الصحف العربية: واشنطن "تتحرز" على موظفيها وتحذر من اضطرابات محتملة ومنظمات حقوقية تتهم الحكومة بالفشل بتنفيذ الإصلاح

2012-01-25 - 10:39 ص

                                                   المؤتمر الصحافي لإطلاق التقرير بشأن البحرين في تونس

مرآة البحرين(خاص):
تنوعت اخبار البحرين التي نشرتها الصحف العربية والخليجية اليوم، وكان لافتاً اهتمام عدد منها بتحذير واشنطن لرعاياها من اضطرابات محتملة في البحرين مع اقتراب الذكرى الاولى لاندلاع الاحتجاجات. وجاءت هذه الدعوة متزامنة مع تقرير حقوقي لست منظمات دولية اتهمت الحكومة بالفشل في تحقيق وعودها الاصلاحية. إلى ذلك عرضت صحف أخرى مزيداً من المواقف المؤيدة لمواقف المرجع عيسى قاسم.

وقد نشرت كل من صحف "السفير" اللبنانية و"اليوم السابع" المصرية و"القبس" الكويتية إضافة إلى "السبيل" الاردنية أن "الولايات المتحدة أعلنت أنها ستنقل احترازيا أفراد طاقم سفارتها في البحرين مع عائلاتهم لأسباب أمنية، وحذرت مواطنيها المسافرين إلى البحرين من اضطرابات محتملة في المملكة مع اقتراب ذكرى انطلاق الثورة في 14 شباط المقبل.

وقال بيان للخارجية الأميركية ان «تزايد عدد التظاهرات العنيفة مؤخراً على طول جادة بوداية (حيث يقطن القسم الاكبر من الأجانب) تسبب بفوضى في حركة المرور ما أدى الى الحؤول دون تنقل جميع الذين يقطنون في هذه المنطقة».

واوضح البيان ان «عدم التمكن من مغادرة المنزل لفترات طويلة هو مشكلة حقيقية للامن والامان» مضيفا «نتيجة لذلك، سوف ينقل موظفو السفارة وافراد عائلاتهم الى مناطق اخرى». واضاف «نواصل دعوة الاميركيين الى متابعة اخر التوصيات الامنية وعدم الخروج».

من ناحيتها نشرت "الوطن" الكويتية  إن وزارة الداخلية البحرينية قد قالت ان "مجموعات ممن وصفتهم بـ "المخربين قامت باغلاق الشوارع في عدة قرى بالمملكة مساء وقامت بأعمال ارهابية مستخدمين الأسياخ الحديدية والزجاجات الحارقة (المولوتوف)".

واوضح رئيس الامن العام اللواء طارق الحسن في بيان صحافي مقتضب ان وزارة الداخلية اتخذت الاجراءات القانونية اللازمة "بالقاء القبض على عدد من المخربين تمهيدا لعرضهم على النيابة العامة في وقت لاحق".

في هذه الاثناء، قالت صحيفة "الوفاق" الايرانية الناطقة باللغة العربية أن ائتلاف شباب "الرابع عشر من فبراير" دعا إلى مسيرات تضامنية مع كوادر جمعية "أمل المعتقلين" وعلى رأسهم العلامة شيخ محمد المحفوظ. وقد وأرجأت محكمة الاستئناف جلسة محاكمة كوادر جمعية "أمل" الى العشرين من فبراير/ شباط المقبل. وكانت محكمة السلامة الوطنية قد حكمت على الأمين العام للجمعية الشيخ محمد المحفوظ ورفاقه بالسجن بين خمس الى عشر سنوات.

أما صحيفة "الاخبار" اللبنانية فنشرت تقريراً لست منظمات أعضاء في بعثة المنظمات الحقوقية الدولية للبحرين ،صدر  خلال شهر تشرين الثاني الماضي وقال إن" السلطات البحرينية بالفشل في تنفيذ وعودها بالإصلاح، على الرغم من التوصيات العديدة التي قدمتها اللجنة المستقلة لتقصّي الحقائق".

وقال التقرير إن «انتهاكات حقوق الإنسان تستمر يومياً، ولا يزال الناس يتعرضون لأحكام بالسجن لفترات طويلة، بمن في ذلك ناشطون بارزون في مجال حقوق الإنسان حكم عليهم بالسجن مدى الحياة. ومع ذلك، فإن العالم لم ينتبه إلى هذا البلد المنسي، خلال سنة من الاضطرابات في المنطقة».

وحمل التقرير عنوان «الحرمان من العدالة في البحرين: خنق حرية التعبير والتجمع السلمي»، وهو يوضح الخطوط العريضة لانتهاكات حقوق الإنسان المتعلقة بتعامل السلطات مع الاحتجاجات والتظاهرات في البلاد منذ شباط 2011.

ويقدم لقاءات مفصّلة مع المدافعين عن حقوق الإنسان والمحامين والكتاب والفنانين والصحافيين والمسؤولين الحكوميين والدبلوماسيين الأجانب ويقدم رؤية ثاقبة بشأن كيفية استمرار الحكومة بمعاقبة الأفراد ومحاكمتهم لمجرد التعبير عن آرائهم واستمرارها بقمع الاحتجاجات السلمية.

ويقول مينا ممدوح من الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان إنه «وسط الأحداث المتلاحقة التي تحدث في المنطقة، يجب ألا نغفل عن محنة الشعب البحريني، ويجب أن نتعامل مع ما يحدث في البحرين باعتباره انتفاضة شعبية سلمية للمطالبة بالكرامة وحقوق الإنسان، وليس في إطار الصراع الطائفي».

ومع إطلاق تقرير اللجنة المستقلة لتقصّي الحقائق في البحرين في نهاية تشرين الثاني (والذي حضرته البعثة)، جرى تحديد موعد نهائي في شباط 2012 لتأليف لجنة وطنية لتقديم توصيات للإصلاح، وظهرت توقعات بأنه سيكون هناك تغيير في البحرين. إلا أنه، كما يشير التقرير وكما شهد أعضاء البعثة، على أرض الواقع لا تزال البحرين دون تغيير. فنشطاء حقوق الإنسان، والأطباء والمدرسون وأعضاء النقابات والشخصيات السياسية والصحافيون والمدوّنون وآخرون لا يزالون يواجهون مضايقات وملاحقات والسجن واستخدام التعذيب والمحاكمات الجائرة ضدهم. وتستمر الاحتجاجات يومياً تقريباً، ولم يتغيّر تعامل قوات الأمن معها عمّا كان قبل نشر تقرير لجنة تقصّي الحقائق.

دعوات علمائية لعدم التمادي في انتهاك الحرمات

من ناحيتها قالت صحيفة "الوفاق" الايرانية أية الله الشيخ محمد السند حذر السلطة البحرينية من مغبة الاستمرار التطاول على الحرمات وقال في بيان: " ليعلم نظام آل خليفة أن موازنات المنطقة لم تعد بيد أسيادهم الأمريكيين والبريطانيين، وإن حوض الخليج بات بيد شعوب المنطقة" ، مضيفا: "ان أرادت العائلة الخليفية ومن والاها عبر مرتزقتها المضي عتوا في هتك الأعراض وسفك الدماء فلتعلم إن الشعب كله قبضة حديدية واحدة، لن يعرف هدوءا ولا قرارا أمام من يعتدي ويتطاول على الحرمات"، مشيرا الى ان الشعب البحريني لن ينسى ما عاناه طوال فترة حكم ال خليفة من هتك أعراض وسفك دماء.

من جهته، دعم المجلس العلمائي البحريني في بيان له المرحلة الجديدة التي أعلنها آية الله الشيخ عيسى قاسم والمتمثلة في استراتيجية الرد على كل من يتطاول على الأعراض من اولئك الغرباء عن ثقافة هذا الشعب وقيمه الرفيعة. وأكد المجلس أن هذه الاستراتيجية لن تكون الأخيرة إذا لم تتوقف الأيدي العابثة بالعرض والشرف. كما شدد على أن هذه القضية لا علاقة لها بالاحتجاجات، معتبرا أن الدفاع عن الدين والعرض والنفس والمال من صميم الحق الشرعي.

من جانبه، أكد الناشط الاعلامي البحريني محمد علي البحراني: ان الاحتجاجات الشعبية في البحرين ستبقى في إطارها العام سلمية لكنها ستشهد تصاعداً وربما يشوبها شيئ من العنف نتيجة استمرار السلطة في سياسة الحل الأمني خاصة ضد التظاهرات التي يدعو لها ائتلاف 14 فبراير، متوقعا ان تشهد الساحة البحرينية مستجدات خلال الفترة القادمة حيث سيفاجئ الشعب البحريني السلطة المحلية والقوى الاقليمية الداعمة لها، مشيرا الى حصول اجماع لأول مرة في تاريخ البحرين بين قوى المعارضة البحرينية بمختلف أطيافها على أن لا شرعية لحاكمية اسرة آل خليفة لانها تفتقد لأي اطار أو دستور أو وثيقة تشرعن حاكميتها، أضف الى ذلك موقف سماحة الشيخ عيسى احمد قاسم الذي عبر بوضوح عن انزعاج علماء الدين من استمرار السلطة في القمع وخاصة قمع النساء وانتهاك حرماتهن.

مجلس النواب البحريني يقر الانتقال للاتحاد الخليجي

إلى ذلك قالت صحيفة "الرياض" السعودية أن مجلس النواب في مملكة البحرين وافق خلال جلسته العادية التي عقدها امس على قيام الحكومة البحرينية بالعمل على تفعيل ما جاء في خطاب الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود خلال القمة الخليجية الثانية والثلاثين التي عقدت في مدينة الرياض بتجاوز مرحلة التعاون بين دول الخليج العربي إلى مرحلة الاتحاد.

وأشارت كل من صحيفتي "الرياض" و"الجزيرة" إلى أن رئيس الوزراء البحريني الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة التقى  السفير السعودي لدى البحرين عبدالمحسن بن فهد المارك. وأكد سلمان عمق العلاقات الأخوية التي تربط بين السعوديو والبحرين مشيدًا بالنهضة التنموية التي حققتها المملكة السعودية بقيادة الملك عبدالله بن عبدالعزيز في مختلف الميادين وبإسهامات المملكة في الشأن الخليجي والعربي.

أما "الجزيرة" وفي خبر مالي قالت أن المؤشر العام لبورصة البحرين اقفل أمس عند مستوى 38ر144ر1 بارتفاع وقدره 23ر3 نقطة وذلك لارتفاع مؤشر قطاع البنوك التجارية وقطاع الاستثمار. وبلغت كمية الأسهم المتداولة 921 ألفاً و667 سهمًا بلغت قيمتها الإجمالية 372 ألفًا و797 دينارًا بحرينيًا تم تنفيذها من خلال 55 صفقة.

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus