اعتصام "ساحة الحرية": ذكريات "اللؤلؤة" على مسافة كيلومترين

2012-02-05 - 1:22 م



مرآة البحرين - رويترز: تواصل أحزاب المعارضة في البحرين اعتصامها في المقشع شرقي العاصمة المنامة لليوم الثاني على التوالي والمقرر أن يستمر لمدة أسبوع.

وقالت الشاعرة آيات القرمزي التي أصبحت إحدى وجوه الربيع العربي عقب سجنها بعدما ألقت قصيدة تنتقد الملك في دوار اللؤلؤة إن "هذا التجمع مجرد تجربة للعودة وإن الاعتصام سينتقل سريعا إلى دوار اللؤلؤة".

وكانت تخاطب حشدا من أكثر من عشرة آلاف شخص في تجمع خارج العاصمة المنامة حيث سحقت قوات بحرينية وقوات أمن السعودية احتجاجات مناهضة للحكومة العام الماضي.

وتغلق قوات الأمن دوار اللؤلؤة منذ ذلك الحين وتقوم بمراقبة صارمة للمنطقة. وتشهد البحرين اضطرابات منذ الانتفاضة التي اندلعت العام الماضي مستلهمة انتفاضتين في تونس ومصر.

 
وتحاول المعارضة مواصلة الضغط على الحكومة التي تهيمن عليها أسرة آل خليفة قبيل الذكرى السنوية للانتفاضة في 14 فبراير/شباط شباط. ومن الإصلاحات التي  تنادي بها "حكومة منتخبة" و"تقليص صلاحيات أسرة آل خليفة".

ودعا الشيخ علي سلمان الأمين العام لجمعية "الوفاق" إلى "الحفاظ على سلمية الاحتجاجات لكنه حذر وكالات المخابرات والميليشيات الموالية للحكومة من التحريض في الأسابيع المقبلة". وطالب النشطاء باستخدام الأعلام البحرينية فقط خلال الأسبوع المقبل وبتجنب استخدام شعارات حزبية أو طائفية.

وقال سلمان إن "الحركة الاحتجاجية ستستمر بعد 14 فبراير/ شباط وأن البلاد لن تعود إلى حالتها الطبيعية إلى أن تنهي النخبة الحاكمة احتكارها للسلطة وتطلق سراح 14 شخصية بارزة أدينت بقيادة الاحتجاجات والتي تقوم بإضراب عن الطعام هذا الأسبوع". وأضاف "لن يهدأ هذا الشعب ولا يمكن أن يكون هدوءا واستقرارا وجميع الرموز خلف القضبان ولن نسكت عن بقائهم".

وتابع "لم يستخدم الرموز العنف ولم يدعوا إلى العنف ..فهم حوكموا وصدرت بحقهم أحكام جائرة ..طرحوا مطالب قد نختلف معها ولكنها داخلة في مساحة حرية التعبير التي يكفلها القانون المحلي والقانون الدولي. لقد مورس بحقهم التعذيب وانتزعت الاعترافات تحت التعذيب وصدرت الأحكام وفقا لها وهي وفقا للقانون المحلي والدولي أحكام باطلة" على حد تعبيره.

 
في هذا السياق، تراجعت وزارة الداخلية عن تصريح سابق لها بشأن أنها سمحت لإقامة الاعتصام مدة يومين. وقال مدير عام مديرية المحافظة الشمالية، عبر صفحة وزارة الداخلية على تويتر اليوم إن "التجمعات المنوي إقامتها الاثنين والثلاثاء والأربعاء بالمقشع قانونية". يأتي ذلك بعد أن تمسكت جمعية الوفاق بإقامة فاعليتها على مدى أسبوع كامل، وبعد أن قالت وزارة الداخلية من قبل أن "الترخيص فقط ليومي السبت والأحد". وتجاهلت الجمعيات الرد على وزارة الداخلية، وهي تصر على إقامة اعتصامها مدة أسبوع كامل.

من جهة أخرى، أصدر المركز الإعلامي في "ساحة الحرية"، وهو الاسم الذي اختاره المنظمون للساحة التي يقام فيها الاعتصام، بياناً دعا فيه "الإعلاميين في الداخل والخارج والإعلام الرسمي لزيارة موقع الاعتصام (...) وتغطية الاعتصام الجماهيري الشعبي المفتوح الذي تنظمه المعارضة وتشارك فيه شريحه كبيرة جدا من الشعب". وقال "إن هيئة الإذاعة والتلفزيون لم تستجب لتوصيات بسيوني فيما يخصها، ومازالت تتجاهل خطاب المعارضة ومطالبها".
 
وأكد المركز بأنه "مستعد لتوفير المادة المطلوبة للنشر وسيقيس مدى جدية هيئة الإذاعة والتلفزيون ووطنيتهما" على حد ما جاء في البيان.
وكان أمين عام "الوفاق" الشيخ علي سلمان قد دعا أنصاره إلى إطلاق اسم "ساحة الحرية" على اعتصام المقشع "ليعرفها كل العالم. مع كل الاعتزاز لاسم قرية المقشع".
كما أصدر المركز الإعلامي للاعتصام بياناً آخر دعا فيه المشاركين إلى التركيز على "مطالبنا عادلة وأساسها الإصلاح". وقال "التحدي الأكبر للجميع هو إنجاح الفعالية دون إشكالات أمنية أو قانونية لاستمرار الفعاليات الشعبية حتى تحقيق المطالب العادلة".
 
وشدد على "الالتزام الكامل بالسلمية طوال فترة الفعالية بل وقبلها وبعدها". وأكد على "المحافظة على الممتلكات العامة والخاصة وحمايتها من أن يتعرض لها أحد بضرر". ودعا المركز إلى "عدم المواجهة أو التصادم في كل التحركات وبأي شكل مع رجال الأمن بل التعاون معهم في كل ما يؤدي إلى حفظ النظام العام".
كما دعا إلى "اعتماد الشعارات الصادرة من المنصة فقط والمؤكدة على المطالب العادلة والملتزمة بالوحدة الوطنية والتآلف والتكاتف وتجنب كل الشعارات التي تؤسس للاختلاف والتنافر أو تمس الأشخاص والعوائل من أي طرف وعدم رفع لافتات ورقية تتضمن شعارات بذلك المضمون".

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus