مداهمات بني جمرة: لا أحد يؤذن لصلاة الفجر

2012-01-30 - 5:27 م



صورة من مداهمات البارحة نشرتها شبكة بني جمرة


مرآة البحرين (خاص): (الآن في بني جمرة). كانت هذه العبارة هي الأكثر تداولاً خلال الساعات الماضية، في فضاء تويتر والفيس، هي الساعات الأقسى على  بلدة بني جمرة التي تقع  في المحافظة الشمالية، وقد وقد باتت توصف بأنها: روح الثورة. طالت هذه البلدة عمليات مداهمة من قبل قوات أمنية كبيرة وصلت إلى 7 فرق ترافقها الكلاب البوليسية.

وتأتي هذه المداهمات التي ترتكب فيها عشرات الانتهاكات، بعد ساعات قليلة من نشر تلفزيون البحرين الرسمي برنامجاً تحريضيا ضد الشباب الثائر وضد القوى المعارضة، في تكرار لمشاهد جرت في شهور مارس وإبريل ومايو من العام الماضي.

 وخُصصت خمس فرق من بين من السبع  لحماية اثنتين كانتا تقومان باقتحام البيوت لاعتقال الشباب الثائر المطالب بالحرية والديمقراطية، الحصيلة كانت هي الهجوم على نحو 22 منزلاً واعتقال خمسة شبان، إذ استطاع معظم الشباب  المُستهدف الإفلات من قبضة القوات الغاشمة. في هذا اليوم لم يرفع أذان الفجر ليبث سكينته في نفوس الأهالي التي فقدت أمنها وحقها، فلم يتمكن أحد من مؤذني البلدة من الوصول للمسجد ليرفع نداء الله وأكبر.

وعُرف من بين المعتقلين: مصطفى البدر، زكي البدر، تقي البدر، مصطفى محسن ربيع، علي فتيل، وقد زكدت عملية المداهمات ان قوات المرتزقة التابعة لوزارة الداخلية تنفذ السياسة المتبعة  من إرهاب وقمع وترويع للآمنين، واعتداء على قاطني المنازل المُستهدفة بالضرب والتكسير، وإهانة النساء.

 ونقلت إحدى الفتيات التي تمت مداهمة منزل عائلتها لأصدقائها رسالة عبر الهاتف كان نصها " الحمد لله إخواني استطاعوا الهروب عبر السطح، لقد فتشوا المنزل بأكمله، ولأنني كنت أهتف: الله أكبر، فقد تم تهديدي بالطعن بسكاكين المرتزقة، وقام أحدهم  برش وجهي  بمادة مهيّجة،  لم أستطع فتح عيني، شعرت أنني سأصاب بالعمى، الآن وجهي يحرقني". حدث كل ذلك أمام أفراد عائلتها.

وجه أهالي بني جمرة نداء للمناطق المجاورة للخروج للشارع  للتخفيف من ضغط القوات الأمنية، وكان ثوار بلدة الدراز أول القرى تلبية للنداء، وتلتها بلدات: السنابس، الديه، جدحفص البلاد القديم، جنوسان، أبوصيبع، باربار، المالكية، دار كليب، سترة، بوري، شهركان. وكانت المفاجأة الكبرى خروج الشباب الثائر في العاصمة وهي مقتل النظام.

وشبّه البحرينيون ما حدث بعد منتصف الليل وصولاً إلى الصباح الباكر في قرية بني جمرة، بأنه أقرب إلى ما كان يحدث يومياً خلال أيام  السلامة الوطنية التي كانت في حقيقتها أقسى من الأحكام العرفية.

وتأتي ههذ المداهمات لتؤكد حقيقة أن النظام بات عاجزاً عن إيقاف الحراك الشعبي رغم كل وسائل القمع المتوحشة، عاد لسياسة الاعتقالات على مسافة خمسة عشر يوماً من موعد الذكرى الأولى لثورة اللؤلؤة وهو اليوم الذي ضربه الشباب البحريني موعداً للعودة إلى مركز الاحتجاجات الرئيسي في دوار اللؤلوة الذي صاغ له الشباب الثائر تسمية جديدة هي: ميدان الشهداء.

هل توقف سياسة الاعتقالات الزحف؟ سؤال يعرف إجابته كل بحريني، إجابته تقول إن النظام جرب هذ السياسة سابقاً وفشل، ففي العام 2010 اعتقل 200 شخص ضمنهم أهم القيادات في حركتي حق والوفاء وعدد كبير من الشباب الناشط، فانفجرت في وجهه ثورة 14 فبراير 2011، وجرب في 16 مارس أقسى أنواع الوحشية واعتقال أكثر من ألف شخص، لتنفجر الاحتجاجات في معظم المناطق عدا الرفاع التي يسكنها الملك وعائلته، وها هو النظام يجرب حظه مجدداً قبل 14 فبراير 2012، فياترى ما الذي سيحدث هذه المرة؟

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus