ابتزازات بسيوني: دا أكل عيش ياباشا!

2012-02-18 - 9:06 ص



مرآة البحرين (خاص):
عاد رئيس لجنة تقصي الحقائق المنتهي تكليفها نهاية شهر أكتوبر من العام الماضي محمود شريف بسيوني للبحرين، وذلك ليقوم بمهمة أخرى هي مراقبة تنفيذ التوصيات التي أوصى بها تقرير لجنة تقصي الحقائق.

يبدو الأمر مضحكاً لمتابعيه بعض الشيء، لذا   يحتار المراقب في محاولته فهم شخصية البروفسور القائم مقام الشرعية محمود بسيوني، فهل هذ الشخص ضعيف إعلاميا؟ وهل هذا الرجل فعلاً لا يعرف جيداً كيف يتم التعامل مع الإعلام؟ هل هذه هي المشكلة الأساسية فيه؟ أم أنه شخص حصيف يتعامل بذكاء، يرمي موقفا إعلاميا هناك ونقيضا آخر له في مكان ما هناك، لكي يستطيع ابتزاز الأطراف المختلفة بعد ذلك؟

في فترة يمكن ملاحظة أن بسيوني يصعّد ضد السلطة كما حدث في جامعة ديبول، صعّد ضدها لكي تعطيه بعض الأمور ربما؟، وأحيانا يصعّد ضد المعارضة لحسابات له مع الموالاة والحكومة. يمكن  ملاحظة بوضوح أن بسيوني لا يلعب هنا دورا حقوقيا صرفا بل يلعب دور السياسي المبتزّ، الذي يمارس الابتزاز لكي يحصل على مراده بصورة غير طبيعية. هل يريد بسيوني عقودا مع النظام؟ هل ما قاله في ديبول كان ابتزازا للدولة لكي يحصل على عقد تقييم، وعندما جاء حصل على عقد تنفيذ؟

إن الحقوقيين الكبار مثل القاضي السير نايجل لم يوافقوا على المجيء معه، وبعضهم رفض لأنهم لا يريدون الدخول في اللعبة. أتى بسيوني وهو يعلم أن السلطة قالت إنها ستنتهي من تنفيذ التوصيات في نهاية شهر فبراير. أتى وأعطى إشارات مطمئنة للحكومة بأن مسار التنفيذ الذي تسلكه جيد، مع أنه أي بسيوني قال للجمعيات السياسية وللمحامين وللحقوقيين الذين التقاهم: إنني لن أقول شيئا الآن وأن الدولة تريد وقتا أطول للتنفيذ. لكنه، بعد أن التقى الملك قال كلاما آخر، يوحي بأن كل شيء على ما يرام!

يقول أحد المراقبين:
"يبدو أن هناك من يعيش على معاناة شعبنا، ويحمل عقار الشرعية الذي تحتاجه السلطة كل حين، ويسأل هذا المراقب: هل تذكرون افتتاحية مرآة البحرين (بسيوني دواء الشرعية؟). ويضيف: هذه هي الحقيقة ربما".
يتابع "يوجد من يريد أن إبرام صفقات هنا وهناك، وطبعا السلطة مستعدة لاستقبال كل أنواع الملمّعين لها، فهي قد تعاقدت قبل ذلك مع شركات عامة بمبالغ ضخمة".

لأي مراقب فرصة التأكد من وجود كعكة ضخمة مغرية في ظل الأزمة المالية العالمية، وكل الدول دون استثناء تحاول أن تستفيد من أزمة البحرين وتحديدا أزمة السلطة المستفحلة، عبر إشاداتٍ بالمشروع الإصلاحي وبإنشاء لجنة لتقصي الحقائق، وذلك لكي تحصل كل دولة على نصيب من الكعكة، وعلى عقود لشركاتها في ظل الأزمة الإعلامية، احسبوها، الفرنسيون كان نصيبهم عقد تطوير الإعلام الرسمي في البحرين، والأميركيون والبريطانيون اقتسموا كعكة تطوير الأمن والتدريب والتجسس وقبل كل ذلك بالطبع التسليح.

بسيوني لم يفوضه أحد، جاء بمرسوم، وعاد باتفاق مع الملك، ماذا يعمل بسيوني وبأي صفة، هل هو المنتدب الاميركي على الملف البحريني، مثل تيري رود لارسن مسؤول تنفذ لبنان اتفاقية المحكمة الدولية.

النتيجة مفادها: الكل يأكل أو يريد أن يأكل على حساب هذا الشعب، وبسيوني الذي يعرف اللعبة جيدا دخل بقوة من جديد لكي يأكل، إنه: أكل عيش يا باشا!.
 

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus