تظاهرة تشل العاصمة المنامة و3 شهداء أحدهم تحت التعذيب

2012-01-26 - 8:41 ص

قيادات المعارضة تتقدم المسيرة قبل قمعها


مرآة البحرين (خاص): نجحت قوى المعارضة في جعل العاصمة البحرينية مركزاً لاحتجاجاتها، فتحولت المنامة أمس إلى ما يشبه الثكنة العسكرية بعد أن تحدت قراراً لوزارة الداخلية بمنع مسيرة دعت لها.

وشُلّت الحياة بشكل كلي، كما أغلقت المحال التجارية أبوابها، فيما طوقت أعداد هائلة من قوات الأمن بشكل محكم كامل المنافذ المؤدية لها من جهات القفول والقلعة ورأس الرمان وباب البحرين. وتمكن كثير من المحتجين من الوصول إلى العاصمة عبر الطرق الداخلية، على رأسهم قيادات الجمعيات السياسية، إلا أن قوات الأمن قمعتهم، مستخدمة الرصاص المطاطي والشوزن الذي أطلقته بكثافة.

وشوهدت قوات الأمن، وهي تذرع الأسواق والأحياء الداخلية للمنامة، فيما أفيد عن وقوع كثير من الإصابات نتيجة للعنف المفرط. وسجل اليوم وقوع ثلاثة شهداء، أحدهما قضى تحت التعذيب بعد ساعات من اصطدام عربات الشرطة بسيارته في منطقة الديه واعتقاله، وهو الشاب منتظر سعيد فخر، ابن أحد تجار الطائفة الشيعية، فيما قضى الآخران بالغاز الخانق أمس واليوم، وهما عباس الشيخ من إسكان جدحفص الذي أفيد أيضاً عن إصابته بعدد من رصاص الشوزن، وسعيد علي السكري من عالي.

وقاد النائب الوفاقي المستقيل جواد فيروز مجموعة من المحتجين، حيث تمكنوا من التمركز في العاصمة، إلى جوار عديد من المجموعات التي تدفقوا من الطرق الفرعية مشياً على الأقدام، حيث التحموا معاً وشكلوا مسيرة ضخمة، قبل أن تتصدى لهم قوات الأمن لدى وصولهم تقاطع الحكومة.

وتحدث المحتجون عن أن قوات الأمن قابلتهم بقوة مفرطة ما أدى إلى وقوع إصابات وإختناقات في صفوف المتظاهرين والمواطنين. وامتدت موجة القمع وإغراق مناطق مختلفة بالغازات الخانقة، إلى جزيرة سترة والنويدرات ومنطقة جدحفص وبني جمرة وبوري والديه.

ونشر محتجون صوراً للشهيد منتظر فخر، وهو مقيد لدى اعتقاله من قبل قوات مكافحة الشغب أمس. ما يفند ذلك رواية وزارة الداخلية التي عزت الوفاة إلى حادث اصطدام "عادي" مع عدد من دوريات الشرطة. وقال ائتلاف 14 فبراير/ شباط إن "مركبة تابعة إلى وزارة الداخلية اصطدمت سيارة الشهيد، وبعدها قام المرتزقة بإرغامه بالقوة على النزول من سيارته وقاموا بضربه ضرباً مبرحاً ثم اقتادوه مكبلاً إلى السجن، ليقضي شهيداً مظلوماً داخل السجن تحت وطأة التعذيب".

كما زف في بيان آخر نبأ استشهاد عباس الشيخ (25 عاماً) الذي قال إنه "أحد قيادييه الميدانيين". وقال إنه قضى "إثر المضاعفات الخطيرة التي ألمّت بهِ نتيجة إصابتهِ برصاص الشوزن والرصاص المطاطي، واستنشاقهِ المتكرر للغازات السامّة، وقد أُدخل المستشفى قبل شهرين إلى أنْ قضى اليوم شهيداً".

فيما ذكر تيار "الوفاء" الإسلامي إنه توقي "متأثراً بجروحه بسبب تعرضه لطلق مباشر من سلاح الشوزن والمطاط من قبل قوات المرتزقة". ونقل عضو إدارة جمعية المحامين المحامي السيد محسن العلوي رواية لوفاة عباس الشيخ قال إنه تلقاها من التواصل مع بعض الأطباء، قائلاً "في فبراير/ شباط  الماضي تعرض لطلقات شوزن وهي مستقرة في جسمه للآن". وأضاف "ظل الشيخ يعاني من الشوزن وتحاشى الذهاب إلى المستشفى خشية القبض عليه، كما تعرض قبل شهرين تقريبا لطلقة صوتية مباشرة في الظهر". وتابع "ساءت حالة الشيخ بشكل ملحوظ وتعرض لاستنشاق للغاز المسيل للدموع فدخل على إثرها للمستشفى، حيث تبين أن مناعته ضعيفة وإصابته بسرطان الدم، حيث فارق الحياة".

وضربت ازدحامات شديدة اليوم الشوارع المؤدية إلى مناطق السيف والمحرق والبديع والمنامة، خصوصاً مع إغلاق قوات الأمن عدداً من الشوارع الرئيسة من دوار عبدالكريم إلى المحرق. وقالت الجمعيات السياسية في بيان اليوم إن "قوات الامن البحرينية هاجمت مسيرة سلمية كان يتقدمها قادة قوى المعارضة البحرينية بعنف ووحشية واستهدفتهم باستخدام مجموعة  من الأسلحة  قلب العاصمة المنامة بعد تحركهم من منطقة رأس رمان باتجاه باب البحرين".

وحسب البيان الذي أصدرته "وعد" و"الوفاق" و"الإخاء" و"الوحدوي" و"القومي" فإن "السلطات البحرينية انتهكت حق المواطنين في التعبير عن رأيهم بمواجهتهم بالنار والحديد ومنعهم من التعبير عن رأيهم وتكميم الأفواه وملاحقة المتجهين للمشاركة في المسيرة".
ولم تكترث المعارضة بمنع السلطات الأمنية المسيرة أو التظاهرة، باعتبار إن القانون البحريني لا يتطلب موافقة الأمن، بل إخطارهم بسير التظاهرة فقط وبمكانها.

وتحدث أمين عام "الوفاق" الشيخ علي سلمان، على صفحته بموقع "تويتر"، عما أسماه "إفراط في القمع، وضحايا بالجملة، حصيلة اليوم من الضحايا المعبرين عن آرائهم" على حد تعبيره.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus