الشيخ قاسم: يمكن للنظام إبادة الشارع المعارض لكنه لن يسكت صوته

2012-02-17 - 4:07 م

                                                                  الشيخ قاسم

مرآة البحرين: قال الشيخ عيسى قاسم إن "البحرين لكل المواطنين من سنة وشيعة بكل حبة رمل فيها وبكل خيرها وبحقوقهم وواجباتهم"، معتبرا أن "هذا هو المنطق الصحيح وما يجب فرضه على الواقع".

وأكد الشيخ قاسم خلال خطبة الجمعة في جامع الإمام الصادق في الدراز، أنه "ليس ابقى للأنظمة من أن تتصالح مع شعوبها وتنصف الناس من نفسها وتعدل بينهم، وتنال مودة من تحكم"، معتبرا أن ذلك "لا يكون ذلك إلا بإعطاء الحقوق  والإعتراف بقيمة الشعوب واشراكها في أمرها، بل ارجاع أمرها إليها واعتبار الشعوب الآصل، والنظر إليهم بما هم اصحاب الثروة ومحط الإهتمام الإجابي المخلص للسياسة".

وتطرق إلى الذكرى السنوية لثورة 14 فبراير/شباط البداية فاشار إلى أنها "الحركة الإصلاحية العارمة في حلقتها الجديدة والمتسمة بالتصاعد والإتساع، والضاربة في التجذر، والممتنعة على التراجع والتقلص والإنحسار"، لافتا إلى أن "يوم ذكراها من عامنا هذا جاء ليعلن ناطقاً بلغة عملية فصيحة لا تقبل التشكيك، بأن المسافة بين الحكومة والشعب تتباعد ولا تتقارب وذلك على خلاف المطلوب والمتمنى، وأن الحكومة على عنادها ومقاومتها لمطالب الشعب وتمسكها بالعنف والرد بالقوة".

وأكد أن "الشعب على اصراره وايمانه الراسخ بضرورة مطالبه وحقه فيها وعدم تنازله عن شيءٍ منها، واستعداده المفتوح للتضحية من اجلها". فـ"هذه هي اللغة الصريحة التي حملتها أحداث الأيام القريبة التي مرت من خلالها الذكرى، وخاطبت بها الداخل والخارج على السواء، لغة من الحكومة خاطبت الداخل والخارج، ولغة من الشعب هي كذلك خاطبت الداخل والخارج".

وتابع: "لا آساليب الإلتفاف والخداع السياسي، ولا تخريجات الحلول السياسية الفارغة التي مارسها النظام عاماً كاملا، ولا المناصرة العسكرية للمحيط الخليجي، ولا التشجيع الرسمي العربي، ولا أيٌ من آساليب الإرهاب والقمع التي صبت على الشعب من قبل الحكومة فآذاقته صنوف الويلات قد فلت من عزيمته أو نالت من تصميمه على نيل حقوقه بعض نيل وإنما ضاعفت عزيمته وزادت من تصميمه ووسعت شارع المعارضة وقوة صفوفها، وإن بقيت الجهة الرسمية على ما هي عليه من تصلب وعناد لحد الأن".

وأردف قاسم: "ما قاله 14 فبراير هذا الشهر للوضع الرسمي المحلي: أنه يمكنكم أن تبيدو هذا الشعب المعارض حتى آخر رجل منه وآخر امراة وآخر طفلة وطفل من أبنائه وبناته، أنتم تملكون آلة الفتك الكافية لذلك، ولكن لن تملكوا إسكات صوته وتعطيل مقاومته في سبيل حقوقه"، مضيفاً "لن يمكنكم ذلك ما دام شخصٌ واحدٌ منهم يمشي على قدم أو يمكنً أن يرتفع له صوت".

واضاف "عليكم أن تشرعوا للوضع الرسمي في البحرين أن يأتي على آخر رجل وامراة وطفل وطفلة من أبناء المقاومة وبناتها هنا، أو تحملوه على الإصلاح الذي يرضاه الشعب، ولا خيار ثالث أمام الوضع الرسمي والمجتمع الدولي غير ما ذكرناه"، مشيرا إلى ان "الخيارات الآخرى هي من التلاعب المكشوف ولن تكسر إرادة هذا الشعب، ولن تستغفل إرادته".

وقال: "إذا كان الخيار الأول، خيار الإبادة، هو الخيار الرشيد، أو ترون أن له نصيباً من الوجاهة الدينية والإنسانية أو الحضارية والحقوقية، فلتأخذو به جميعاً، ليتسجل في التاريح أن شعباً قد أبيد بقرار حكومته وتشريع دولي لأنه طالب بحقوقه وحريته وكرامته".

وشدد على أن "هذا الشعب ليس بصدد المقاتلة لعساكر الدولة، ولا يملك آلة المقاتلة، ولا يتجه هذا الإتجاه، ولا يتبنى هذه السياسة، ولا يسعى على طريقها، والناصح لا ينصحه بذلك، وهو نفسه اشفق على وطنه من أن تقوم على أرضه حرب طاحنة، أو يستهدف هذه الأرض سوءٌ من الداخل أو الخارج"، قائلاً "لكنه يملك يقيناً بحقانية قضيته وعدالة مطالبه، ويغنى بروح التضحية العالية في سبيل أمنه واستقراره وحريته وعزته وكرامته".

وتساءل قاسم: "ما هو الأبقى لأنظمة الحكم التي تحرص على البقاء، هل هو خنق حرية الشعوب حتى تتفجر الشعوب غاضبة؟ هل هو التمييز بين أخوة الدين والوطن، وحتى بين الفئات الإجتماعية المختلفة ديناً أو قوميةً لخلق الفتن؟ هل هو في الرد القاسي على احتجاجات الشعوب ومطالبتها بالعدل والحق واحترام إنسانيتها، وتمتعها بحقوق المواطنة الكاملة، بأزيز الرصاص وهدير المدافع وقصف الدبابات وباسقاط المزيد من الشهداء؟".

واعتبر أن "من تصور أن هذا هو طريق البقاء المريح والمستقر للأنظمة الحاكمة، فهو يحاول أن يصم سمعه عن لغة الواقع القائم، ويصغي للغة آخرى من وحي الخيال، وينسى دروس الحياة الصارخة"، مبينا أن "أي حكومة مسلمة لو رآت واهمةً أن بقاءها مرهونٌ بممارسة الظلم والقهر والعسف والقتل الحرام، لكان لها لو انسجمت بعض الشيء مع الإسلام حاجزٌ من اسلامها وخوف الله من الدخول في الظلم فضلاً عن التمادي فيه، والإسراف في دماء المسلمين من اجل بقاء حكمها".

ولفت قاسم إلى أنه "ليس ابقى للأنظمة من أن تتصالح مع شعوبها، وتنصف الناس من نفسها وتعدل بينهم، وتنال مودة من تحكم"، مؤكدا أن ذلك "لا يكون ذلك إلا بإعطاء الحقوق، والإعتراف بقيمة الشعوب واشراكها في أمرها، بل ارجاع أمرها إليها واعتبار الشعوب الآصل، والنظر إليهم بما هم اصحاب الثروة ومحط الإهتمام الإجابي المخلص للسياسة".

وأشار إلى ان "ما نريده لعالمنا الإسلامي والعربي ولمحطينا الخليجي ألا يبقى على تخلفه، وألا يظلم فيه انسان، ولا تهمش شعوبه، وأن ينتهي فيه التمييز والتضييق الديني والدنيوي، ويعترف للشعوب بحقوقها في ممارسة دورها الإجابي وتحديد مصيرها، وألا تكون مجتمعاته مساحة للنزاعات، وصراع الشعوب والحكومات، وألا تدخل الحكومات في عالمنا الإسلامي والعربي والخليجي في قتالٍ بينيٍ لمصلحة الأجانب".

وختم الشيخ قاسم بالقول: "البحرين لأبنائها كل أبنائها من شيعة وسنة، من كان في موقع من مواقع الحكم ومن لم يكن من كبير وصغير وذكر وانثى، هي لهم جميعاً بكل حبة رملٍ فيها، وبكل خيرها، وبكل ما يفرض كونها وطنٌ لهم جميعاً من حقوقٍ وواجبات"، مشددا على أن "هذا هو المنطق الصحيح وما يجب أن يجد تطبيقه على الأرض". واستدرك: "أما أن يقول قائل، أياً كان، أن البحرين وطنٌ لفئة دون فئة، لطائفة دون آخرى، لعائلة دون عائلة فهو من كلام الخيال، ومنطقٌ سقيم مردودٌ على صاحبه بكل المقاييس، ولا يراد به إلا الفتنة والتمزيق".

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus