الشيخ قاسم: مشروع الفتنة الكبرى للأمة قائم على قدم وساق

2012-02-04 - 5:46 م


مرآة البحرين (خاص): أكد خطيب جامع الإمام الصادق في الدراز الشيخ عيسى قاسم أن "الحماية لقوات الأمن إعلان لها بمارسة بما تراه آمنة من كل عقوبة ومحاسبة"، مشيرا إلى أنها "لغة من يقول هذا فراق بيني وبينك"، محذرا من "مشروع الفتنة الكبرى الذي تستهدف به الأمة هذه الأيام".

وقال قاسم إن "الحماية الجسدية والقانونية والقضائية والمالية والاعلامية وكل حماية ممكنة أخرى لقوات الأمن هي للسياسة المرسومة لإسكات الشعب وإخضاعه وإذلاله"، مضيفاً "لا كلام لنا في حماية رجال الأمن واستيفائهم كل حقوقهم إذا كانت هذه القوات من أجل حفظ الأمن والقيام بواجبها بما يصب في مصلحة البحرين وأهلها جميعاً". وأكد أن "هذه الحماية من الحكومة هي إعلان لهذه القوات بأن تمارس بما تراه آمنة من كل عقوبة ومحاسبة من الجانب الرسمي، وأن لا رقيب ولا حسيب ، ولا توقع إلا للجوائز والمكافئات والترقيات".

وأشار إلى أن "رصاص للشوزن ومسيلات الدموع، واركل والصفع قوانين تعسفية قائمة على الانتقام والانفعال، والحرمان من لقمة العيش، والهجوم إعلامي لا اعتبار فيه للكرامة، حيث قضاء الأصل فيه أن المواطن هو الجاني"، مبينا أن هذه "لغة من يقول هذا فراق بيني وبينك ولغة لا حقوق ولا إصلاح ولغة غاب فشلت في كثير من ساحات الوطن العربي، ووصلت بالأوضاع إلى حد الانفجار".

ولفت إلى أن "الحكومة التي تنوي الاصلاح والعدل والاعتراف بحقوق المواطنين، لا تحتاج إلى أن تُخيف وترعب وأن تزيد من قسوة التعامل مع الشعب، وتطلق لقوات أمنها اليد الحرة في التصرف في حياة الناس ومصيرهم، وتطمئنهم أن لا حساب عليهم"، معتبرا أن ذلك "مقدمة لمن يختار الظلم على العدل والاستمرار في الفساد بدل الاصلاح"، متسائلاً "هل تتجه السياسة هذا الاتجاه، وتؤكد على ذلك بصورة عملية مشددة؟".

وأكد أن "التراجع عن الخطأ والاعتراف بالحق علامتها تختلف عما يسمعه الشعب من استعدادات وما يمارس من إجراءات بحقه"، متسائلاً "ما نتيجة ذلك؟ خصومة، خراب عام، هل هو خيار العقلاء أم خيار المجانين؟". وتابع: "أين نية الاصلاح وأبناء هذا الشعب قابعون في السجون يدفعون ثمن مطالبتهم بالحرية والحق، وهم يعيشون معركة المعدة الخاوية من أجل استرداد حريتهم".

وأردف قاسم "الشعب الذي يصر على الحرية رغم الالام العنيفة التي يعانيها صابراً  لا تملك أي سياسة أن تتجاوز مطلبه في الحرية، والسجناء من أبناء هذا الشعب وأهالي الشهداء، المفصولون من الاعمال، الأطباء والمربون، المهددون منتسبي الجمعيات السياسية يقدمون المواقف البطولية، لا يلويهم التهديد عن المطالبة بالحرية"، مشيرا إلى أن "شعباً بهذا الإصرار وبهذا البذل والتضحية لا بد أن ينال حريته ويهزم سياسة البطش ومنطق الغاب".

ونبه قاسم من مشروع الفتنة الكبرى "الذي تستهدف به الأمة هذه الأيام التي تبدأ ولا تكاد تنتهي وتهدم ولا تبني، ولا تستثني قطراً من أقطار الأمة، وهي فتنة طائفية مجنونة حارقة"، موضحاً أن "التنفيذ لهذه الفتنة قائم على قدم وساق، وانما اختير لهذه الفتنة أن تكون طائفية انتقاماً من توجه الأمة لاسلامها وحنينها للعودة إليه". فـ"الانسب للاستغلال الخبيث للروح الدينية التي أخذت تسري في عروق أبناء الأمة، وهي تستغل التعددية المذهبية للأمة، لأن ليس مثله في القدرة على الاستقطاب والتدمير في الصراع".

واعتبر أن "هناك طرفاً خارجياً أرعبه تحرك الوعي الاسلامي وشوقه إلى الاسلام، وهناك حكام ممن لا يهمهم من أمر الاسلام شيء إلا عودة الأمة إليه"، لافتا إلى وجود "طرف ثالث هم أصحاب النظرة المذهبية الضيقة، وهذه الفتنة أول ما تقضي عليه هو موقع الأمة في واقع الحياة وجعلها قسمة بين الأمم، وفيها قضاء على أصالة الاسلام وصدقيته في الأجيال".

وختم الشيخ قاسم "مسؤولية كل مسلم أن يعمل جاهداً على درأ هذه الفتنة الكبرى، وأن يحول بينها وبين أن تبدأ في بلد من بلدان المسلمين ومن بلده بالخصوص".

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus