الصحف العربية: صدامات واعتقالات وأجواء "السلامة الوطنية" في المنامة والمشير يعتبر الاحتجاجات محاولات انقلابية

2012-02-15 - 11:41 ص


مرآة البحرين (خاص): عاد الوضع الميداني في البحرين في الذكرى السنوية الأولى للاحتجاجات ليتصدر اهتمام الصحف العربية والخليجية. وقد احتل خبر الصدامات بين رجال الأمن والمتظاهرين الصفحات الرئيسية، وأشارت إلى استخدام الشرطة للقنابل المسيلة للدموع والمدرعات في مطاردة المحتجين قرب دوار اللؤلؤة . وقد صدرت مواقف سياسية في الذكرى الأولى لكن مواقف قائد الجيش المشير الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة كانت لافتة إذ اعتبر أن ما يجري في البحرين محاولة انقلابية.

وقد نشرت كل من صحيفتي "السفير" والأخبار" اللبنانيتين و"الوفاق" الإيرانية الناطقة باللغة العربية إضافة إلى صحف خليجية خبر الصدامات وقالت "الاخبار" اللبنانية أن قوات الأمن البحرينية، فرقت أمس، عدة مسيرات انطلقت من قرى بحرينية باتجاه دوار اللؤلؤة في المنامة، تزامناً مع الذكرى الأولى لاندلاع الانتفاضة التي كان الدوار رمزها. وخرج المحتجون، وخصوصاً من مناطق السنابس والديه وجدحفص، باتجاه منطقة الدوار التي تفرض عليها السلطات طوقاً أمنياً مشدداً.

واضافت صحيفة "السفير" أن شهود عيان أكدوا أن مئات الناشطين ارتدوا الأكفان البيضاء ورفعوا أعلام البحرين وهم يهتفون بشعارات مناهضة للحكم، وخصوصاً "يسقط حمد". وذكر شاهد عيان أن قوات الأمن "أطلقت الغازات المسيلة للدموع والقنابل الصوتية لتفريق مجموعات استطاعات الوصول إلى نقطة تبعد 500 متر عن مدخل دوار اللؤلؤة". كما أشار شهود إلى نشر أرتال من المدرعات الخفيفة في شوارع رئيسية، وخصوصاً في محيط المناطق القريبة من دوار اللؤلؤة.

وأكدت جمعية «الوفاق» في بيان أمس، ان قوات الأمن البحرينية نفذت مداهمات في منطقتي السنابس والبرهامة و«ارتكبت جرائم ممنهجة نفذتها قوات بحرينية وآسيوية.. وفي بيان آخر، اعلنت الجمعية ان قوات الأمن البحرينية نفذت «حملة اعتقالات واسعة» في المناطق التي تشهد توترات وتواجداً أمنياً مكثفاً. وعدد البيان اسماء 13 شخصاً بينهم امراة قالت الجمعية إنهم اعتقلوا".

وأضافت "السفير" أن  «ائتلاف شباب 14 فبراير» اعلن عزمه على العودة الى الدوار الذي يطلق عليه اسم «ميدان الشهداء». ونشر مشاهد مصورة لناشطين يلبسون الأكفان البيضاء وقال إنهم يتوجهون الى دوار اللؤلؤ. كما نشر صورة لامراة تقف بالقرب من منطقة الدوار رافعة اشارة النصر.

واشارت "السفير" إلى ان جمعية الوفاق أصدرت بياناً لمناسبة الذكرى الاولى لانطلاق الثورة في البحرين اعتبرت أن «السلطات في البحرين تزيد تمسكاً بالديكتاتورية والاستبداد وادارة البحرين بلغة النار والحديد من أجل تثبيت اركان السلطة الاستبدادية للهروب من الحلول السياسية الحقيقية التي تنقل البحرين لمرحلة التحول الديموقراطي".

وأكدت «الوفاق» أن البحرين لم تتقدم خطوة واحدة في الحل السياسي بل تراجعت ولا زالت تتراجع وتضيق على نفسها الخناق لأن اللغة الوحيدة الحاضرة هي لغة العنف والقمع والتسلط والاستبداد، وأن المشكلة في البحرين واضحة وتتمثل في الحل السياسي عبر نقل السلطة للشعب لكونه بالميثاق والدستور مصدراً للسلطات».


تفريق المتظاهرين وفتح شوارع واعتقال 20


من جانبها أوردت صحيفة "الشرق الاوسط" السعودية المؤيدة للنظام الملكي في البحرين أن رضي الموسوي نائب رئيس جمعية «وعد» قال إن البحرين مقطعة إلى مربعات أمنية منذ عدة أيام وزاد تقطيعها يوم أمس كما زاد عدد المربعات الأمنية أيضا، وقال إن أمس كان شبيها بفترة تطبيق قانون السلامة الوطنية "قانون الطوارئ"، واتهم الموسوي الأجهزة الأمنية بأنها هي التي أغلقت الشوارع أمام الحركة المرورية وأمام المواطنين.

وأشارت "الشرق الاوسط" إلى أن وزارة الداخلية أعلنت أنها ألقت القبض على مجموعة من «المخربين» عملت على تعطيل الحركة المرورية في شارع خليفة بن سلمان، وأنه جار اتخاذ الإجراءات القانونية لتحويلهم للنيابة العامة. وأبلغ مصدر أمني أن عدد المقبوض عليهم يزيد على 20 شخصا، فيما أكدت وزارة الداخلية مساء أمس أنها أعادت فتح جميع الشوارع أمام الحركة المرورية.

من جانب آخر، أعلنت وزارة العدل أمس أن قاضي تنفيذ العقاب أصدر قرارا بوقف تنفيذ العقوبة المقضي بها ضد جميع المحكوم عليهم في القضية الخاصة بأحداث "سيتي سنتر" وذلك لحين الفصل في الطعن التمييزي، ووصف القرار بأنه جاء لاعتبارات تتمثل في أن الاتهامات التي أسندت إليهم قد قامت في الأساس على أفعال تتداخل فيها ممارسة حرية الرأي والتعبير، فضلا عن قضائهم ما يناهز خمسة أشهر من العقوبة المحكوم عليهم بها وهي الحبس لمدة ستة أشهر. يشار إلى أن عدد من تم العفو عنهم في القضية قرابة 20 شخصا؛ أكثرهم من النساء. وتتهم المعارضة الحكومة بأن غالبية المحكومين بنات قاصرات.

المشير: ما حدث في البحرين كان محاولة انقلابية


وقالت صحيفة "الاخبار" اللبنانية و"القبس" الكويتية أن الولايات المتحدة دعت كل الأطراف في البحرين إلى "ضبط النفس". وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى، رفض الكشف عن هويته، "ندعو كل الأطراف إلى إظهار ضبط النفس وتفادي العنف"، مندداً بأعمال العنف من جانب السلطة والمعارضة.

وأضاف أن واشنطن تدعو كل الأطراف "إلى إيجاد سبيل للبدء بحوار فعلي حول المستقبل السياسي» للبحرين. وأوضح أن بعض عقود بيع السلاح للبحرين لا تزال مجمدة بسبب التطورات. وتابع «هناك التزامات على الصعيد العسكري أو عمليات بيع ستتواصل لأنها تتصل بدعم قواتنا في أفغانستان أو بالمصالح الأميركية في المنطقة». وتدارك «لكننا قلنا إن بعض الأمور سيجري تجميدها بهدف توجيه رسالة إلى الحكومة»، وخصوصاً لجهة تزويد السلطات معدات مكافحة الشغب.

واوضحت "الاخبار"  أن قائد الجيش البحريني، الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة،أقر أنه خلال الأزمة «نفذت 7 دول، هي أميركا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والسويد وسويسرا وبلجيكا، حظراً عسكرياً على البحرين، عبر منع بيع المستلزمات والأدوات الأمنية والدفاعية التي تستخدمها الشرطة أثناء تعاملها مع الاحتجاجات».

وأضاف «اتفقت (تلك الدول) على تبادل الأدوار لإحداث ضغط على البحرين، ظناً منها أن ذلك سيؤثر على قراراتنا السياسية. وقد حدث ذلك بعد أسبوعين من بدء التعامل الميداني والعسكري مع الأحداث والقضاء على المؤامرة». وأشار إلى أن الحظر الذي فرضته الدول السبع «لا يزال قائماً حتى يومنا الحاضر، لكنه لم يؤثر علينا، لأننا عرفنا كيف نتعامل معه عبر تنويع مصادر استيراد المستلزمات الأمنية والدفاعية والعسكرية من مصادر أخرى».

من ناحيتها قالت صحيفة "اليوم السابع" المصرية و"السياسة"و"القبس" الكويتيتين و"الخليج الاماراتية" أن قائد الجيش البحريني قال لصحيفة "الأيام" البحرينية أن ما تعرضت له البحرين من أحداث مؤسفة كان محاولة انقلابية مدعومة من الخارج".

وأوضح آل خليفة أن الشرطة تسيطر على الوضع وقادرة على التعامل معه بأقل وسائل الحماية والدفاع وإذا لزم الأمر فإن الحرس الوطني على أهبة الاستعداد وفي كامل جاهزيته وهو مدرب على الأعمال الشرطية، وإذا استعصى الأمر فإننا جاهزون، وكذلك أشقاؤنا في دول مجلس التعاون للتصدي لأي خطر خارجي".

وكشف عن "وجود 22 منظمة غير حكومية تعمل ضد مملكة البحرين 19 منها تتواجد فى الولايات المتحدة الأمريكية، و3 أخرى في إحدى الدول الخليجية، وجميعها تمول من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والدولة الخليجية"، مشيرا إلى أنه عندما واجهت البحرين الولايات المتحدة وهذه الدولة بالمعلومات والحقائق التي توفرت لديها مؤخرا تم التنصل منها بحجة أنها منظمات غير حكومية".

وأكد آل خليفة أن الهجوم الإعلامى الشرس ضد المملكة أمر مخطط له منذ فترة، لافتا إلى وجود اتفاق بين 7 دول لتبادل الأدوار فيما بينها لتشكيل ضغط على البحرين خلال الأزمة.

حمد يواصل العزف منفرداً على سيمفونية مسيرة الإصلاح

ونشرت كل من "السفير" و"الاخبار" و"السياسة" و"الخليج" و"الشرق الاوسط" مواقف لملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفةأمس في احتفال أقيم في ذكرى مرور 11 عاما على التصويت على الميثاق وقال فيه :«إن ميثاق العمل الوطني سيبقى منطلقا نبني عليه مسيرتنا الإصلاحية، ونجني ثماره لتعزيز مختلف الجوانب الديمقراطية والتنموية، متمنين للبحرين وأهلها الكرام استمرار التوفيق والازدهار».

وقال الملك في استقبال كبار العائلة المالكة أمس أن "ميثاقنا الوطني خارطة طريق لمستقبلنا المشرق، وسبيلا قويما نحو آفاق التقدم، إضافة إلى تثبيت الحقوق المشروعة للمرأة لما لها من مساهمات جليلة عبر تاريخ البحرين العريق»، مضيفا أنه «منذ انطلاقة ميثاقنا الوطني، قطعنا شوطا كبير وحققنا العديد من الخطوات الديمقراطية والحضارية المهمة السباقة والتي شهد بها الجميع في الداخل والخارج، وعملنا معا لخير هذا الوطن ورفعة أهله وكرامتهم، مقدرين كل التطلعات الصادقة والمخلصة للم الشمل وتعزيز التلاحم الوطني في إطار البيت البحريني الواحد، والاستمرار قدما في مسيرة الإصلاح».

طهران تحتج على تظاهرة معادية أمام سفارتها في المنامة

وقالت "القبس" الكويتية أن ايران استدعت القائم بالاعمال البحريني للاحتجاج على التظاهرات المعادية امام سفارتها في المنامة، بمناسبة الذكرى الاولى لاندلاع حركة الاحتجاج. وقالت وزارة الخارجية ان «ايران احتجت لدى القائم بالاعمال البحريني على تجمع عدد من الاشخاص المعروفين أمام سفارتها في المنامة رددوا شعارات معادية لأمتنا».

وقالت ان التظاهرة امام السفارة «غير مقبولة»، وطلبت من سلطات البحرين منع تكرار مثل هذه الاعمال. ووفق وسائل الاعلام الايرانية، استُدعي الدبلوماسي البحريني الى الوزارة مساء الإثنين.
 
في المقابل قالت "الاتحاد" الاماراتية أن السلطات البحرينية اعلنت أمس أن مسلحين قاموا باقتحام مقر إقامة القائم بأعمال سفارة البحرين في دمشق، وأنها استدعت الدبلوماسية السورية القائمة بأعمال سفارة بلدها في المنامة للاحتجاج على هذا الحادث.

وأضافت أن “وزارة الخارجية قامت باستدعاء السيدة فائزة اسكندر القائمة بأعمال سفارة الجمهورية العربية السورية لدى المملكة حيث تم تسليمها مذكرة دبلوماسية بهذا الشأن".

وتابعت أنه تم "إبلاغها بتفاصيل الحادث وبضرورة قيام السلطات السورية باتخاذ الإجراءات العاجلة لتوفير الحماية والأمن لمبنى السفارة وللدبلوماسيين البحرينيين المتواجدين في دمشق".

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus