قائد عراقي يعلن هزيمة داعش في الفلوجة

2016-06-27 - 9:16 م

مرآة البحرين - رويترز: استعادت القوات العراقية آخر منطقة خاضعة لسيطرة تنظيم داعش بمدينة الفلوجة يوم الأحد وأعلنت القيادة العامة للعملية انتهاء المعركة بعد شهر من القتال.

ووصلت القوات العراقية إلى وسط الفلوجة الأسبوع الماضي لكن مقاتلي التنظيم ظلوا متحصنين في بعض أجزاء المدينة الواقعة إلى الغرب من بغداد بما في ذلك حي الجولان الذي استعادته القوات العراقية يوم الأحد. وتبعد الفلوجة مسافة ساعة بالسيارة عن بغداد.

والهجوم جزء من عملية أكبر للقوات العراقية ضد داعش التي اجتاحت مساحات واسعة من أراضي البلاد في 2014. ويدعم التحالف بزعامة الولايات المتحدة الهجوم بالضربات الجوية في الأغلب.

ويعطي نجاح عملية الفلوجة التي انطلقت في 23 مايو/أيار قوة دافعة جديدة للقوات العراقية في حملة استعادة السيطرة على مدينة الموصل أكبر مدن دولة الخلافة التي أعلنها التنظيم في العراق وسوريا.

وقال رئيس الوزراء حيدر العبادي وهو يقف أمام المستشفى الرئيسي بالفلوجة مرتديا زيا عسكريا أسود اللون وملوحا بالعلم العراقي "كما وعدناكم.. هذا هو العلم العراقي مرفوع عاليا في الفلوجة.. وسنرفع العلم العراقي في الموصل إن شاء الله."

وتفاجأ كثيرون بدخول القوات العراقية إلى وسط الفلوجة بسرعة الأسبوع الماضي إذ توقعوا معركة طويلة مع الدولة الإسلامية. وكانت الفلوجة مسرحا لأعنف المعارك عام 2004 بين قوات الاحتلال الأمريكي وتنظيم القاعدة.

وقال متحدث إن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة مستمر في تنفيذ ضربات جوية وفي الدعم المخابراتي في الفلوجة.

وقال ضباط عراقيون إن الضربات الجوية أسفرت عن مقتل معظم المتشددين المسلحين قبيل زحف القوات البرية لتطهير المنطقة من بقايا المتشددين. وأدى القصف الجوي أيضا إلى تشكل أخاديد في الشوارع الرئيسية تحول دون تسلل المتشددين بين الأحياء السكنية.

وقال مسؤولون عسكريون إن المتشددين المسلحين في مدينة الفلوجة التي كانت أول مدينة تسقط بيد داعش في يناير كانون الثاني عام 2014 لم يظهروا إلا مقاومة محدودة انتهت بعدما تخلى بعض القادة عن المعركة.

وقال وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي على تويتر "نحو 90 بالمئة من الفلوجة سالمة وصالحة للسكن لأننا باغتنا داعش فيها ولم يتمكنوا من تدميرها كما حصل في الرمادي وسنجار."

وأصيبت أجزاء من الفلوجة وبخاصة خطوط المواجهة الجنوبية بأضرار شديدة جراء الضربات الجوية ونيران المدفعية والألغام الأرضية التي زرعها تنظيم داعش.

وسويت كثير من المباني بالأرض أو أصيبت بأضرار لا يمكن إصلاحها. وأصيبت منشآت أخرى مثل الاستاد الرياضي بالقرب من وسط المدينة الذي تهدم جزئيا. وأحرقت عشرات المنازل ولكنها ما زالت قائمة.

مطلوب إعادة تأهيل

وتحيط الخنادق والسواتر الترابية بالكثير من المحاور الرئيسية في الفلوجة. وتراكم ركام في الطرقات جراء الاشتباكات على مدى أسابيع ومعه أغلفة أعيرة نارية وزجاجات مياه فارغة.

وقال صباح النعماني المتحدث باسم قوات مكافحة الإرهاب التي قادت الهجوم لرويترز إن القوات العراقية تعكف حاليا على تفكيك قنابل وشراك خداعية منصوبة في منازل وتطارد في الوقت نفسه متشددين انسلوا خارج المدينة من جهة الشمال الغربي.

وقامت الوحدات القتالية بقصف مواقع لداعش في الأطراف الغربية عصر يوم الأحد بينما دوت في أرجاء المدينة صوت تفجيرات.

وكلفت قوات مكافحة الإرهاب والشرطة المحلية بإبقاء داعش خارج المدينة بعدما امتنعت وحدات الجيش عن دخول معظم المباني من أجل تجنب الألغام بدائية الصنع.

وأجبر القتال في الفلوجة أكثر من 85 ألفا من سكانها على الفرار إلى مخيمات مكدسة تديرها الحكومة. وتقول الأمم المتحدة إنها تلقت تقارير عن مزاعم إساءة معاملة لمدنيين فارين من المدينة من بينها مزاعم انتهاكات من قبل أعضاء جماعات شيعية مسلحة تدعم الهجوم.

وقال قائم مقام الفلوجة عيسى العيساوي لرويترز إن الأسر النازحة قد تتمكن من العودة إلى المدينة في غضون شهرين إذا قدمت الحكومة ووكالات الإغاثة الدولية يد العون.

وأضاف "المدينة لا تحتاج فقط إلى إعادة إعمار بل تحتاج كذلك إلى إعادة تأهيل جدي لمجتمعها.

وتقول الأمم المتحدة إنها تلقت مزاعم عن انتهاكات بحق المدنيين الذين كانوا يغادرون المدينة بما فيها انتهاكات ارتكبها أعضاء في جماعة مسلحة شيعية تساند الهجوم تحت مظلة قوات الحشد الشعبي.

وجرى تهميش قوات الحشد الشعبي التي قاتلت في المناطق النائية من الهجوم الرئيسي في وسط الفلوجة مخافة أن يثير ذلك توترات طائفية في المدينة التي فيها أغلبية سنية. ولكن بعض وحدات القوات ظهرت في الصفوف الأمامية اليوم وزار قائدها الأعلى ساحة المعركة أمس.

وقال مقاتلان يرتديان زيا عسكريا بينما كانا يقومان بدورية في منطقة في الشمال الغربي يوم الأحد إنهما ينتميان لمنظمة بدر وهي واحدة من أقوى الفصائل الشيعية بينما اعتقلت قوات مكافحة الإرهاب ثلاثة من مقاتلي قوات الحشد الشعبي بعد مزاعم عن قيامهم بعمليات تخريب وإحراق متعمد.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus