رجل دين سعودي: ثورة البحرين أنضج الثورات العربية وقد تحملت الكثير وستنتصر

2012-02-04 - 1:07 م

الشيخ حسن فرحان المالكي


مرآة البحرين (خاص): قال رجل الدين السعودي الشيخ حسن فرحان المالكي إن الثورة في البحرين تحملت ما لا يتحمله أحد وكان لها الفضل في كشف الدجل الإعلامي لقنوات الخليج الإخبارية، مشيرا إلى قناة الجزيرة. ورأى أن "من حق البحرينيين أن نشهد بأنهم ظلموا إعلاميا وسياسيا وحقوقيا وخليجيا وعربيا وإقليميا ودوليا مظلمة متكاملة الأركان".

وأضاف المالكي "نحيي شعب البحرين على صبره وسلميته ونأمل أن يحافظوا على هذه السلمية" وتمنى لو أن السلطات "تجد مخرجا لهذه الأزمة"، لكنه اعتبر أن "الأمل ضعيف".

وقال "كنا نتمنى لو أن دول الخليج التفتت للبحرين وتدخلت للوساطة وإصلاح ذات البين واحتضان البحرين بدلا من الهروب إلى حمص السورية والحصبة اليمنية".

وعبر عن قناعته بأن ثورة البحرين "ترتكز على ثقافة إنسانية وحقوقية"، واصفاً إياها بأنها "أنضج وأطول الثورات العربية" على حد تعبيره.
ورأى أنها لا يمكن وأدها بالتضليل الإعلامي ولا الاضطهاد السياسي (...) انتفاضة البحرين السلمية وصبرها وطول نفسها يدل على أنها ستنتصر حتما"، مضيفاً "لو توقف الإعلام أسبوعا واحدا عن الثورات الأخرى لتوقفت".

وأدان المالكي "ألف مرة" القمع الحكومي من قتل ودهس وتعذيب ومكر واعتقال للنساء والأطباء واللاعبين والحقوقيين، واصفها ذلك ب"الهلع فوق العادة". وبعث ما أسماها "همسة" لولي عهد البحرين سلمان بن حمد آل خليفة جاء فيها "أنت محل تقدير، افعل شيئا، هؤلاء أهلك وتلك أخواتك"، كما بعث "همسة "أخرى للشيخ علي سلمان منبها فيها على "السلمية".

من جهة أخرى، رأى المالكي أن "المعارضة البحرينية فيها بعض الأصوات النشاز المتطرفة، وما فعله بعض شبابها من دهس شرطي مدان ونبرأ منه".
وقال إن "المعارضة أخطأت بترك الحوار مع ولي العهد؛ إلا أن خطأها لا يسوغ كل هذه المظالم التي أظهرها تقرير بسيوني".

وأشار الباحث السعودي إلى ما سماه "إسهام الإعلام الخليجي والإيراني في التأجيج"، موضحا أن "الإعلام الإيراني بالغ في دور قوات درع الجزيرة، وأن الإعلام الخليجي بالغ في تضخيم الدور الإيراني، وتقرير بسيوني نفى الأمرين معا". لكنه أشار إلى أن "أثرا من هذا وذلك قد يكون محتملا ولكن ليس وفق التضخيم الإعلامي".

ونقل المالكي أنه حضر لبعض البحرينيين "السلفيين" محاضرة في الرياض قال إنه "لم يسمع مثلها في العنصرية والكراهية" وأكد أنه رد عليه وكان الوحيد الذي اشتبك معه في حوار مضاد "فرجع يتأول ويقول أقصد كذا ولا أقصد كذا". ووصف المالكي المحاضر البحريني بأنه "كان عنصريا طائفيا بلا إنصاف ولا صدق". ويرى الشيخ السعودي أن "السلفية" في البحرين واسعة بين "أهل السنة ومتقنعة بألوان من الأقنعة" وفق تعبيره.

وتساءل "لماذا شيعة الكويت موالون للحكومة وشيعة البحرين معارضون؟"، معللا ذلك بالقول "السبب في ذلك واضح وهو أنهم يجدون حقوقهم في الكويت ولا يجدونها في البحرين".

وأضاف "إذا كنا جادين في مسألة الوحدة الوطنية فلنعطهم حقوق المواطنين، أما أن نضطرهم للميل نحو إيران ثم نصمهم بالعمالة فهذا ظلم مركب"، موضحا إن "المظلوم إذا والى أعداء البلد الذي يظلمه - فضلا عن موالاة من ليس عدوا- يعد معذوراً وفق كل الشرائع، فإنما يجب على الإنسان حب من يحسن إليه" حسب تعبيره.

وحسن فرحان المالكي، هو باحث في الشؤون الدينية والتاريخ ومهتم بقضايا حقوق الإنسان. له وجهات نظر مختلفة وخارجة عن التيارات السائدة في الإسلام السني فيما يخص بعض مواضيع العقيدة والتاريخ، ما تسبب ذلك في فصله من عمله واعتقاله سابقا. ألّف كتبا نقدية جادة في التاريخ الإسلامي والمنهج السلفي الذي انشق عليه، كما استضيف في برنامج قناة الجزيرة "الشريعة والحياة" للحديث عن إعادة قراءة التاريخ الإسلامي، وفي قناة "روتانا" عن تطوير وتنقيح المناهج الدراسية الدينية.

يذكر أن رجل دين وباحث سعودي آخر هو إبراهيم البليهي كان قد عبر عن وجهة نظر شبيهة عن الحراك البحريني في تعقيبه على الحوار الذي جمع خليل المرزوق بسميرة رجب في برنامج قناة الجزيرة "الاتجاه المعاكس".


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus