الصحف العربية: مسيرات العودة لدوار اللؤلؤ تُجابَه بالقمع وحمد يؤكد "التزامه" الإصلاح وسلمان يريد مملكة عربية مسلمة

2012-02-14 - 11:46 ص


مرآة البحرين (خاص): ركزت الصحف العربية والخليجية على تطورات الوضع الميداني في البحرين مع حلول ذكرى الرابع عشر من فبراير، وأشارت في معظمها إلى محاولات المعارضة العودة إلى دوار اللؤلؤة لكنها قبضة القمع منعتها من ذلك. ونشرت الصحف مواقف للملك حمد بن عيسى آل خليفة من الأزمة دعا فيها إلى فتح صفحة جديدة ، كما برزت مواقف للأمين العام لجمعية "الوفاق" الشيخ علي سلمان قال فيها إن المعارضة تريد مملكة عربية مسلمة مستقلة .

وقد نشرت كل من "السفير" و"الأخبار" اللبنانيتين و"اليوم السابع "المصرية و"القبس" الكويتية و"الاتحاد" و"الخليج" الإماراتيتين خبر الصدامات بين المتظاهرين ورجال الأمن وقالت "السفير" إن شهود عيان أفادوا بأن آلاف المحتجين حاولوا التوجه إلى دوار اللؤلؤة عشية الذكرى الأولى لانطلاق الحركة الاحتجاجية في هذا الدوار، إلا إن قوات الأمن تصدت لهم بالغازات المسيلة للدموع والقنابل الصوتية. وحصلت مواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن، خصوصا عند دوار القدم على بعد خمسة كيلومترات تقريبا من دوار اللؤلؤة. وتم تسجيل عدد من الإصابات في صفوف المتظاهرين، خصوصا جراء كثافة استخدام الغازات.

وانطلق المتظاهرون من المسيرة المعارضة المرخص لها من عدد من المناطق حول البحرين، في محاولة للوصول إلى دوار اللؤلؤ من اتجاهات عديدة. ورفع المشاركون في المسيرة شعارات منادية بإسقاط الحكومة وإطلاق سراح المعتقلين والتحول نحو الديمقراطية، كما رفعوا أعلام البحرين.

من جانبها، قالت الداخلية البحرينية عبر موقع «تويتر» إن "مسيرة الوفاق تخرج عن سلميتها المعلنة، وهناك مشاركون يقذفون رجال الأمن بالمولوتوف والحجارة والشرطة تتعامل معهم بموجب الإجراءات القانونية». كما ذكرت إن مجموعات من المسيرة المخطر عنها خرجت بشارع البديع إلى شارع خليفة بن سلمان، ما أربك المرور، والشرطة تتعامل مع الموقف وفق الضوابط القانونية».

أما صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية فقالت إن هادي الموسوي عضو الأمانة العامة لجمعية الوفاق أشار إلى أن عدة آلاف من المشاركين في المسيرة انفصلوا عنها باتجاه الشمال، لكن القوات الأمنية أوقفتهم قبل الوصول إلى موقع الدوار بقرابة 2.5 كيلومتر، وأعادتهم إلى المسار الذي رخص للمسيرة بالتحرك فيه، نافيا أي نية لدى جمعية الوفاق (الجهة المنظمة للمسيرة) بالتخطيط لاحتلال الدوار، وقال: «لو كان لدينا هذا التوجه لأعلنا عنه»، مدللا على عدم التخطيط لذلك بأن المسيرة استمرت حتى نقطة النهاية، وأضاف: «الجمعيات السياسية لا تبيت نوايا بقدر ما تعلن عن مواقفها».

وقد نشرت معظم الصحف إعلان وزارة الداخلية تشديد الإجراءات الأمنية الاحترازية عشية حلول ذكرى الرابع عشر من فبراير وكذلك تحذيرات اللواء طارق حسن الحسن رئيس الأمن العام من تنظيم احتجاجات غير قانونية .

ونقلت صحيفة "السفير" عن الخبير الأمني الأميركي جون تيموني الذي استقدمته البحرين، وهو المعروف بـ«شدته»، لـ«إصلاح» جهازها الأمني، قوله بان «هناك تزايد كبير في استخدام المولوتوف (من قبل المتظاهرين). الشرطة ترد على الهجمات التي تجد نفسها معرضة لها». وأضاف «الفتيان يظهرون في مكان ما ويستفزون الشرطة ويرمون المولوتوف والقضبان الحديدية، في الأزقة الداخلية. من الصعب إيجاد أي رسالة سياسية في ذلك. إنه غضب أكثر من أي شيء آخر».

وأشاد تيموني برئيس جهاز الامن المعين مؤخرا طارق الحسن وقال «إنه يفهم أن الإصلاح ضروري، وأنه في أي مؤسسة سيقاوم الناس الإصلاح. نحن في خضم تعزيز عملية التحقيق الداخلي كلياً. إذا كان هناك أي وفاة خلال الاحتجاز من قبل الشرطة، فسيتم التحقيق بها جديا»، مضيفا أنه سيتم تركيب كاميرات تصوير داخل أقسام الشرطة لمراقبة أي انتهاكات محتملة.
 
اعتداء على محامية ومنظمات حقوقية تنتقد قمع السلطة


من جهتها قالت "الوفاق" الإيرانية الناطقة باللغة العربية أن  المحامية البحرينية زهراء المتروك تعرضت إلى الضرب المبرح من قبل قوات ما تسمى بمكافحة الشغب في منطقة الدراز، سبقتها مكالمات تهديد بالاعتداء من أطراف قالت إنها مجهولة.
وأشارت الصحيفة الايرانية نقلاً عن صحيفة "الوسط" البحرينية إلى أن المتروك أشارت إلى أن أفراد الأمن لم يعطوها فرصة للدفاع عن نفسها، وشرعوا في الاعتداء عليها من دون أدنى سبب. وأوضحت: إنها تسلمت 4 مكالمات في وقت سابق من جهات مجهولة تضمنت تهديدات بالاعتداء والشتم، ولم يتضح مصدرها على رغم معاودة الاتصال على الأرقام الواردة لاحقاً نفسها.

إلى ذلك، قالت منظمة مراسلون بلا حدود، إن عدداً من الصحافيين الأجانب حرموا من تأشيرة الدخول إلى البحرين وذلك قبيل الذكرى السنوية الأولى للاحتجاجات الشعبية في المملكة، ولفتت المنظمة إلى أنه بعد حرمان هؤلاء المراسلين الأجانب من تأشيرات الدخول، منعوا من السفر إلى البحرين. وذكرت المنظمة، أن السلطات البحرينية مترددة في استقبال الصحافيين الأجانب على أراضيها في أن من المقرر تنظيم مظاهرات لإحياء الذكرى السنوية الأولى للاحتجاجات.


وأضافت صحيفة "القبس" الكويتية أن منظمة العفو الدولية في لندن أعلنت أمس، أن الحكومة البحرينية لا تزال بعيدة عن تحقيق التغييرات في مجال حقوق الإنسان، التي أوصت بها لجنة دولية مستقلة. وحذّرت من أن الحكومة تخاطر بالتخلف عن الموعد النهائي الذي حددته بنهاية فبراير، ودعتها إلى إطلاق سراح جميع السجناء المحكوم عليهم أو المحتجزين، لمجرد المشاركة السلمية في الاحتجاجات، وتقديم المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة للعدالة.

كما حذرتها من استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين، مع استعدادهم لإحياء الذكرى السنوية الأولى لبدء الاحتجاجات.
وقالت حسيبة حاج صحراوي، نائبة مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال افريقيا في العفو الدولية: «على الرغم من الوعود لا يزال ضحايا الانتهاكات ينتظرون العدالة». مضيفتاً أن الحكومة «أصدرت عدداً من الإعلانات حول ما فعلته لتحسين أوضاع حقوق الإنسان، لكنها لم تنفذها في المجالات الأكثر الأهمية»

سلمان: مستمرون في حراكنا حاى تحقيق المطالب

ونقلت صحيفة السفير خبراً موسعاً عن مواقف الامين العام لجمعية الوفاق الشيخ علي سلمان فيما أشارت إليها صحيفتا "الخليج" و"الاتحاد" الاماراتيتين وقالت "السفير"إن الشيخ سلمان شدد على "أن أي حوار بمنطق العبد والسيد هو حوار مرفوض"، مضيفاً أن "أي حوار محكوم بأن يكون الشعب هو صاحب الموافقة عليه من خلال مجلس تأسيسي أو استفتاء تشرف عليه جهة مستقلة".

وأكد أن "حاضر البحرين ومستقبلها هما في أن تكون مملكة عربية ومسلمة مستقلة وهو قرار شعب البحرين وحده وليس للعائلة الحاكمة تفرد في اتخاذه، وأي قرار بغير الارادة الشعبية هو قرار مرفوض وسيواجه بكل حزم".

ووجه سلمان خطابه إلى الشعب البحريني في الذكرى الاولى للثورة، وقال: «علينا أن نستمر في حراكنا المطلبي حتى تحقيق المطالب العادلة وبناء وطن ديموقراطي حر كريم، ولا تردد في هذه المسيرة ولا توقف ولا تراجع. وأقول إن لم تستجيبوا لهذه المطالب لا يبعد أن يكون مصير هذا النظام كمصير نظام القذافي وأكثر».

وشدد سلمان على التمسك بالسلمية في العمل السياسي والمطالبة، وقال: «علينا أن نتمسك بالسلمية ونبتعد عن الانجرار للعنف، فالسلمية ليست ضعفاً. ولكنها مصدر قوة وحضارة ورفق بهذا الوطن وبأبنائه، وأرى أن طريق السلمية أوضح للوصول لمطالبنا. من طريق الرد على عنف السلطة".

وحيا سلمان شباب البحرين "الذين أخذوا المبادرة واستلهموا الثورات العربية وأطلقوا ثورة 14 فبراير". كما شكر سلمان "الشعوب والحكومات والمنظمات العربية والأجنبية التي أنصفت شعب البحرين ومطالبه وقالت الكلمة الحق ولم تخضع لابتزاز البترودولار، ولم تخضع لابتزاز الديكتاتوريين".

حمد يؤكد الالتزام بالمشروع الإصلاحي!

ونقلت صحيفتا "اليوم السابع" المصرية و"الشرق الاوسط" السعودية مواقف ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة لمناسبة الذكرى الحادية عشرة لميثاق العمل الوطني وقال إنه "بقلب مفتوح ومشاعر محبة"  يتطلع دائما للعمل لصالح هذا الوطن وتقدمه، مؤكدا الاستمرار في نهج الإصلاح والتطوير والتحديث برؤية تقوم على ركن أساسي يتمثل بمشاركة شعبية أوسع، من خلال المجلس المنتخب ليمارس دوره الأساسي في الرقابة على العمل الحكومي، "في ظل ثوابتنا الوطنية التي تم التوافق عليها".

وأكد على روح التلاحم ولم الشمل "بين كافة مكونات شعب البحرين العزيز"، مشيرا إلى أنه أمر "لا شك أن الجميع يتطلع إلى تحقيقه"، وقال "إننا ملتزمون بمشروعنا الإصلاحي والذي أطلقناه منذ عقد من الزمان بتوافق كافة أبناء شعبنا الوفي من خلال الموافقة الشعبية غير المسبوقة لميثاق العمل الوطني الذي نحتفل ونحتفي به اليوم، لتنطلق مسيرتنا في التطوير والتحديث والتي لا تزال مستمرة لتحقق تطلعات شعبنا الوفي في كافة المجالات".

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus