الخليج، مشيرا إلى أن الهياكل الاقتصادية والاجتماعية في هذه الدول تمر بتحولات جذرية، من شأنها أن تفرض تغييرات سياسية على التركيبة الحاكمة.

الدراسة التي أجراها المعهد لا تنظر إلى الاحتجاجات في البحرين على أنها عابرة، بل على أنّها ستفرض مع الوقت تحديات جدية على المستوى السياسي في الممالك الخليجية. ويستشهد المعهد الملكي أيضاً بالتدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي، المطالبة بملكيات دستورية وبرلمانات منتخبة، إذ لا يراها حالات معزولة، وإنما ستـحدث خضات سياسية في المستقبل.

ورأت الدراسة أن الوقت قد حان للدول الغربية، إلى أن لا تحصر علاقاتها مع النخبة الحاكمة في الخليج، وتوسعها لتطال الجيل الجديد الذي أصبح أكثر نضوجاً وتعليماً.

على صعيد آخر، كتبت الباحثة في المركز، جين كينيمونت، تحليلا سياسيا تحت عنوان "سجن الإصلاحيين يسلط الضّوء على الهشاشة السّياسية في البحرين"، وذلك عقب الحكم بسجن زعيم المعارضة البحرينية الشيخ علي سلمان، وخلصت كينيمونت إلى أنه من المُرَجّح أن يجعل ازدياد القمع الدّاخلي حراك المعارضة الواسع في البحرين أكثر تطرفًا ومعاداة للغرب. وقالت إن الحياة السّياسية للشّيخ علي سلمان تُبين "دورة الإصلاح والقمع في البحرين".

كينيمونت قلت أيضا إن فشل المحادثات بين الحكومة والمعارضة في 2014 مهّد الطّريق لاعتقال سلمان، وأن الوفاق لو دخلت في برلمان 2014، لما كان الشّيخ علي في السّجن الآن، ورأت أن توقع المعارضة البحرينية الحصول على ضغط دولي يبدو غير واقعي، وأن ما يحدث قد يشجّع على مزيد من المواجهات. 

مؤسسة كارنيغي

كارنيغي

بحثت ندوة "الاتجاهات المستقبيلة في دول الخليج" التي عقدتها في العاصمة الأمريكية واشنطن مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي (3 مارس/ آذار 2015)، التغيرات في منطقة الخليج وضرورات إجراء الإصلاحات السياسية والاقتصادية واستعرض كبير الباحثين في معهد كارنجي فريدريك ويري، التحديات التي تواجه دول الخليج.

نائبة الرئيس وزميلة الأبحاث في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تشاتام هاوس جين كينينمونت قدّمت ملخصًا لبحثها ذكرت فيه أن البحرين تعتبر من أهم الدول التي تواجه تحديات اقتصادية آنية. من جانبه قال المنسق في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تشاتام هاوس جميل ديمونكس أن البحرين تسحب الجنسيات من مواطنيها بزعم أنها تجابه التطرف والإرهاب، لكن الواقع يقول أن الاستهداف يشمل المعارضين السلميين.

الخبيرة في شؤون الخليج في الجامعة الأمريكية كرستين ديوان رأت أن وجود تركي البنعلي في المراتب القيادية بتنظيم "داعش" هو محصل لخطابات الكراهية السائدة في المؤسسات الرسمية البحرينية التي إستمرت لأكثر من أربع سنوات.

باحثة فرنسية تناقش "النشاط البحريني في المنفى" بكلية لندن للاقتصاد

hgfpvdk 5

قدمت الباحثة الفرنسية في المعهد الفرنسي للشّرق الأدنى، كلير بوغراند، ورقة بحث بعنوان "الموروثات والتمزقات الثورية في النشاط البحريني في المنفى" في ندوة عقدت في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية.

وأشارت بوغراند في ورقتها إلى أنّه "كان للبحرين تاريخ طويل في نفي معارضيها كوسيلة للسيطرة على المعارضة السياسية"، وأن "الانتفاضة السياسية في العام 2011 في البحرين كانت مفتاحًا لمرحلة جديدة من سياسات الهجرة والنفي في البحرين" وأن "القمع الوحشي أدى إلى موجة جديدة من النفي السياسي، أثرت على نطاق واسع من الفئات الاجتماعية والاقتصادية".

معهد أبحاث السلام الدولي

كشف معهد أبحاث السلام الدولي بأن مبيعات الأسلحة إلى الدول الخليجية زادت بنسبة تربو على 70 % في خلال السنوات الخمس الماضية، وأن بريطانيا هي أكبر مورد لها.

وقال المعهد في أحدث تقرير له "إن دول مجلس التعاون الخليجي الست، البحرين، الكويت، عمان، قطر، الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، استثمرت بكثافة في ترساناتها من عام 2010 إلى عام 2014"، مشيراً إلى أن الدول الست "مثلت أسواقاً مربحة للأسلحة البريطانية".

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus