مقتل 77 شخصاً على الأقل في 3 تفجيرات بالعاصمة العراقية بغداد

2016-05-18 - 4:47 م

مرآة البحرين (رويترز): قتل 77 شخصا على الأقل وأصيب ما يزيد على 140 آخرين في ثلاثة تفجيرات ببغداد يوم الثلاثاء (17 مايو/أيار 2016) في أعنف موجة هجمات تشهدها العاصمة العراقية حتى الآن هذا العام مما دفع مسلحين شيعة بالخروج إلى الشوارع للدفاع عن بعض المناطق.

وانتقد رجل الدين الشيعي واسع النفوذ مقتدى الصدر الحكومة لإخفاقها في توفير الأمن وانتشر مئات من المقاتلين الموالين له في حي مدينة الصدر وخمس مناطق أخرى تسكنها غالبية شيعية شهدت أسوأ موجة عنف.

وتبنى تنظيم داعش تفجيرا انتحاريا أسقط 41 قتيلا وأكثر من 70 جريحا في سوق بحي الشعب ذي الأغلبية الشيعية في شمال بغداد بالإضافة إلى تفجير سيارة في مدينة الصدر أودى بحياة 30 شخصا على الأقل وأصاب 57 وفقا لمصادر طبية وأمنية.

وقالت المصادر إن سيارة أخرى انفجرت في حي الرشيد جنوب العاصمة فقتلت ستة أشخاص وأصابت 21.

وقال مكتب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في بيان إن العبادي أمر باعتقال المسؤول الذي يتولى قيادة الأمن في حي الشعب عقب الهجوم. ولم يقدم البيان سببا للاعتقال.

وأدت هجمات أعلنت داعش مسؤوليتها عنها في المدينة وحولها الأسبوع الماضي إلى مقتل أكثر من 100 شخص الأمر الذي فجر الغضب في الشوارع بسبب إخفاق الحكومة في ضمان الأمن.

وتحسن الوضع الأمني إلى حد ما في بغداد في السنوات القليلة الماضية مع انحسار التوتر الطائفي وتعزيز الأمن حول المدينة. ولم تحاول داعش التي تسيطر على مساحات من شمال العراق وغربه الاستيلاء على بغداد لكنها دأبت على شن هجمات وتفجيرات فيها مستهدفة مناطق يسكنها الشيعة وأهدافا حكومية.

ومع ارتفاع عدد الضحايا تتصاعد المخاوف من سقوط بغداد مجددا في هاوية إراقة الدماء التي عانت منها قبل عقد عندما كانت التفجيرات الانتحارية لدوافع طائفية تتسبب في مقتل العشرات أسبوعيا.

وزاد ذلك من الضغوط على رئيس الوزراء لحل أزمة سياسية أو المجازفة حتى بفقدان السيطرة على مناطق من بغداد لصالح داعش بينما يشن الجيش هجوما مضادا ضد التنظيم في شمال العراق وغربه بمساعدة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

ويقول العبادي إن الأزمة- التي اندلعت بسبب مساعيه لتغيير التشكيل الوزاري في محاولة لمكافحة الفساد- تعرقل المعركة ضد داعش وتتيح الفرصة لشن مزيد من الهجمات ضد المدنيين.

* انتشار مقاتلين شيعة

وأضافت التفجيرات عنصرا خطيرا آخر للصراع على السلطة داخل الطائفة الشيعية التي تشكل أغلبية في العراق مع فشل المحاولات لتشكيل حكومة جديدة.

ووصف الصدر التفجيرات في بيان بأنها "أوضح دليل على أن حكومتكم باتت عاجزة عن حمايتكم وتوفير الأمن لكم."

وانتشر مقاتلون يرتدون ملابس مموهة ينتمون لكتائب السلام التابعة له في مدينة الصدر على متن سيارات نقل تحمل مدافع رشاشة حيث منعوا وقوف السيارات وأحكموا سيطرتهم على تقاطعات الطرق الرئيسية.

وقال شاهد من رويترز إن هؤلاء المقاتلين كانوا أكثر عددا من قوات الأمن الحكومية التي تحافظ على وجودها في الحي.

ونصب مقاتلون تابعون للصدر خياما أمام أسواق قامت فيها سيدات بتفتيش النساء من الزبائن بعدما كشفت تحقيقات أولية أن امراة هي التي نفذت التفجير في حي الشعب.

وقال متحدث باسم قيادة عمليات بغداد للتلفزيون الرسمي إن المهاجم في حي الشعب فجر حزاما ناسفا بالإضافة لقنبلة.

وقالت مصادر من الشرطة إنها أبطلت مفعول سيارة ملغومة أخرى قرب مطعم شهير في مدينة الصدر. وألقى مقاتلون موالون للصدر القبض على انتحاري في سوق مزدحمة هناك لكنهم رفضوا تسليمه لقوات الأمن وفقا لمصادر من الجيش والشرطة.

وقالت داعش في بيان نشره أنصارها على الإنترنت إن أحد مقاتليها استهدف مسلحين شيعة بقنبلة يدوية وحزام ناسف.

وقالت أيضا في بيان منفصل إن مقاتلا آخر فجر سيارة ملغومة وسط المقاتلين الشيعة في مدينة الصدر. ولم تعلن أي جهة على الفور مسؤوليتها عن التفجير الثالث.

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus