عبدالرؤوف مبارك جمعة: أيدت طبع كتاب "القول الحسن" بالمواطن المستشكلة وكنا نتوقع أن يطاله النقد

2016-04-01 - 9:56 م

مرآة البحرين: قال عبدالرؤوف مبارك جمعة، محقق كتاب "القول الحسن فيما يستقبح وعما يسن" للمؤلف عبد الجليل الطباطبائي الشافعي، إنه من اقترح شخصياً طبع الكتاب في البحرين. وأوضح في الجزء الثاني من مقالته الموسومة "براءة السيد عبد الجليل الطباطبائي الشافعي وجمهور أهل السنة من تكفير الشيعة"  التي نشرها على مدونته (31 مارس/ آذار 2016) رداً على  التعليقات التي أثيرت حول الكتاب "اقترحت على بيت البحرين للدراسات والتوثيق طبع كتاب السيد عبد الجليل هذا في البحرين كما طبع ديوانه الخل والخليل من قبل على نفقه الأمير الراحل عيسى بن سلمان آل خليفة، لأن المؤلف من أعلام البحرين في القرن الثالث عشر وهو أديب وفقيه شافعي، والعناية بتراثه تصب في اهتمامات بيت البحرين".

وأضاف في هذا السياق "لما استحضرنا صورة المخطوط وجدنا في نص الكتاب مواطن قد تستشكل وتستغل من المتعصبين من الجهتين،  فاقترح بعض الأعضاء حذف المواطن المشكلة، واقترح بعض آخر أن تترك كما هي ويعلق عليها، وقد أيدت هذا الرأي الأخير لأن الحذف ضرب من التزوير".

ورأى جمعة، الحاصل على الإجازة العالية في الشريعة الإسلامية من الأزهر الشريف، بأن "المواطن المشكلة إنما صارت كذلك بسبب اللعب بالمصطلحات في مجتمعنا وتفشي التعصب والجهل، فلا شك أن إزالة الجهل والتعصب بالبيان العلمي الصحيح أولى من تركه معول هدم"، معتبراً "أن طبع الكتاب وتوضيح المواطن المستشكلة بما يزيل إشكالها ويبرز اتحاد كلمة المسلمين لا سيما الطائفتين بصددها أنفع للفريقين معا من بقائهم جاهلين بالمصطلحات العلمية الصحيحة بحيث يستغل دعاة الفتنة ذلكم الجهل للعبث بعقولهم وقلوبهم وإذكاء الفتنة بينهم".

والمواطن المستشكلة المشار لها في حديثه وردت ضمن فصلين في الكتاب أحدهما تحت عنوان "مطلب في تكفير الرافضة". وجاء فيها "لا يبعد أن من توقف من أهل العلم عن تكفير غلاة الرافضة على ما صاروا إليه الآن من إحداث القبائح الشنيعة الفظيعة الجزم بتكفيرهم من غير تردد". كما ينقل الكتاب أحاديث مثل "سيأتي قوم لهم نبز، يقال لهم الرافضة، فإذا لقيتموهم فاقتلوهم فإنهم مشركون" و"يكون قوم في آخر الزمان يسمون الرافضة، يرفضون الإسلام، ويلفظونه، فاقتلوهم فإنهم مشركون".

وقال جمعة في هذا السياق "كان طبع الكتاب مع تحشيته بما يزيل الإشكال أولى لدينا، وعلى هذا الأساس عملتُ على إعادة تحقيق الكتاب"، مضيفاً "لما كان الدكتور الطباطبائي حفيدَ المؤلف وله السبق في نشر الكتاب فقد تواصلنا معه للاستفادة مما كتبه وأشركناه معنا لأنه البادئ بالتحقيق ثم زدنا على ما كتبه في المقدمة وتقصينا في التعليق لا سيما عند تلك المواطن المستشكلة التي لم تحظ بالاهتمام من قبل".

وذكر جمعة بأن الكتاب طبع في العام 2007 و"كنا نتوقع أن يتناوله بعض الناس بالنقد، وكنا على استعداد لذلك، ولكننا فوجئنا بأن الكتاب لم يجد أي اعتراض أو امتعاض مدة تسع سنين، وها هو يشرف على السنة العاشرة من عمره". وتساءل في هذا السياق "أفليس غريبا أن يطبع كتاب ويباع وينشر مدة تسع سنين لا ينتقده أحد ثم يأتي النقد بعد تسع سنين؟! ألا ينبئ ذلك عن شيء ورءه؟".

وانتقد جمعة طبعة سابقة للكتاب وصفها بـ"غير الجيدة". وقال إنها "نسبت إلى المؤلف ما لا يتفق ومنهجه في الأصول والفروع والسلوك، فجعلته من أنصار الدعوة النجدية وهو ما لا صحة له كما أهملت التعليق على المواطن المشكلة".

وقال "لا جرم أن من طالعها من الشيعة  أن يمتعض منها، مما سبب الخلط بينها وبين طبعتنا، فاطلع المنزعجون على هذه الطبعة السقيمة، ولكن للأسف عثروا في البحرين على طبعتنا"، على حد تعبيره.

فيما يلي النص الكامل للقسم الثاني من مقالة عبدالرؤوف مبارك جمعة نقلاً عن مدوّنته:

براءة السيد عبد الجليل الطباطبائي الشافعي وجمهور أهل السنة من تكفير الشيعة (2)

بسم الله الرحمن الرحيم

القسم الثاني : (تحقيق كتاب القول الحسن)

المعلوم عندنا أن للكتاب مخطوطا وحيدا محفوظا في متحف البحرين الوطني .. وهو بخط تلميذ المؤلف الشيخ محمد بن سعد بن علي بن حمود المتوفى سنة 1307هـ  والذي ولي إمامة مسجد السيد عبد الجليل من بعده بأمره وتوليته وكان شافعيا كشيخه، وتوارثه أبناؤه فأحفاده الذين صاروا مالكية وتولوا مناصب القضاء، وقد ترجمنا له في مقدمة القول الحسن .. ولما علم الدكتور محمد بن عبد الرزاق الطباطبائي عميد كلية الشريعة بالكويت حفيد المؤلف بشأن هذا المخطوط أخذ صورة منه، فقدم للكتاب بترجمة للمؤلف وعلق على مواضع من الكتاب وقدمه لمجلة كلية الشريعة والقانون فرع الأزهر بالدقهلية العدد الثالث ـ الجزء الأول ـ سنة 1424هـ  = 2003م فنشر فيها لأول مرة ..  

b1

b2

ولما اطلعْتُ على هذه الرسالة الصغيرة اقترحت على بيت البحرين للدراسات والتوثيق طبع كتاب السيد عبد الجليل هذا في البحرين كما طبع ديوانه الخل والخليل من قبل ـ بتحقيق الشيخ ياسين الشريف مدير المدرسة الدينية الأسبق رحمه الله ـ على نفقه الأمير الراحل عيسى بن سلمان آل خليفة، لأن المؤلف من أعلام البحرين في القرن الثالث عشر وهو أديب وفقيه شافعي، والعناية بتراثه تصب في اهتمامات بيت البحرين .. ولما استحضرنا صورة المخطوط وجدنا في نص الكتاب مواطن قد تستشكل وتستغل من المتعصبين من الجهتين، فاقترح بعض الأعضاء حذف المواطن المشكلة، واقترح بعض آخر أن تترك كما هي ويعلق عليها، وقد أيدت هذا الرأي الأخير لأن الحذف ضرب من التزوير، ولأن المواطن المشكلة إنما صارت كذلك بسبب اللعب بالمصطلحات في مجتمعنا وتفشي التعصب والجهل، فلا شك أن إزالة الجهل والتعصب بالبيان العلمي الصحيح أولى من تركه معول هدم، وأن طبع الكتاب وتوضيح المواطن المستشكلة بما يزيل إشكالها ويبرز اتحاد كلمة المسلمين لا سيما الطائفتين بصددها أنفع للفريقين معا من بقائهم جاهلين بالمصطلحات العلمية الصحيحة بحيث يستغل دعاة الفتنة ذلكم الجهل للعبث بعقولهم وقلوبهم وإذكاء الفتنة بينهم، فكان طبع الكتاب مع تحشيته بما يزيل الإشكال أولى لدينا، وعلى هذا الأساس عملتُ على إعادة تحقيق الكتاب .. ولما كان الدكتور الطباطبائي حفيدَ المؤلف وله السبق في نشر الكتاب فقد تواصلنا معه للاستفادة مما كتبه وأشركناه معنا لأنه البادئ بالتحقيق ثم زدنا على ما كتبه في المقدمة وتقصينا في التعليق لا سيما عند تلك المواطن المستشكلة التي لم تحظ بالاهتمام من قبل.

طبع الكتاب سنة 1428هـ = 2007م ، وبيع في المكتبات، وكنا نتوقع أن يتناوله بعض الناس بالنقد، وكنا على استعداد لذلك، ولكننا فوجئنا بأن الكتاب لم يجد أي اعتراض أو امتعاض مدة تسع سنين، وها هو يشرف على السنة العاشرة من عمره، أفليس غريبا أن يطبع كتاب ويباع وينشر مدة تسع سنين لا ينتقده أحد ثم يأتي النقد بعد تسع سنين؟! ألا ينبئ ذلك عن شيء وراءه ؟!

جاءت بعد طبعتنا طبعة أخرى سنة 1432هـ :

b3

لكنها طبعة غير جيدة، إذ نسبت إلى المؤلف ما لا يتفق ومنهجه في الأصول والفروع والسلوك، فجعلته من أنصار الدعوة النجدية ـ وهو ما لا صحة له كما قدمنا ـ وأهملت التعليق على المواطن المشكلة، فلا جرم أن من طالعها من الشيعة ـ وقد تجردت من أي توضيح أو رفع للإشكال أو معالجة حسنة لوجه الله ـ لا جرم أن يمتعض منها، مما سبب الخلط بينها وبين طبعتنا، فاطلع المنزعجون على هذه الطبعة السقيمة، ولكن للأسف عثروا في البحرين على طبعتنا !! كما اضطرب محققها في قراءة المخطوط،هذا إن كان رآه أصلا، فسقط منه عنوان ـ والعناوين كلها في الهامش أصلا ـ وجعل تاريخ النسخ مرة سنة 22/1/ 1268هـ ومرة سنة 33/1/ 1338هـ مع أن التاريخ في المخطوط واضح كل الوضوح!!!

b4

لاحظ تاريخ النسخ الصحيح هنا

b5

وهنا تغير تاريخ النسخ مع أن الناسخ توفي 1305هـ !!

b6

وهذا تاريخ النسخ واضح في المخطوط الوطني

فهذا ما يتعلق بتاريخ نشر كتاب القول الحسن ومخطوطه ومزايا طبعتنا مقارنة بما سبق أو لحق، ليس في ذلك مؤامرة ولا جهة أجنبية ولا مكائد ولا شيء مما قد يوسوس به الخناس، والله الموفق.

يُتبع بالقسم الثالث المتعلق بمواطن الاستشكال

30 مارس 2016


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus